تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الخميس 13 يونيو/حزيران (2024) للمرة الأولى في 4 جلسات وسط مخاوف من تراجع الطلب في أميركا.
يأتي ذلك مع استيعاب المستثمرين لاحتمال تأجيل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المصرف المركزي الأميركي) خفضا محتملا لأسعار الفائدة إلى ديسمبر/كانون الأول، كما أثرت وفرة مخزونات النفط الخام والوقود الأميركية على السوق أيضًا.
كانت أسعار النفط قد أنهت تعاملات أمس الأربعاء 12 يونيو/حزيران على ارتفاع بنسبة 1%، لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثالثة على التوالي، وسط توقعات بزيادة الطلب.
انتعش أسواق النفط خلال الجلسات الـ3 الماضية وسط آراء متفائلة بشأن الطلب العالمي من إدارة معلومات الطاقة الأميركية وأوبك، حيث تتوقع إدارة المعلومات نمو الطلب على النفط بمقدار 1.08 مليون برميل يوميًا خلال 2024، بارتفاع ملحوظ عن التقدير السابق البالغ 0.92 مليون برميل يوميًا.
كما أشارت توقعات “أوبك” إلى أن الطلب على النفط سيبلغ أعلى مستوى له خلال الربع الأخير من العام الجاري عند 105.60 مليون برميل يوميًا، وثبّتت توقعات نمو الطلب على النفط في 2024 عند 2.25 مليون برميل يوميًا، ليظل الإجمالي المتوقع عند مستوى قياسي بنحو 104.46 مليون برميل يوميًا.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 05:58 صباحًا بتوقيت غرينتش (06:58 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أغسطس/آب 2024، بنحو 0.39%، إلى 82.28 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يوليو/تموز 2024، بنحو 0.39%، إلى 78.19 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن(.
كانت إدارة معلومات الطاقة الأميركية قد خفضت توقعات أسعار النفط في عام 2024 بنحو 4%، متوقعة أن يسجل متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 79.70 دولارًا للبرميل خلال 2024، مقابل تقديرات شهر مايو/أيار 2024، البالغة 83.05 دولارًا للبرميل، بانخفاض نسبته 4%.
كما خفّضت إدارة معلومات الطاقة تقديراتها لمتوسط السعر الفوري لخام برنت بنسبة 4.1%، ليصل إلى 84.15 دولارًا للبرميل خلال 2024.
تحليل أسعار النفط
أبقى الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة أمس الأربعاء وقام بتأجيل بدء تخفيف السياسة إلى أواخر ديسمبر/كانون الأول.
وتميل تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى إضعاف النمو الاقتصادي، وقد تؤدي بالتالي إلى الحد من الطلب على النفط.
وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مؤتمر صحفي بعد انتهاء اجتماع السياسة للبنك المركزي الأميركي الذي استمر يومين، إن التضخم انخفض دون توجيه ضربة كبيرة للاقتصاد، مضيفًا أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن ذلك لا يمكن أن يستمر.
وعلى جانب العرض، ارتفعت مخزونات الخام الأميركية أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، مدفوعة إلى حد كبير بقفزة في الواردات، في حين زادت مخزونات الوقود أيضا أكثر من المتوقع، حسبما أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء.
كما أثر على أسعار النفط الخام التقرير الهبوطي الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، والذي حذر من زيادة العرض في المستقبل القريب.
وقال محللون في إيه إن زد: “هذا يتناقض بشكل صارخ مع التقرير المتفائل الصادر عن أوبك+ في وقت سابق من هذا الأسبوع، إذ حافظت مجموعة النفط على توقعاتها لتعزيز الطلب”، حسبما ذكرت رويترز.
التوترات الجيوسياسية
يراقب التجار أيضًا المحادثات الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والتي من شأنها أن تقلل المخاوف من انقطاع محتمل للإمدادات من المنطقة المنتجة للنفط.
وفي أحدث هجوم على الشحن البحري، أعلن الحوثيون أمس الأربعاء مسؤوليتهم عن هجمات بزوارق صغيرة وصواريخ تركت ناقلة فحم مملوكة لليونان في حاجة إلى الإنقاذ بالقرب من ميناء الحديدة اليمني على البحر الأحمر.
وتشن الجماعة المسلحة هجمات على الملاحة الدولية في منطقة البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني تضامنا مع الفلسطينيين في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وفي وقت متأخر من يوم الأربعاء، أصدرت حركة حماس الفلسطينية بيانا أكدت فيه “إيجابيتها” في مفاوضات وقف إطلاق النار.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن حماس اقترحت تغييرات عديدة على الاقتراح المدعوم من الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار، مضيفا أن الوسطاء عازمون على سد الفجوات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..