ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الإثنين 9 ديسمبر/كانون الأول (2024)، في محاولة لتعويض الخسائر التي لحقت بها في الأسبوع الماضي، بدعم من تزايد التوترات الجيوسياسية.
يأتي ذلك بعد أن أثار سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد حالة من عدم اليقين أكبر في الشرق الأوسط، وحدّت توقعات تراجع الطلب في العام المقبل من مكاسب أسعار الخام.
وأعلن مقاتلو المعارضة السورية يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، ونهاية حكم عائلة عمرها 50 عامًا، في هجوم خاطف أثار مخاوف من موجة جديدة من عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، يوم الجمعة 6 ديسمبر/كانون الأول، على تراجع بنسبة 1.5%، لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثالثة على التوالي، كما سجلت خسائر أسبوعية.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:44 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:44 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم فبراير/شباط 2025، بنسبة 0.58%، لتصل إلى 71.53 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يناير/كانون الثاني 2025، بنسبة 0.61%، لتصل إلى 67.61 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وحقّق الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) خسائر أسبوعية خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1% و1.2% على التوالي، وسط مخاوف من تراجع الطلب عالميًا.
وقالت لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأولية الأميركية، يوم الجمعة، إنه مع تراجع أسعار النفط، رفع مديرو الأموال صافي مراكز العقود الآجلة للخام الأميركي والخيارات في الأسبوع المنتهي في 3 ديسمبر/كانون الأول.
تحليل أسعار النفط
قال كبير الاقتصاديين في شركة “ميتسوبيشي يو إف جيه” للأبحاث والاستشارات، توموميتشي أكوتا حول تحليل أسعار النفط: “لقد أضاف التطور في سوريا طبقة جديدة من عدم اليقين السياسي في الشرق الأوسط، مما يوفّر بعض الدعم إلى السوق”.
وأضاف: “لكن تخفيضات أسعار النفط في السعودية وتمديد خفض إنتاج أوبك+ الأسبوع الماضي أبرزا ضعف الطلب من الصين، مما يشير إلى أن السوق قد تتراجع قرب نهاية العام”.
وأشار إلى أن المستثمرين يراقبون علامات مبكرة على أي تأثير لسياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب المتوقعة في مجال الطاقة والشرق الأوسط.
وخفّضت أرامكو السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، أمس الأحد، أسعار شحنات الخام العربي، تحميل يناير/كانون الثاني 2025، للمشترين الآسيويين إلى أدنى مستوى منذ أوائل 2021.
ومدّد تحالف أوبك+ تخفيضات إنتاج النفط بمقدار مليونَي برميل يوميًا لمدة عام إضافي، حتى نهاية 2026، بدلًا من نهاية العام المقبل (2025)، استمرارًا لجهوده في الحفاظ على توازن السوق، بحسب نتائج اجتماع الخميس.
كما أعلنت 8 دول في تحالف أوبك+ بقيادة السعودية تمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا، لمدة 3 أشهر جديدة حتى نهاية مارس/آذار 2025.
وكانت دول أوبك+ تخطّط لبدء تقليص التخفيضات بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول 2024، لكن تباطؤ الطلب العالمي -خاصة من الصين أكبر مستورد للخام-، وارتفاع الإنتاج في أماكن أخرى، أجبراها على تأجيل الخطة عدة مرات.
كما بلغ عدد منصات النفط والغاز المنتشرة في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أعلى مستوياته منذ منتصف سبتمبر/أيلول؛ مما يشير إلى ارتفاع إنتاج أكبر منتج للخام في العالم.
ويستعد المستثمرون لأسبوع حافل بالبيانات، بما في ذلك تقرير التضخم الأميركي الرئيس يوم الأربعاء الذي سيوفّر مزيدًا من الدلائل على خطط مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
وقال محللو إيه إن زد (ANZ) إنه حتى التخفيضات الإضافية في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي من غير المرجح أن تخفّف من مخاوف سوق النفط بشأن إضعاف النمو الاقتصادي العالمي وتأثيره في الطلب.
كما ستستضيف بكين مؤتمرًا هذا الأسبوع، إذ من المتوقع أن يرسم صناع السياسات مسار اقتصاد البلاد في عام 2025.
وأظهرت بيانات، اليوم الإثنين، أن معدل تضخم أسعار المستهلكين في الصين بلغ أدنى مستوياته في 5 أشهر خلال نوفمبر/تشرين الثاني، في حين استمر انكماش المصانع، مما يُشير إلى أن الجهود المبذولة لدعم الطلب الاقتصادي المتعثر لها تأثير محدود.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- النفط يرتفع بعد سقوط الأسد وتزايد مخاوف عدم اليقين في الشرق الأوسط من رويترز.
- قرار الدول الـ8 الأعضاء في تحالف أوبك+ بتمديد التخفيضات الطوعية من موقع أوبك.
- قرار التحالف بتمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى عام 2026 من موقع أوبك.
- الصين محركًا لنمو الطلب العالمي على النفط من رويترز.
- شركات الحفر الأميركية تضيف 7 منصات للنفط والغاز لأول مرة منذ 8 أسابيع من رويترز.