انخفضت أسعار النفط هامشيًا، اليوم الخميس 8 أغسطس/آب (2024)، لتوقف مسار المكاسب الممتدة على مدار جلستين؛ إذ طغت المخاوف من ركود اقتصادي على تهديدات انقطاع إمدادات النفط.
واستهلت أسواق النفط تعاملاتها الصباحية على ارتفاع بعد أن أظهرت بيانات حكومية انخفاضًا حادًا في مخزونات الخام الأميركية، لتنتعش من أدنى مستوياتها في عدة أشهر التي لامستها مطلع الأسبوع الجاري.
وانخفضت مخزونات النفط الأميركية أكثر من توقعات المحللين خلال الأسبوع الماضي، للمرة السادسة على التوالي، في حين ارتفعت مخزونات البنزين خلافًا للتقديرات.
وأظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأميركية انخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بنحو 3.7 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي 2 أغسطس/آب 2024، ليصل الإجمالي إلى 429.3 مليون برميل، في حين ارتفعت مخزونات البنزين بنحو 1.3 مليون برميل لتصل إلى 225.1 مليون برميل، وصعدت مخزونات المقطرات -التي تشمل الديزل ووقود التدفئة وغيرهما- بمقدار 0.9 مليون برميل، لتصل إلى 127.8 مليون برميل.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملات أمس الأربعاء 7 أغسطس/آب على ارتفاع بنسبة 3% لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثانية على التوالي، وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات على خلفية تزايد التوترات الجيوسياسية.
أسعار النفط
بحلول الساعة 06:02 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:02 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2024، بنسبة 0.24%، لتصل إلى 78.14 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم سبتمبر/أيلول 2024، بنسبة 0.09%، لتصل إلى 75.16 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت يوم الإثنين إلى أدنى مستوياتها منذ أوائل يناير/كانون الثاني، ولامست العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط أدنى مستوياتها منذ فبراير/شباط، مع تفاقم اضطراب سوق الأسهم العالمية بسبب المخاوف المتزايدة من الركود المحتمل في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم.
ومع ذلك، كسر كلا الخامين القياسيين سلسلة انخفاض استمرت 3 جلسات يوم الثلاثاء، إذ أثارت التوترات في الشرق الأوسط مخاوف بشأن العرض، ما دعم أسعار النفط.
تحليل أسعار النفط
يواصل المستثمرون مناقشة حالة الإمدادات، إذ أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن الإنتاج قفز بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى مستوى قياسي بلغ 13.4 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 2 أغسطس/آب.
وأثار احتمال انقطاع الإمدادات في الشرق الأوسط قلق الأسواق بعد مقتل أعضاء بارزين في حركتي حماس وحزب الله الأسبوع الماضي مما أثار احتمال قيام إيران بضربات انتقامية ضد إسرائيل.
وفي حين لم يتأثر أي إمدادات حتى الآن، فإن الهجمات على السفن في البحر الأحمر أجبرت الناقلات على اتخاذ مسارات أطول مما يعني بقاء المزيد من النفط في المياه لمدة أطول، حسبما ذكرت رويترز.
في غضون ذلك، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا حالة القوة القاهرة في حقل الشرارة النفطي اعتبارا من يوم الثلاثاء، مضيفة أنها خفضت إنتاج الحقل تدريجيا بسبب الاحتجاجات.
كما انخفضت مخزونات النفط العالمية بنحو 400 ألف برميل يوميًا في النصف الأول من العام الجاري، وفقًا لتقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية التي نُشرت يوم الثلاثاء، وسط توقعات بانخفاضها بنحو 800 ألف برميل يوميًا في النصف الثاني من العام.
توقعات أسعار النفط
توقعت سيتي للأبحاث في مذكرة أمس الأربعاء إن أسعار النفط قد ترتفع إلى متوسط الثمانينات دولارا للبرميل، منتعشة من عمليات البيع الأخيرة، مشيرة إلى عوامل من بينها التوترات الجيوسياسية والطقس.
وأضافت أن العوامل الأساسية والطقس والجغرافيا السياسية والتدفقات المالية يمكن أن تعطي جميعها دعما مؤقتا لأسعار النفط.
أشارت سيتي إلى أن هناك احتمال ارتداد أسعار النفط إلى مستويات منخفضة ومتوسطة عند الثمانينات دولارًا لبرنت مرة أخرى، وعندها نوصي مرة أخرى بقوة البيع.
وأوضحت أن أسعار النفط تجاهلت في الغالب المخاطر الجيوسياسية في الوقت الحالي، وربما تشهد مسارًا محدودًا من الصراع إلى انقطاع النفط الفعلي، ومع ذلك، من المحتمل أن تؤدي الحسابات الخاطئة إلى تصعيد غير متوقع وانتشار العدوى في جميع أنحاء المنطقة.
ويستعد الشرق الأوسط لموجة محتملة من الهجمات من قبل إيران في أعقاب مقتل أعضاء بارزين في حركتي حماس وحزب الله الأسبوع الماضي، مع تزايد المخاوف من أن الحرب في غزة قد تتحول إلى حرب أوسع نطاقا.
كما تسببت العاصفة الاستوائية ديبي في هطول أمطار غزيرة على جنوب شرق الولايات المتحدة مع انجرافها قبالة ولايتي كارولينا، مما يهدد المنطقة بفيضانات خطيرة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..