ارتفعت أسعار النفط، خلال تعاملات اليوم الخميس 29 أغسطس/آب (2024)، في محاولة لتعويض الخسائر التي لحقت بها في الجلستين الماضيتين وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات.
وعادت المخاوف المتعلقة بالإمدادات في ليبيا إلى التركيز، على الرغم من أن ذلك يقابله انخفاض أقل من المتوقع في مخزونات النفط الأميركية؛ ما قوّض توقعات الطلب.
وانخفضت مخزونات النفط الأميركية بنحو 0.8 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي يوم 23 أغسطس/آب 2024، ليصل الإجمالي إلى 425.2 مليون برميل، وهو ما يقل كثيرًا عن توقعات المحللين.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملات أمس الأربعاء 28 أغسطس/آب على انخفاض بنسبة 1.5% لتستكمل الخسائر التي لحقت بها في الجلسة السابقة، مع ترقّب المستثمرين تطورات الأوضاع في الأسواق.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 05:56 صباحًا بتوقيت غرينتش (08:56 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2024، بنسبة 0.28%، لتصل إلى 78.87 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2024، بنسبة 0.38%، لتصل إلى 74.8 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
تراجع الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) بنسبة 1.13% و1.33% على التوالي بعد أن انخفضت مخزونات النفط الأميركية 846 ألف برميل دون توقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز بانخفاض قدره 2.3 مليونًا.
كما تراجعت مخزونات البنزين بنحو 2.2 مليون برميل لتصل إلى إلى 218.4 مليون برميل، في حين ارتفعت مخزونات المقطرات -التي تشمل الديزل ووقود التدفئة وغيرهما- بمقدار 0.3 مليون برميل، لتصل إلى 123.1 مليون برميل، بحسب التقرير الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية -الأربعاء-
تحليل أسعار النفط
قال بعض المحللين إن المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات من ليبيا، عضوة منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، كانت إيجابية للسوق.
وقالت كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا، بريانكا ساشديفا، إن المشكلات الليبية، وسط مخاوف جيوسياسية متزايدة، ستبقي أسواق النفط على حافة الهاوية، ومن المرجح أن تحد من انخفاض أسعار النفط الخام.
وأوقفت بعض حقول النفط في ليبيا الإنتاج وسط صراع للسيطرة على المصرف المركزي، إذ قدرت إحدى الشركات الاستشارية تعطل الإنتاج بما يتراوح بين 900 ألف ومليون برميل يوميا لعدة أسابيع.
وبلغ إنتاج ليبيا من النفط قرابة 1.17 مليون برميل يوميًا خلال يوليو/تموز الماضي، بحسب بيانات أوبك، وسط توقعات بأن تأتي البيانات اللاحقة أقل من ذلك بكثير، بعد إغلاق حقل الشرارة منذ أوائل أغسطس/آب 2024، وهو أكبر حقل نفطي في البلاد، بقدرة إنتاجية 300 ألف برميل يوميًا.
وقد يكون لطول مدة انقطاع الإمدادات تأثير غير مباشر في خطط إنتاج أوبك+ خلال أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وهو ما قد يؤثر بدوره في أسواق النفط بشكل إيجابي إذا لم يتراجع العرض كما هو متوقع.
وقال محللو آي إن جي (ING): “إن الإغلاق المطول من ليبيا سيمنح أوبك+ مزيدًا من الراحة في زيادة العرض خلال الربع الرابع من عام 2024 كما هو مخطط حاليًا”، مضيفين أن التعطيل القصير من شأنه أن يجعل قرار التحالف أكثر صرامة.
وأضافوا: “في ظل هذا السيناريو، نعتقد أنهم سيكونون مترددين في جلب إمدادات إضافية إلى السوق عندما لا تزال هناك مخاوف بشأن الطلب”، حسبما ذكرت رويترز.
كما دعمت التوقعات بأن يبدأ المصرف المركزي الأميركي في خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل أسعار النفط، إذ قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، إن الوقت قد يكون قد حان للتخفيضات، مع انخفاض التضخم بشكل أكبر وارتفاع البطالة أكثر من المتوقع.
ويجعل انخفاض أسعار الفائدة الاقتراض أرخص؛ ما يعزز النشاط الاقتصادي ويزيد الطلب على النفط.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..