ارتفعت أسعار النفط هامشيًا خلال التعاملات اليوم الأربعاء 19 يونيو/حزيران (2024) لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثالثة على التوالي وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات.
إذ تأثرت السوق من تصاعد الصراع في أوروبا والشرق الأوسط ما يهدد تدفقات النفط من مناطق الإنتاج الرئيسة، في مقابل مخاوف من تراجع الطلب في أعقاب زيادة غير متوقعة في مخزونات الخام الأميركية.
ويترقب المتعاملون في أسواق النفط دلائل على تعزيز مأمول للطلب في الصيف لدعم أسعار الخام، في الوقت الذي تضعف فيه زيادة المخزونات المكاسب.
وأنهت أسعار النفط تعاملات أمس الثلاثاء 18 يونيو/حزيران على ارتفاع بنحو بنحو 1.5%، لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثانية على التوالي، وسط آمال بنمو الطلب خلال النصف الثاني من العام الجاري.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:03 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:03 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أغسطس/آب 2024، بنحو 0.08% لتصل إلى 85.40 دولارًا للبرميل.
كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يوليو/تموز 2024، بنسبة 0.04% إلى 81.60 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وسجل الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) مكاسب قوية اقتربت من 4% خلال اليومين الماضيين، إذ صعدت أسعار النفط عند أعلى مستوياتها في 3 أشهر بعد توقعات قوية للطلب على الخام والوقود.
تحليل أسعار النفط
وارتفعت أسعار النفط أكثر من دولار في الجلسة السابقة بعد أن أدت ضربة بطائرة دون طيار أوكرانية إلى حريق في محطة نفط في ميناء روسي كبير، وفقا لمسؤولين روس ومصدر استخباراتي أوكراني.
وفي الشرق الأوسط، حذر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس من اقتراب “حرب شاملة ” مع حزب الله اللبناني، في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تجنب صراع أوسع نطاقا بين إسرائيل وحزب الله.
وتثير الحرب المتصاعدة في المنطقة احتمالات تعطل إمدادات النفط الخام من المنتجين الرئيسين.
وقال المحلل الإستراتيجي للسوق في آي جي، يب جون رونغ: “عاد المشاركون في السوق إلى تسعير مخاطر الاضطراب المحتملة في حالة اندلاع صراع أوسع نطاقا مع انتقال التوترات الجيوسياسية إلى جبهة جديدة بين إسرائيل وحزب الله”.
وأضاف: “يبدو أن أي تهدئة بين الطرفين صعبة على المدى القريب، الأمر الذي قد يبقي أسعار النفط مدعومة بشكل جيد، إذ يتجاهل المشاركون في السوق جيوب الضعف على الجبهة الاقتصادية، من مبيعات التجزئة الأميركية الأضعف من المتوقع إلى مجموعات مختلطة من البيانات الصادرة في الصين هذا الأسبوع”.
وأظهرت بيانات الصين هذا الأسبوع أن الناتج الصناعي لشهر مايو/أيار تخلف عن التوقعات، لكن مبيعات التجزئة كمقياس للاستهلاك سجلت أسرع نمو لها منذ فبراير/شباط.
أسعار الفائدة
قال محللون في تقرير لبنك إيه إن زد للأبحاث اليوم الأربعاء إن النبرة الأوسع نطاقا نحو المخاطرة في الأسواق العالمية تدعم أسعار النفط الخام، إذ عززت البيانات الاقتصادية الأميركية المختلطة لشهر مايو/أيار الرهانات على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) سيخفض أسعار الفائدة عاجلا وليس آجلا، في إشارة إلى الإنتاج الصناعي القوي ومبيعات التجزئة التي ارتفعت.
ويبحث مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي عن مزيد من التأكيد على تباطؤ التضخم وأي إشارات تحذيرية من سوق العمل القوية، إذ يتجهون بحذر نحو ما يتوقعه معظمهم بخفض أسعار الفائدة مرة أو مرتين بحلول نهاية هذا العام.
ومن الممكن أن يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى خفض تكاليف الاقتراض، وتحفيز النشاط الاقتصادي ورفع استهلاك النفط.
وواجهت أسعار النفط رياحًا معاكسة من ارتفاع مخزونات النفط الأميركية بمقدار 2.264 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 14 يونيو/حزيران وفقا لمصادر في السوق نقلا عن بيانات معهد النفط الأميركي يوم الثلاثاء، وكان محللون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا انخفاض مخزونات الخام بمقدار 2.2 مليون برميل.
وقالت المصادر إن مخزونات البنزين انخفضت بمقدار 1.077 مليون برميل، بينما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 538 ألف برميل.
ومن المقرر صدور بيانات مخزونات النفط الأميركية الرسمية من إدارة معلومات الطاقة في الساعة 03:00 بتوقيت غرينتش (06:00 مساءً بتوقيت مكة المكرمة).