اقرأ في هذا المقال
- • درجات الحرارة المرتفعة بجنوب شرق أوروبا أسهمت في تعزيز استهلاك الكهرباء
- • درجات الحرارة ليست السبب الرئيس وراء الارتفاع في أسعار بورصات الكهرباء حتى الآن
- • العوامل التي ترفع أسعار الكهرباء في كرواتيا قد تبقى على حالها
- • لا يمكن تفسير ارتفاع الأسعار إلا جزئيًا بارتفاع الواردات وسط موجة الحر
ارتفعت أسعار الكهرباء في جنوب شرق أوروبا إلى مستويات قياسية جديدة، مدفوعة في ذلك بموجة الحر الأخيرة التي تضرب المنطقة، وعجز شبكات النقل وانخفاض إنتاج محطات التوليد.
وأشار تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) إلى أن درجات الحرارة المرتفعة، التي وصلت إلى 40 درجة مئوية لعدة أيام متتالية، أسهمت في تعزيز استهلاك الكهرباء.
وألمح الخبراء إلى أن درجات الحرارة المرتفعة ليست السبب الرئيس وراء ارتفاع أسعار الكهرباء في جنوب شرق أوروبا حتى الآن، بنسبة 50% إلى 170%.
وتتمثّل بعض العوامل الرئيسة في انخفاض قدرات نقل الكهرباء بين المجر وبقية دول الاتحاد الأوروبي مع صربيا، وبين بلغاريا ورومانيا، يُضاف إلى ذلك تأخير عودة محطة كوزلودوي النووية في بلغاريا إلى مرحلة التشغيل الكامل، وانخفاض الإنتاج من محطات الكهرباء العاملة بالفحم.
ارتفاع أسعار الكهرباء في جنوب شرق أوروبا
سُجِّل أعلى ارتفاع في أسعار الكهرباء بالبورصة المجرية “إتش يو بي إكس” HUPX لعمليات التسليم بين الساعة 20:00 والساعة 23:00، بتوقيت غرينتش.
وقد وصل هذا الارتفاع إلى مستوى كبير بلغ 940 يورو (1024.88 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، مقارنة بنحو 350 يورو (381.60 دولارًا) في الأسبوع السابق.
ويبلغ متوسط أسعار الكهرباء في سوق اليوم التالي -هذا الأسبوع- 200 يورو (218.06 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، مقارنة بـ120 يورو (130.84 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة في مدة الأيام الـ7 السابقة.
ولم تشهد الأسواق مثل هذه المستويات المرتفعة منذ عام 2022 خلال أزمة الطاقة، وفقًا لموقع بلقان غرين إنرجي نيوز (Balkan Green Energy News) المتخصص بأخبار الطاقة المستدامة والاقتصاد الأخضر.
* (يورو = 1.09 دولارًا أميركيًا)
من جهتها، حققت شركة تشغيل سوق الكهرباء والغاز “أوبكوم” OPCOM في رومانيا سقف أسعار الكهرباء بسوق اليوم التالي، إذ وصلت إلى 700 يورو لكل ميغاواط/ساعة، وهو ضعف السعر عن الأسبوع السابق.
وبلغ سعر مؤشر “إيبكس” IBEX البلغاري 500 يورو لكل ميغاواط/ساعة بعد 365 يورو لكل ميغاواط/ساعة في المدة المماثلة الأخيرة.
وفي كرواتيا، أظهر مؤشر “كروبيكس” CROPEX 390 يورو (425.22 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، في حين في مؤشر “سيبيكس” SEEPEX بصربيا، تجاوز المستوى 400 يورو (436.12 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة.
وفي الأسبوع الماضي، كان الحد الأقصى للسعر 125 يورو لكل ميغاواط/ساعة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويرى المحللون احتمالًا ضئيلًا بحدوث تراجع، لأنه من المتوقع أن تستمر موجة الحر، وأن العوامل التي ترفع الأسعار قد تبقى على حالها.
عوامل ارتفاع أسعار الكهرباء
قال خبير أعمال الطاقة لجنوب شرق أوروبا في شركة خدمة التنبؤ بتداول الطاقة “بلقان إنرجي” Balkan Energy AG، ماركو كوسوريتش، إن التحليل أظهر أن ارتفاع الأسعار هو نتيجة للعديد من العوامل، بعضها واضح والبعض الآخر ليس كذلك.
وأضاف: “على الرغم من أن معظم الأسواق سجّلت أسعارًا متطرفة، فإن السوق في المجر كانت الأكثر مفاجأة”.
وأبلغ موقع بلقان غرين إنرجي نيوز (Balkan Green Energy News)، أنه “لا يمكن تفسير ارتفاع الأسعار إلا جزئيًا بارتفاع الواردات وسط موجة الحر”.
وقال إن موجة الحر بين 8 و10 يوليو/تموز الجاري يمكن مقارنتها بالمدة من 27 إلى 30 يوليو/تموز 2021، عندما كانت درجات الحرارة متشابهة.
وأردف: “صحيح أن متوسط السعر على مؤشر (إتش يو بي إكس) كان مرتفعًا للغاية، وفي الغالب بسبب ساعتين و20 ساعة و21 ساعة فقط”.
وألمح إلى أن “واردات الكهرباء إلى المجر في 20 و21 ساعة لم تكن أعلى مما كانت عليه خلال موجة الحر في يوليو/تموز 2021. لذلك، لم تستورد السوق المجرية أكثر من ذي قبل، ولكن الأسعار أعلى بكثير مما كانت عليه في ظروف مماثلة خلال موجة الحر في عام 2021”.
استهلاك الكهرباء في جنوب شرق أوروبا
لا يُعد استهلاك الكهرباء، حاليًا، في جنوب شرق أوروبا -ألبانيا والبوسنة والهرسك وبلغاريا وكرواتيا واليونان والمجر والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية ورومانيا وصربيا وسلوفينيا- أعلى بكثير مما كان عليه خلال موجة الحر في يوليو/حزيران 2021.
ولا يتجاوز الاستهلاك 800 ميغاواط في الساعات من 20 إلى 24 ساعة، وفق الأرقام التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في كلتا الحالتين، استوردت المنطقة الكهرباء من وسط غرب أوروبا عبر الحدود النمساوية السلوفينية، والنمساوية المجرية، والسلوفاكية المجرية، والإيطالية-جنوب شرق أوروبا.
في المقابل، كان إجمالي استيراد الشبكة الذي يمكن أن يستمر من 20 ساعة إلى 24 ساعة أقل بمقدار 800 ميغاواط في عام 2024 مما كان عليه في عام 2021.
وهذا يدل على أن قدرة الشبكة في وسط وغرب أوروبا كانت أقل مما كانت عليه في عام 2021، وكان هذا هو العامل الاستثنائي الذي حدث بدءًا من 8 يوليو/تموز الجاري، ما أدى إلى زيادة أسعار الكهرباء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..