تخطط شركة أرامكو السعودية لتوقيع صفقات جديدة لزيادة الاستثمارات بقطاع البتروكيماويات، في إطار إستراتيجيتها لتحويل 4 ملايين برميل نفط يوميًا إلى منتجات كيماوية بحلول 2030.

ووفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، تجري عملاقة النفط السعودية مباحثات مع عدد من الشركات الصينية قد تُكَلل بصفقات خلال العامين الجاري والمقبل، لدعم الاتفاقيات التي أبرمتها لتأمين مشترين على المدى الطويل لنفطها الخام.

وتستحوذ الصين على نحو 40% من حجم المبيعات العالمية في مجال البتروكيماويات؛ وتضعها أرامكو السعودية على رأس استثماراتها في القطاع لرفع الإنتاج من أعمال تحويل السوائل إلى مواد كيميائية إلى 4 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2030، وتأمين اتفاقيات طويلة الأجل لإمدادات النفط الخام.

يقول الرئيس التنفيذي لأرامكو أمين الناصر، إن الشركة تستهدف إقامة منشآت إضافية يمكنها تحويل النفط إلى مواد كيميائية؛ إذ تتوقّع عملاقة النفط السعودية أن الطلب على سلع مثل البلاستيك سيتجاوز النمو في استهلاك البنزين والديزل وسط التحول في مجال الطاقة.

استثمارات أرامكو في الصين

قال الناصر، في مؤتمر صحفي، يوم الثلاثاء 6 أغسطس/آب، عقب إعلان نتائج أعمال أرامكو السعودية في النصف الأول 2024: “نتطلع حاليًا إلى عدد من الاستثمارات في الصين والتي ستُعلَن في الوقت المناسب هذا العام والعام المقبل”، مشيرًا إلى أن كوريا الجنوبية والهند وجهات استثمارية محتملة.

وتنفذ أرامكو السعودية حاليًا أكبر مشروع بتروكيماويات في كوريا الجنوبية، الذي تصل استثماراته إلى 7 مليارات دولار، ويتضمّن مشروع تطوير مرفق تكسير بخاري للبتروكيماويات المتكاملة بمقاييس عالمية من خلال شركة (إس أويل).

وتجري أرامكو بالفعل محادثات لشراء حصة 10% في شركة هينغلي للبتروكيماويات الصينية، وتسعى إلى إبرام صفقات مماثلة مع شركتين صينيتين أخريين.

وأبرمت عملاقة النفط السعودية صفقة منفصلة بقيمة 3.4 مليار دولار لشراء حصة في “رونغشنغ” (Rongshing) المحدودة الصينية للبتروكيماويات العام الماضي.

وأظهرت نتائج أعمال أرامكو في النصف الأول 2024 تحقيق نتائج مميزة في قطاع التكرير والبتروكيماويات والتسويق، إذ خُصِّصَت 52% من إنتاج الشركة من النفط الخام لقطاع التكرير والكيماويات والتسويق.

وتمضي أرامكو السعودية قدمًا في إستراتيجية تحويل السوائل إلى كيماويات من خلال توقيع مذكرة تفاهم مع شركتي هينغلي ورونغشنغ ووضع حجر الأساس لمجمع سابك فوجيات للبتروكيماويات، بالإضافة إلى دفع عجلة التوسع في أعمال البيع بالتجزئة من خلال إكمال صفقة الاستحواذ على حصة ملكية بنسبة 40% في شركة الغاز والنفط الباكستانية، وحصة ملكية بنسبة 100% في إسماكس في شيلي.

كما نجحت أرامكو السعودية في إبرام اتفاقيات لشراء حصة ملكية بنسبة 10% بشركة هورس باورترين لتطوير محركات احتراق داخلي عالية الكفاءة ومنخفضة الانبعاثات.

أحد مشروعات أرامكو – الصورة من رويترز

تحويل النفط في كيماويات

قال الناصر إن أرامكو المملوكة للسعودية تهدف في نهاية المطاف إلى تحويل نحو 4 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام إلى مواد كيميائية، من نحو مليوني برميل حاليًا.

وأضاف أن الشركة تتطلع إلى تحديث المرافق القائمة في المملكة العربية السعودية لتكون قادرة على معالجة المزيد من النفط وتحويله إلى بتروكيماويات.

ووافقت شركة أرامكو السعودية، يوم الأربعاء، على تعزيز حصتها في شركة رابغ للتكرير والبتروكيماويات ومقرها السعودية بصفقة بقيمة 702 مليون دولار.

وأشار ناصر إلى جهود الصين في مجال تقنيات التحول بمجال الطاقة مثل الألواح الشمسية والبطاريات التي تستعمل المزيد من البلاستيك وغيره من المنتجات المشتقة من النفط بصفتها عوامل تجذب الاستثمار، حسبما ذكرت بلومبرغ.

أرامكو وتحول الطاقة

من جانبه، قال المدير المالي لشركة أرامكو زياد المرشد: “إن مساعينا الإستراتيجية لتحويل السوائل إلى مواد كيميائية تظل دون تغيير.. وتتمثل أولويتنا القصوى في القيام بذلك في الصين لسببين؛ الأول هو أنها السوق الأكبر، والثاني أنها المكان الذي تحدث فيه التوسعات في تحويل السوائل إلى مواد كيميائية”.

ويشتمل جزء كبير من التوجه خطط السعودية لتوفير ما يصل إلى مليون برميل يوميًا من النفط الخام الذي تستعملة حاليًا في محطات الكهرباء من خلال استبداله والاعتماد على الغاز والطاقة المتجددة.

وتسعى أرامكو لزيادة إنتاج الغاز بنسبة 60% بحلول نهاية العقد، جزئيًا؛ لاستعماله في محطات الكهرباء بدلًا من النفط، وتوفير مليون برميل إضافية للتصدير.

وقال الناصر إن الشركة تتطلع أيضًا إلى تعزيز التجارة في الغاز المسال من خلال الاستفادة من صفقات التوريد عالميًا وشراء المزيد من الحصص في محطات التصدير خارج السعودية.

وفي الشهر الماضي، وقّعت أرامكو اتفاقًا مبدئيًا لشراء حصة في مصنع تصدير الغاز المسال التابع لشركة سيمبرا في تكساس في صفقة تشمل شحنات الوقود من المشروع.

كما وافقت على عقد غير ملزم لمدة 20 عامًا لأخذ 1.2 مليون طن سنويًا من الوقود المسال من مشروع شركة نيكست ديكيد كورب المخطط له في تكساس.

البتروكيماويات في السعودية

من جهة أخرى، وقّعت شركة “إس جي سي إي آند سي” الكورية الجنوبية، المتخصصة في الهندسة والمشتريات والبناء، اليوم الخميس 8 أغسطس/آب 2024، عقدًا لمشروع بناء منشأة للبتروكيماويات بقيمة 260 مليار وون (190 مليون دولار) في السعودية.

ويهدف المشروع إلى إنشاء منشأة لإنتاج خلات فينيل الإيثيلين في مدينة الجبيل الصناعية في السعودية، ومملوك لشركة الصحراء العالمية للبتروكيماويات (سبكيم).

ونفّذت “إس جي سي إي آند سي” 4 مشروعات مع “سبكيم” منذ عام 2010؛ إذ بلغت قيمة الصفقات التي فازت بها الشركة الكورية في السعودية 1.2 تريليون وون (0.87 مليار دولار) هذا العام.

يهدف المشروع إلى زيادة الطاقة الإنتاجية الإضافية لمصنع سبكيم إلى 70 ألف طن -عالي الدرجة- وستبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية بعد التوسعة ما يقارب 290 ألف طن سنويًا.

ويعكس المشروع جهود شركة سبكيم لتصنيع منتجات ذات قيمة مضافة؛ حيث يستعمل منتج خلات فينيل الإيثيلين -عالي الدرجة- في صناعات متعددة تشمل تصنيع مستوعبات خلايا توليد الطاقة الشمسية، المواد اللاصقة المذابة حراريًا وغيرها من الاستعمالات الأخرى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.