ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الأربعاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثانية على التوالي، بفعل مؤشرات على نقص الإمدادات في المدى القريب.
وظلّت أسعار الخام قرب أدنى مستوياتها في أسبوعين، بعد يوم من خفض أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 و2025.
خفضت أوبك توقعات الطلب على النفط في 2024 إلى 1.8 مليون برميل يوميًا، مقابل 1.93 مليون برميل يوميًا في تقديرات الشهر الماضي، وهو ما يعني أن إجمالي الطلب العالمي خلال العام الجاري سيصل إلى 104.03 مليون برميل يوميًا.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الثلاثاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني، على ارتفاع، في محاولة لاستعادة التوازن بعد الخسائر الممتدة على مدار الجلسات السابقة.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:40 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:40 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يناير/كانون الثاني 2025، بنسبة 0.24%، لتصل إلى 72.06 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم ديسمبر/كانون الأول 2024، بنسبة 0.22%، لتصل إلى 68.27 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وانخفض الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) بأكثر من 5% خلال جلستي الجمعة والإثنين الماضيتين، بعد أن سجّلا مكاسب خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1%.
تحليل أسعار النفط
قال محللو إيه إن زد (ANZ): “ارتفعت أسعار النفط الخام، إذ عوّضت الإمدادات المحدودة في السوق الفعلية المعنويات الهبوطية على الطلب، وكان المشترون في السوق الفعلية نشطين بشكل خاص، مع شراء أيّ شحنات متاحة بسرعة”.
لكن انخفاض توقعات الطلب وضعف الصين المستهلكة الرئيسة استمر في التأثير بميول السوق.
قال المحلل الإستراتيجي للسوق في آي جي (IG)، يب جون رونغ: “قد نتوقع أن تتماسك أسعار النفط الخام حول المستويات الحالية لمدة أطول”، مضيفًا أن المحاولة الأخيرة للارتداد أوقِفَتْ بسرعة.
وأضاف يب أن “غياب المزيد من التحفيز المالي المباشر من الصين يلقي بظلاله على توقعات الطلب على النفط، إلى جانب احتمالات ارتفاع إنتاج النفط الأميركي مع رئاسة دونالد ترمب وخطط أوبك+ التي تلوح في الأفق لزيادة الإنتاج”.
خفضت أوبك توقعات نمو الطلب في 2025، إلى 1.5 مليون برميل يوميًا، بانخفاض 103 آلاف برميل يوميًا عن تقديرات الشهر الماضي، ليصل الإجمالي إلى 105.57 مليون برميل يوميًا، ويرجع ذلك إلى ضعف الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.
ومن المقرر أن تنشر وكالة الطاقة الدولية، التي لديها وجهة نظر أقل بكثير، توقعاتها المحدّثة غدًا الخميس.
إمدادات النفط
كتب محللو باركليز: “من غير المرجّح أن تؤثّر إعادة انتخاب الرئيس السابق ترمب بشكل ملموس على أساسيات سوق النفط على المدى القريب، من وجهة نظرنا”.
وأضاف المحللون: “الحفر، من المرجح أن يكون هذا مخيبًا للآمال بصفته إستراتيجية لدفع أسعار النفط إلى الانخفاض بشكل ملموس على المدى القريب”، بالنظر إلى أن عدد التصاريح المعتمدة ارتفع في ظل إدارة بايدن.
ومع ذلك، ستظل الأسواق تشعر بآثار انقطاع الإمدادات من إيران، أو المزيد من التصعيد بين إيران وإسرائيل، وفقًا لباركليز.
يُذكَر أن المرشح المتوقع لوزير الخارجية دونالد ترمب، السيناتور الأميركي ماركو روبيو، معروف بموقفه المتشدد تجاه إيران والصين وكوبا، وقد يؤدي تشديد العقوبات على إيران إلى تعطيل إمدادات النفط العالمية، في حين قد يؤدي اتّباع نهج أكثر صرامة تجاه الصين إلى إضعاف الطلب على النفط في أكبر مستهلك في العالم.
قال اثنان من محافظي البنك المركزي الأميركي يوم الثلاثاء، إن أسعار الفائدة تعمل على كبح التضخم الذي ما يزال أعلى من علامة 2%، مما يشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيكون منفتحًا لمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة.
وخفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الأسبوع الماضي بمقدار ربع نقطة مئوية إلى نطاق 4.50% -4.75%، وعادةً ما تؤدي تخفيضات أسعار الفائدة إلى تعزيز النشاط الاقتصادي والطلب على الطاقة.
تأخرت تقارير المخزون الأسبوعية الأميركية لمدة يوم بعد عطلة يوم المحاربين القدامى يوم الإثنين الماضي، ومن المقرر صدور بيانات مجموعة الصناعة من معهد النفط الأميركي في الساعة 09:30 مساءً بتوقيت غرينتش(12:30 بعد منتصف الليل بتوقيت مكة المكرمة).
وقدّر محللون، استطلعت رويترز آراءهم في المتوسط، أن مخزونات الخام ارتفعت بنحو 100 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 8 نوفمبر/تشرين الثاني.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..