تدرس شركة أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية التقدم بعروض للاستحواذ على شركة سانتوس (Santos) الأسترالية، في خطوة من شأنها أن تدعم خطط عملاقتَي النفط الخليجيتين للتوسع في أصول الغاز المسال.
ووفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تُجري عملاقة النفط السعودية ونظيرتها الإماراتية تقييمات أولية لشركة سانتوس الأسترالية بصفتها هدفًا محتملًا للاستحواذ.
وتستثمر شركات الطاقة العملاقة في الشرق الأوسط مليارات الدولارات في الغاز الطبيعي، الذي يُنظر إليه على أنه وقود انتقالي مهم بالتحول في مجال الطاقة، وخاصة في آسيا.
ومن المتوقع أن تجذب سانتوس اهتمام مشترين محتملين آخرين، بما في ذلك شركة شل العالمية، التي عدّلت مؤخرًا إستراتيجيتها للتوسع في إنتاج الهيدروكربونات، خاصة الغاز المسال.
سهم سانتوس
صعد سهم شركة إنتاج الغاز الأسترالية بنسبة 6.5% اليوم الخميس 4 يوليو/تموز (2024)، قبل أن يقلّص مكاسبه إلى 4.17% بحلول الساعة 07.45 صباحًا بتوقيت غرينتش (10:45 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة).
وارتفعت أسهم سانتوس إلى أعلى مستوى لها عند 8.18 دولارًا أستراليًا (5.49 دولارًا اميركيًا)، وجرى تداولها آخر مرة عند 8 دولارات أسترالية (5.37 دولارًا أميركيًا)، متجاوزة ارتفاع بنسبة 1% في مؤشر ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200 القياسي.
وبلغت القيمة السوقية لشركة سانتوس، ومقرّها أديلايد، 16.63 مليار دولار عند إغلاق يوم الأربعاء، بزيادة 1% منذ بداية العام، حسبما ذكرت رويترز.
كانت شركة سانتوس، التي تمتد أصولها عبر أستراليا إلى ألاسكا وبابوا غينيا الجديدة، محل اهتمام على مدى السنوات العديدة الماضية من أجل أعمالها في مجال الغاز المسال، وخاصة حصتها في مشروع الغاز المسال في بابوا غينيا الجديدة.
وأنتجت الشركة 91.7 مليون برميل من النفط المكافئ في العام الماضي، وبلغ احتياطيها المؤكد والمحتمل 1.661 تريليون برميل من النفط المكافئ بنهاية العام الماضي.
ويعدّ مشروع غاز باروسا في المياه قبالة شمال غرب أستراليا أكبر مشروعاتها التنموية، وقد واجه تأخيرات وزيادات بالتكاليف في أعقاب معارك قضائية مع مجموعة من السكان الأصليين بشأن المسار المخطط له لخطّ أنابيب الغاز من الحقل.
شكوك حول الصفقة
قلّل أحد المساهمين في سانتوس ومحلل من احتمال تقديم عرض من أرامكو السعودية أو أدنوك الإماراتية للاستحواذ على شركة الغاز الأسترالية.
وقال المدير الإداري لشركة إدارة الصناديق آلان جراي، سيمون ماوهيني: “أعتقد أن سانتوس شركة ذات سعر جذاب مع مجموعة من الأصول الرائعة، ولكن على الرغم من هذا، أجد صعوبة في تخيُّل مشترٍ محتمل يتراجع عن اهتمامه قبل تقديم عرض”، حسبما ذكرت بلومبرغ.
وأضاف: “لذلك فإنني لا أميل إلى إعطاء الكثير من الثقل لهذه التقارير، وربما أكون سعيدًا بإثبات خطئي في هذه النقطة”.
من جانبه، قال المحلل الكبير في إم إس تي فايننشال، سول كافونيك، إن أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية كانتا تتطلعان إلى عدد من فرص الغاز المسال، لكن سانتوس ستكون “خطوة كبيرة للخروج من منطقة الراحة الخاصة بهما”، سياسيًا وتشغيليًا ومن حيث الحجم.
وكانت شركة وودسايد إنرجي الأسترالية قد عقدت شركة محادثات أولية مع سانتوس في وقت سابق من هذا العام، لتشكيل شركة عملاقة للطاقة بقيمة 52 مليار دولار، لكن المناقشات انهارت، وقالت سانتوس، إنها ستواصل مراجعة الخيارات لإطلاق القيمة لمساهميها.
وقال كافونيك: “سانتوس كانت تسوّق لنفسها منذ مدة، لذلك قد يكون هناك عدد لا بأس به من اللاعبين الذين يسعون للحصول على تقييمات أولية”، موضحًا أن الأصول المحلية لسانتوس قد تشكّل عقبة أمام أيّ عملية شراء.
وأضاف: “ما زلنا نعتقد أن من غير المرجح تقديم عرض لشراء سانتوس بسعر أعلى من قيمته الحقيقية، على الرغم من أن شركة الغاز الأسترالية تسوّق لنفسها منذ مدة”.
وحثّ بعض المستثمرين شركة سانتوس على فصل أصول الغاز المسال المرغوبة من عمليات النفط في ألاسكا وأعمال الغاز المحلية في أستراليا، للاستفادة من التقييمات الأعلى.
كان الرئيس التنفيذي كيفن غالاغر، الذي حوّل سانتوس إلى ثاني أكبر منتج للنفط والغاز في أستراليا، تحت ضغط لتعزيز أداء السهم الذي تأخّر عن نظرائه وزيادة عوائد المساهمين.
وقال كافونيك، إن المستثمرين يشعرون بالإحباط، ولا توجد خطة لخلافة الرئيس التنفيذي الذي يقترب من نهاية ولايته، وقد يؤدي هذا إلى خلق فترة من الضعف الإضافي للهدف الذي جرى تداوله كثيرًا.
ومع ذلك، فإن محفظة الشركة الأسترالية قد تكون أكثر ملاءمة لشركات النفط الأوروبية الكبرى أو شركة ميد أوشن إنرجي، وهي شركة تابعة لشركة الاستثمار إي آي جي جلوبال إنرجي بارتنرز، التي تمتلك أرامكو السعودية حصة فيها.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..