ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الأربعاء 14 أغسطس/آب (2024)، في محاولة لتعويض جزء من الخسائر التي لحقت بها في الجلسة السابقة، مع تزايد المخاوف من انقطاع الإمدادات.

يأتي ذلك بعد أن أظهر تقرير للصناعة انخفاض مخزونات الخام والبنزين الأميركية، وفي ظل ترقُّب السوق لاحتمال اتّساع نطاق الحرب في غزة، ما قد يؤثّر في إمدادات النفط العالمية.

وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملات أمس الثلاثاء 13 أغسطس/آب على تراجع بنسبة 2%، لتنهي سلسلة من المكاسب استمرت 5 جلسات متتالية، وسط مخاوف من تراجع الطلب.

جاء التراجع في الجلسة السابقة مع عودة التركيز على المخاوف بشأن الطلب، بعد أن خفضت أوبك توقعاتها لنمو الطلب في 2024 إلى 2.11 مليون برميل يوميًا، مقارنة بنحو 2.25 مليون برميل يوميًا في التقديرات السابقة، ليصل الإجمالي المتوقع عند 104.32 مليون برميل يوميًا.

أسعار النفط

بحلول الساعة 05:54 صباحًا بتوقيت غرينتش (08:54 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2024، بنسبة 0.64%، لتصل إلى 81.21 دولارًا للبرميل.

في الوقت نفسه، زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم سبتمبر/أيلول 2024، بنسبة 0.73%، لتصل إلى 78.92 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام المقارنة التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

كانت أسعار النفط قد حققت خلال الأسبوع الماضي أول مكسب أسبوعي في 5 أسابيع، إذ ارتفع الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) بنسبة 3.7% و4.5% على التوالي، مع تهدئة بيانات الوظائف الأميركية المخاوف بشأن الطلب، واستمرار المخاوف من اتّساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط.

تحليل أسعار النفط

لم تنتقم إيران -وهي منتج رئيس للنفط في الشرق الأوسط- بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس إسماعيل هنية في عاصمتها، والذي تلقي باللوم فيه على إسرائيل.

وقال المحلل في بنك كومنولث الأسترالي، فيفيك دهار، إن أيّ تصعيد للصراع في الشرق الأوسط يمثّل خطرًا صعوديًا واضحًا على أسعار النفط الخام خلال الأشهر الـ6 المقبلة، وربما لمدة أطول.

ناقلة نفط تمرّ بالقرب من ميناء نيويورك – الصورة من رويترز

وأضاف دهار: “من المرجّح أن يحدد مدى الانتقام الإيراني، وكذلك ردّ إسرائيل، ما إذا كان الصراع الحالي في الشرق الأوسط سيتّسع إلى صراع إقليمي”، حسبما ذكرت رويترز.

وأشار إلى أن مصدر القلق المباشر في السوق سيكون شنّ هجمات على إمدادات النفط الإيرانية والبنية التحتية، إذ يشكّل إنتاج إيران ما بين 3 إلى 4% من الطلب العالمي على النفط، ويُصدَّر 25% إلى 50% منه”.

وتعهدت إيران بردّ صارم على مقتل زعيم حماس أواخر الشهر الماضي، ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي تورّطها، لكنها تواصل حربها في غزة، ولمواجهة إيران، نشرت البحرية الأميركية سفنًا حربية وغواصة في الشرق الأوسط.

وقال محللون في إيه إن زد ريسيرش (ANZ Research): “إذا تطوّر صراع أوسع في الشرق الأوسط، فمن المرجّح ألّا يهدد ذلك الإمدادات الإيرانية فحسب، بل سيهدد أيضًا حركة النفط في المعابر الرئيسة في الشرق الأوسط، وهو ما قد يعرّض أكثر من 20 مليون برميل يوميًا من النفط لمخاطر التعطّل.

مخزونات النفط الأميركية

انخفضت مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، في حين ارتفعت مخزونات نواتج التقطير، وفقًا لبيانات معهد النفط الأميركي أمس الثلاثاء.

وأظهرت أرقام معهد النفط الأميركي انخفاض مخزونات الخام بمقدار 5.21 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 9 أغسطس/آب، وتراجعت مخزونات البنزين بمقدار 3.69 مليون برميل، وارتفعت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 612 ألف برميل.

وقد يشير انخفاض المخزونات إلى ارتفاع الطلب في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، ومن المقرر صدور البيانات الحكومية الرسمية من إدارة معلومات الطاقة في وقت لاحق اليوم الأربعاء.

وللحدّ من مكاسب أسعار النفط، أبقت وكالة الطاقة الدولية على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2024 دون تغيير أمس الثلاثاء، لكنها قلّصت تقديراتها لعام 2025، مشيرة إلى تأثير ضعف الاقتصاد الصيني في الاستهلاك.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.