ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الأربعاء 11 ديسمبر/كانون الأول (2024)، لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثالثة على التوالي مع عودة الآمال في انتعاش الطلب عالميًا.

يأتي ذلك مع توقّع المشاركين في السوق ارتفاع الطلب لدى أكبر مستورد للخام في العالم، بعد أن أعلنت بكين سياسة نقدية تيسيرية لتحفيز نموها الاقتصادي.

وأعلنت الصين يوم الإثنين 9 ديسمبر/كانون الأول، أنّها ستتبنّى سياسة نقدية “متساهلة بصورة مناسبة” في عام 2025؛ إذ تحاول بكين تحفيز اقتصادها في أول تخفيف لموقفها منذ 14 عامًا.

وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الثلاثاء 10 ديسمبر/كانون الأول، على ارتفاع للجلسة الثانية على التوالي، بدعم من تزايد التوترات الجيوسياسية.

أسعار النفط اليوم

بحلول الساعة 06:46 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:46 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم فبراير/شباط 2025، بنسبة 0.69%، لتصل إلى 72.69 دولارًا للبرميل.

في الوقت نفسه، زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يناير/كانون الثاني 2025، بنسبة 0.73%، لتصل إلى 69.09 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وخفّضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعات أسعار النفط في 2025، للمرة الخامسة على التوالي، مع مخاوف ضعف الطلب.

ومن المتوقع أن يسجّل متوسط السعر الفوري لخام غرب تكساس الوسيط 69.12 دولارًا للبرميل خلال 2025، بانخفاض 3.5% عن تقديرات نوفمبر/تشرين الثاني 2024، البالغة 71.60 دولارًا.

كما قلّصت إدارة معلومات الطاقة توقعات سعر خام برنت بنسبة 3.3%، ليصل إلى 73.58 دولارًا للبرميل في 2025، مقابل التقديرات السابقة البالغة 76.06 دولارًا.

تحليل أسعار النفط

قال المحلل الإستراتيجي للسوق في “آي جي” (IG)، يب جون رونغ، حول تحليل أسعار النفط: “تمكّنت أسعار الخام من العثور على موطئ قدم لها مؤخرًا؛ إذ أعادت الإشارات السياسية القوية من السلطات الصينية إحياء الآمال مرة أخرى في اتخاذ إجراءات تحفيز أقوى في عام 2025”.

وأضاف يب: “لكن مكاسب أسعار النفط الخام ما تزال مقيّدة إلى حد ما، بالنظر إلى أن المشاركين في السوق ما زالوا يريدون رؤية المزيد من التفاصيل الملموسة بما يتجاوز الرسائل الإيجابية النموذجية”.

ناقلة نفط تستعد لتفريغ حمولتها في أحد المواني الصينية – الصورة من رويترز

وارتفعت واردات الصين من النفط الخام سنويًا للمرة الأولى منذ 7 أشهر في نوفمبر/تشرين الثاني، بزيادة أكثر من 14% عن العام السابق.

وقال رئيس تحليل النفط في شركة ريستاد إنرجي، موكيش ساهديف، إن التغييرات في سياسة الصين قد لا تكون قادرة على مواجهة أي تداعيات من بعض الإجراءات التجارية التي اقترحها الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف أن “هذه التغييرات في سياسة الصين لا يمكن إلا أن تساعد في منع المزيد من الجوانب السلبية في أحسن الأحوال”.

من جهة أخرى، أظهرت بيانات معهد النفط الأميركي، الصادرة أمس الثلاثاء، أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي بمقدار 499 ألف برميل.

كما صعدت مخزونات البنزين بمقدار 2.85 مليون برميل، في حين ارتفعت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 2.45 مليون برميل.

ومن المقرر صدور البيانات الرسمية عن مخزونات النفط من إدارة معلومات الطاقة الأميركية اليوم الأربعاء الساعة 03:30 مساءً بتوقيت غرينتش، إذ يتوقع محللون -استطلعت رويترز آراءهم- انخفاضًا قدره 900 ألف برميل في مخزونات الخام، وزيادة قدرها 1.7 مليون برميل في البنزين.

توقعات أسعار النفط

توقّع كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة أومود شوكري، أن يؤثّر قرار تمديد تخفيضات أوبك+ الطوعية بصورة كبيرة في أسعار النفط خلال المدّة المقبلة، ومن المرجّح أن يحافظ التمديد على أسعار النفط عند مستويات مرتفعة على المدى القريب.

وأشار -في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- إلى أنه من المتوقع أن تؤدي عمليات السحب من المخزونات الناتجة عن انخفاض الإنتاج إلى أن تكون مخزونات النفط العالمية أقل من استهلاك النفط العالمي، ومن ثم زيادة أسعار النفط.

وأشار رئيس قسم تحليل النفط في شركة “غازبودي” الأميركية، باتريك دي هان، إلى أن قرار تمديد تخفيضات أوبك+ “قد يضع بعض الضغوط على الأسعار مع اقترابنا من الربيع، إذ قد تتقلّص المخزونات العالمية في النهاية”.

وقال الخبير في شؤون الطاقة والشرق الأوسط سيريل وودرشوفن، إن القرار يعمل على استقرار أساسيات السوق، ويستعد لأسعار أعلى على المدى البعيد.

وأوضح رئيس تحرير منصة “بتروليوم إيكونوميست” بول هيكن، أنه على الرغم من أن هذه الخطوة لا تغيّر الاتجاه الهبوطي، فإنها تشير إلى أن المزيد من النفط الخام سيُسحب من السوق في وقت من عدم اليقين الاقتصادي العالمي الكبير -خاصةً حول الاستهلاك الصيني-، ومن خلال الطلب الضعيف موسميًا في الربع الأول.

وقال هيكن، في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة، إنه من شأن إزالة البراميل أن تُعيد أساسيات العرض والطلب، وتحافظ عليها في عام 2025.

وأكد أن هذا الأمر مهم، لأن الهدف المعلَن لأوبك+ هو استقرار السوق، وإستراتيجيته الضمنية في هذه المرحلة هي محاولة إبقاء الأسعار فوق 70 دولارًا للبرميل على المدى المتوسط.

وأشار هيكن إلى أنه يمكن القول، إن نطاق 70-80 دولارًا للبرميل هو نقطة مثالية لكل من المنتجين والمستهلكين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.