أعلنت الشركة المطورة لواحد من أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر في العالم تعاونًا جديدًا مع أكبر شركات توليد الكهرباء في كوريا الجنوبية.
وجاء في بيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه، أن شركتي مركز الطاقة الخضراء الغربي (WGEH)، وكيبو الكورية الجنوبية (KEPCO) أبرمتا اتفاقًا للتعاون والمساعدة في تمويل المشروع.
ويقع مشروع الهيدروجين الأخضر في أستراليا بمنطقة غولد فيلدز-إسبيرانس جنوب شرق ولاية أستراليا الغربية، وتصل طاقته الإنتاجية القصوى إلى 3.5 مليون طن من الهيدروجين الأخضر، يُخصَّص للاستهلاك المحلي والتصدير إلى الخارج.
ويعتمد المشروع على كهرباء سعة 50 غيغاواط، موزعة بين 30 غيغاواط من طاقة الرياح، و20 غيغاواط من الطاقة الشمسية، كما تصل سعة المحلل الكهربائي المستعمل فيه إلى 35 غيغاواط.
تفاصيل العقد
بموجب الاتفاق، المبرم بتاريخ 3 سبتمبر/أيلول (2024) ستُوضع خطة مفصّلة لإجراء دراسة جدوى لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع الهيدروجين الأخضر، بما يتضمّن وضع النماذج الهندسية والمرتبطة بالتكاليف والتعاون مع الجهات المعنية في البلدين ومصادر الدعم المحتملة.
كما يتضمّن إدماج المهتمين المحتملين بالمشاركة في تنفيذ المشروع مثل الشركات ومقدمي الخدمات والمشترين المحتملين.
وستعتمد المرحلة الأولى على توليد 6 غيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لإنتاج نحو 330 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر، بحسب بيان صحفي نشره الموقع الرسمي للمشروع.
وسبق أن أبرم التحالف المطور للمشروع وشركة كيبكو في 12 يوليو/تموز (2023) مذكرة تفاهم تؤكد اهتمام الشركة الكورية بالمشاركة في المشروع.
يُشار إلى أن كوريا الجنوبية تستهدف توليد ثلث احتياجاتها من الكهرباء بحلول عام 2030 من الهيدروجين.
وفي يناير/كانون الثاني (2023) أعلنت الحكومة تخصيص 270 مليون دولار تقريبًا لصالح إنشاء 6 من مدن الهيدروجين التي تحتضن منظومة متكاملة لإنتاج الوقود النظيف وتخزينه ونقله واستهلاكه.
أهمية حاسمة
يطوّر مشروع مركز الطاقة الخضراء الغربي تحالف تقوده شركة “إنتركونتننتال إنرجي” (InterContinental Energy) -التي تتخذ من سنغافورة مقرًا لها- بنسبة 46% من الأسهم، وشركتا “سي دبليو بي” (CWP) (%44) و”ميرنينغ تراديشنال لاندز أبوريجنال كوربوريشن” Mirning Traditional Lands Aboriginal Corporation) بنسبة (10%).
وفي هذا الصدد، سلّط مسؤولان بارزان في شركتي مركز الطاقة الخضراء الغربي وكيبكو الضوء على أهمية الاتفاق والمكاسب التي ستعود على الطرفين من دفع دراسة جدوى المرحلة الأولى في مشروع الهيدروجين الأخضر الكبير.
من جانبه، قال نائب رئيس كيبكو ومدير إدارة المشروعات العالمية تشان هيوك تشون، إن اتفاق التعاون الجديد والشراكة بمثابة فرصة للاستفادة من خبرات طاقم شركة الطاقة الخضراء، والاستعداد بصورة أفضل للمستقبل في أستراليا ومقاطعة أستراليا الغربية.
ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر في العالم، ومنها مركز الطاقة الخضراء الغربي في المركز الرابع:
بدوره، يرى الرئيس التنفيذي لشركة مركز الطاقة الخضراء راي ماكدونالد، أن المرحلة الأولى من مشروع الهيدروجين الأخضر قد تضع أستراليا على خريطة كبار المنتجين بالقطاع الصاعد عالميًا، والمساهمين في تلبية الطلب المحلي بكوريا الجنوبية.
وأشاد ماكدونالد بشركة كيبكو بوصفها لاعبًا عالميًا في تطوير مشروعات بنية أساسية كبيرة وشبكة وطنية ودولية ضخمة، قائلًا إن إجراء دراسة الجدوى معًا خطوة “لا تُقدّر بثمن” لتحقيق الأهداف.
كما اتفق مع المسؤول الكوري بقوله إن الاتفاق يفتح المجال أمام مساحات تعلُّمٍ عديدة للطرفين، وهو ما سيعود بالنفع على المشروع.
فرص وتحديات
تقول شركة مركز الطاقة الخضراء إن دعائم مشروع الهيدروجين الأخضر توطدت بإعلان حكومة أستراليا الحوافز الضريبية لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقيمة دولارين لكل كيلوغرام.
يأتي ذلك بالإضافة إلى التركيز الرسمي الواضح على الهيدروجين المنتج بوساطة مصادر متجددة ومصادر الوقود الأخضر، في إطار مبادرة الحكومة “مستقبل صُنع في أستراليا” باستثمارات 22.7 مليار دولار أسترالي (15.25 مليار دولار أميركي).
(الدولار الأسترالي = 0.67 دولارًا أميركيًا)
ومن المتوقع أن يستغرق مشروع الهيدروجين الأخضر 15 عامًا قبل أن يبدأ الإنتاج في ثلاثينيات القرن الحالي، بعد أخذ قرار الاستثمار النهائي في عام 2029، وفق تقرير لمنصة “رينيو إيكونومي” الأسترالية (renew economy).
وبناء على الجدول الزمني المعلن، لن يكون مشروع الهيدروجين الأخضر مؤهلًا للمشاركة بعطاءات الحكومة الكورية، التي تشترط إنتاج الهيدروجين النظيف بحلول عام 2028.
وفي ضربة لطموحات سيدني، أعلن الملياردير أندرو فورست (أغنى رجل في أستراليا) ومالك شركة “فورتسيكو ميتالز” (Fortescue Metals) تخليه عن الالتزام بإنتاج 15 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030.
وقال مسؤول قريب من “فورست”، إن الأخير يرى الهدف غير واقعي رغم أن الوقود الأخضر كان سيحل بدلًا من ثلاثة أرباع الوقود الأحفوري المستعمل في إنتاج الأمونيا اللازمة لتصنيع الأسمدة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..