تراجعت أسعار النفط هامشيًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 27 أغسطس/آب (2024) للمرة الأولى من 4 جلسات مع ترقب الأسواق لتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.

وصعدت أسعار الخام أكثر من 7% في الجلسات الثلاث السابقة بفعل مخاوف بشأن نقص الإمدادات ناجمة عن مخاوف من صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط واحتمال إغلاق حقول النفط الليبية.

ارتفعت أسعار النفط الخام بشكل حاد في الجلسات الثلاث السابقة مدفوعة بتوقعات بتخفيضات أسعار الفائدة الأميركية التي قد تعزز الطلب على الوقود، والهجمات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله في لبنان خلال عطلة نهاية الأسبوع والتي تهدد بصراع أوسع في الشرق الأوسط قد يعطل الإمدادات من منطقة الإنتاج الرئيسية والإغلاقات الليبية المحتملة.

وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملات أمس الإثنين 26 أغسطس/آب على ارتفاع بنسبة 3.5%، لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثالثة على التوالي، وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات مع تصاعد التوترات الجيوسياسية.

أسعار النفط اليوم

بحلول الساعة 05:59 صباحًا بتوقيت غرينتش (08:59 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2024، بنسبة 0.10%، لتصل إلى 81.35 دولارًا للبرميل.

في الوقت نفسه، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2024، بنسبة 0.22%، لتصل إلى 77.25 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وحذّرت شركة إكسون موبيل الأميركية من قفزة أسعار النفط بما يقرب من 5 أضعاف بحلول عام 2030، حال تراجع إمدادات الخام العالمية 15% سنويًا، مع عدم وجود استثمارات جديدة.

ومن المتوقع انخفاض المعروض العالمي من النفط إلى أقل من 30 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2030، من المستويات الحالية التي تتجاوز 100 مليون برميل يوميًا.

وترى إكسون موبيل أن فقدان 15% من إمدادات النفط العالمية سنويًا بصورة طبيعية قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار برميل النفط لأكثر من 400%.

تحليل أسعار النفط

قال المحلل الإستراتيجي للسوق في آي جي (IG)، يب جون رونغ: “قد يبدو أن الخسائر في أسعار النفط تم احتواؤها في جلسة اليوم، مما يشير إلى أن الأسعار تلتقط أنفاسها بعد ارتفاعها الحاد خلال الأيام القليلة الماضية”.

وأضاف: “مع القفزة في أسعار النفط بسبب المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتوقف الإنتاج في ليبيا، أصبح المشاركون في السوق في حالة انتظار وترقب لتقييم المزيد من التطورات”.

جانب من حقل الشرارة النفطي الليبي – صورة من رويترز

وأعلنت حكومة شرق ليبيا غير المعترف بها دوليًا -يوم الإثنين- حالة القوة القاهرة في جميع الحقول والمواني والمؤسسات والمرافق النفطية، مع وقف إنتاج الخام وتصديره إلى خارج البلاد، بعد تصاعد التوتر بشأن قيادة المصرف المركزي.

ردًا على تحركات الحكومة المكلفة من البرلمان في شرق البلاد، أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة “حكومة طرابلس” عبدالحميد الدبيبة قرارًا، وجّه خلاله وزير النفط المكلّف خليفة عبدالصادق بعدم السماح بإغلاق حقول النفط في ليبيا.

ووصف رئيس الوزراء، حجج حكومة الشرق بإغلاق الحقول النفطية بأنها “واهية”، مطالبًا في الوقت نفسه بضرورة محاسبة من يقوم بهذه الأفعال، وإحالته إلى جهات الاختصاص.

النفط الليبي

توقع تحليل حديث –حصلت عليه منصة الطاقة- أن يكون الأثر في السوق محدودًا، إذا كان انقطاع صادرات النفط الليبي جزئيًا، لكنه سيكون أفدح، إذا تطورت الأمور، وتحولت إلى انقطاع كامل للصادرات، ولمدة طويلة.

وقدّر التحليل الصادر عن شركة أبحاث واستشارات الطاقة ” إنرجي أوتلوك أدفايزر” حجم صادرات النفط الليبي -قبل قرار الإغلاق الأخير- بنحو 1.1 مليون برميل يوميًا، وهو ما يزيد قليلًا عن متوسط صادرات النفط الليبي خلال العام الماضي، البالغة 1.02 مليون برميل يوميًا، بحسب بيانات تقرير أوبك السنوي الأخير (2024).

وبلغ إنتاج ليبيا من النفط قرابة 1.17 مليون برميل يوميًا خلال يوليو/تموز الماضي، بحسب بيانات أوبك، وسط توقعات بأن تأتي البيانات اللاحقة أقل من ذلك بكثير، بعد إغلاق حقل الشرارة منذ أوائل أغسطس/آب 2024، وهو أكبر حقل نفطي في البلاد بقدرة إنتاجية 300 ألف برميل يوميًا.

وقالت المحللة في فورتيكسا، سيرينا هوانغ، إنه في حين أن المشاعر الهبوطية للطلب العالمي على النفط قد تؤثر على أسعار النفط، مع وجود تأثير كبير للطلب الصيني، فإن الإغلاق المحتمل لحقول النفط الليبية سيقيد العرض ويمكن أن يكبح انخفاض أسعار النفط.

كما تلقت أسعار النفط الدعم من تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله، مع تبادل كبير للصواريخ بينهما في الوقت الذي يحاول فيه حزب الله الانتقام لمقتل قائد كبير الشهر الماضي.

وقال محللو بنك إيه إن زد (ANZ): “لا تزال الأسواق على حافة الهاوية مع اشتداد المناوشات بين إسرائيل وحزب الله”، حسبما ذكرت رويترز.

وقال جنرال أميركي كبير يوم الإثنين إن خطر نشوب حرب أوسع نطاقا تراجع إلى حد ما لكن ضربة إيرانية محتملة لإسرائيل لا تزال تمثل خطرا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.