ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثانية على التوالي، مع ترقُّب المتداولين التهديد الذي تشكّله عاصفة استوائية قادمة في نهاية الموسم، وقد تربك إنتاج الوقود في الولايات المتحدة.
وارتفعت العقود الآجلة القياسية للغاز الطبيعي في أوروبا عقب ارتفاع الأسواق الأوسع نطاقًا مع بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ووفق متابعة لحظية تقدّمها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني (2024) نحو 1.5%، محاولةً لتعويض الخسائر التي لحقت بها في الأسبوع الماضي، بعد تسجيلها أكبر تراجع أسبوعي منذ يناير/كانون الثاني الماضي.
وتتجه العاصفة رافائيل نحو خليج المكسيك بعد تشكُّلها في منطقة البحر الكاريبي، ورغم أن قوّتها قد تضعف بالقرب من لويزيانا، مما يجنّب منشآت التصدير الأميركية، فإنها تسببت في موجة من عمليات الإخلاء من بعض منصات إنتاج النفط والغاز في المنطقة.
أسعار الغاز الأوروبية
بحلول الساعة 01:20 مساءً بتوقيت غرينتش (04:20مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفع مؤشر “تي تي إف” الهولندي (مقياس أسعار الغاز في أوروبا)- لعقود ديسمبر/كانون الأول بنسبة 1.54%، إلى 40.9 يورو (44.55 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة.
*اليورو= 1.09 دولارًا أميركيًا.
كما صعدت أسعار الغاز الأوروبية تسليم يناير/كانون الثاني بنسبة 1.5% إلى 41.16 يورو لكل ميغاواط/ساعة، في حين زادت أسعار عقود فبراير/شباط بنسبة 1.54%، إلى 41.22 يورو لكل ميغاواط/ساعة.
وعادةً ما تستعمل شركات الغاز في أوروبا وحدات القياس “غيغاواط” و”تيراواط” في تعاملاتها الأوروبية (غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة من الغاز)، و(تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة من الغاز).
ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا والمملكة المتحدة نحو 3% أمس الإثنين 4 نوفمبر/تشرين الثاني، متأثرة بارتفاع أسعار النفط الخام، بينما أسهم الطقس الهادئ والرياح الضعيفة بزيادة الطلب على الغاز في المنطقة.
وكانت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي تسليم ديسمبر/كانون الأول قد انخفضت بنسبة 3.5% خلال تعاملات يوم الجمعة، مما يمثّل تراجعًا إجماليًا أسبوعيًا بنحو 10%، وهو أعلى تراجع منذ الأسبوع المنتهي في 19 يناير/كانون الثاني.
الطلب على الغاز
قال محللون في شركة إنرجي سكان التابعة لشركة إنجي إس إيه، إن حالة عدم اليقين الناجمة عن الانتخابات الأميركية بشأن التغييرات المحتملة في التجارة الدولية والضرائب والسياسة الخارجية قد تستمر لمدّة.
شهد الطلب على الغاز في أوروبا ارتفاعًا مؤقتًا، مع انخفاض إنتاج الطاقة المتجددة هذا الأسبوع، إذ تراجع توليد الكهرباء من طاقة الرياح في ألمانيا، كما انخفض بشكل كبير في المملكة المتحدة، ووفقًا لبيانات الشبكة، كانت محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز تغطي أكثر من 60% من مزيج الكهرباء في البلاد بوقت مبكر من اليوم الثلاثاء.
ومع ذلك، قالت شركة الاستشارات “أوكسيليون” (Auxilione)، إن درجات الحرارة المعتدلة في معظم أنحاء المنطقة تعمل على الحدّ من الطلب على التدفئة، وهو ما يساعد في الحفاظ على توازن السوق، حسبما ذكرت بلومبرغ.
وتبدو أوروبا في الوقت الحالي بوضع جيد، إذ بلغت مواقع التخزين 95% من طاقتها، لكن السوق تظل عُرضة لمخاطر العرض.
وأدت التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، إلى جانب المخاوف بشأن عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا وانقطاع الإنتاج من النرويج إلى الولايات المتحدة، إلى إبقاء المتداولين في حالة من التوتر خلال الأشهر الأخيرة.
وتعدّ بريطانيا على وجه الخصوص حساسة للتغيرات في الطقس والإمدادات خلال فصل الشتاء، إذ إنها -على عكس بلدان مثل ألمانيا- تفتقر إلى مواقع تخزين الغاز الكبيرة.
وقالت شركة يونيبر الألمانية في تقرير أرباحها اليوم الثلاثاء: “اتّسم العام حتى الآن بالتقلبات، مع بعض الزيادات الكبيرة في الأسعار على المدى القصير بسبب الوضع الجيوسياسي ومخاطر العرض بأعمال الغاز في سياق عموم أوروبا واتجاهات الطقس الخاصة بالسوق”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..