تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الخميس 4 يوليو/تموز (2024) مع تحول المستثمرين إلى الحذر وسط توقعات بانخفاض الطلب.
يأتي ذلك بعد أن جاءت بيانات التوظيف والأعمال في الولايات المتحدة أضعف من المتوقع مما يشير إلى أن اقتصاد أكبر مستهلك للنفط في العالم ربما يتباطأ.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها أمس الأربعاء 3 يوليو/تموزعلى ارتفاع بأكثر من 1%، مع عودة التركيز على آمال زيادة الطلب خلال الصيف، وسط مخاوف من نقص الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية.
وأظهرت البيانات، انخفاض مخزونات النفط في الولايات المتحدة بنحو 12.2 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي 28 يونيو/حزيران 2024، ليصل الإجمالي إلى 448.5 مليون برميل.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 05:43 صباحًا بتوقيت غرينتش (08:43 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم سبتمبر/أيلول 2024، بنسبة 0.61%، لتصل إلى 86.81 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أغسطس/آب 2024، بنسبة 0.69% إلى 83.30 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي قارنتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
أغلق الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الأميركي) أمس الثلاثاء على ارتفاع بنسبة 1.23 و1.3% على التوالي مع انتعاش الأمال بزيادة الطلب خلال فصل الصيف.
وحققت أسعار النفط قفزة خلال الشهر الماضي (يونيو/حزيران)، إذ جنت أرباحًا شهرية بنحو 5.9%، ما أزال الخسائر المسجلة في مايو/أيار الماضي.
تحليل أسعار النفط
قال محللون في سيتي غروب: “تظل العوامل الجيوسياسية والطقس من المخاطر الصعودية، لكن القوة الأساسية للسوق المادية تبدو في طريقها إلى أن تصبح أكثر ضعفا”، مضيفين أن الأسواق تتداول شحنات ما بعد سبتمبر/أيلول مع ضعف الطلب جزئيًا بسبب مخاطر الأعاصير.
وهبطت شحنات الخام الأميركي المتجهة إلى أوروبا إلى أدنى مستوى لها في عامين في يونيو/حزيران مع قيام المشترين الأوروبيين بشراء النفط الأرخص من المنطقة وغرب أفريقيا، رغم أن بعض التعافي في المشتريات في يوليو/تموز وأغسطس/آب لا يزال من الممكن أن يحدث.
وسلطت بيانات في الولايات المتحدة صدرت يوم الأربعاء الضوء على توقعات الطلب المنخفضة، إذ أظهرت أن الطلبات الأولى للحصول على إعانات البطالة في الولايات المتحدة زادت الأسبوع الماضي، في حين ارتفع عدد الأشخاص المسجلين في قوائم العاطلين عن العمل إلى أعلى مستوى في عامين ونصف العام نحو نهاية يونيو/حزيران.
بشكل منفصل، أظهر تقرير التوظيف أن الوظائف في القطاع الخاص زادت بمقدار 150 ألف وظيفة في يونيو/حزران، وهو ما يقل عن الإجماع الذي توقع زيادة قدرها 160 ألف وظيفة، وبعد ارتفاعها بمقدار 157 ألف وظيفة في مايو/أيار.
وفي إشارة أخرى إلى فقدان الزخم في الاقتصاد، انخفض مؤشر آي إس إم (ISM) غير الصناعي، وهو مقياس لنشاط قطاع الخدمات في الولايات المتحدة، إلى أدنى مستوى في أربع 4 عند 48.8 في يونيو/حزيران، وهو أقل بكثير من الإجماع عند 52.5، وسط انخفاض حاد في الطلبات.
لكن محللين قالوا إن البيانات الاقتصادية الأضعف ربما تزيد من حجج مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لبدء خفض أسعار الفائدة، وهي الخطوة التي من شأنها أن تدعم أسواق النفط حيث أن خفض أسعار الفائدة قد يعزز الطلب.
وقال محللون في بنك إيه إن زد ريسيرش (ANZ Research) في مذكرة “إن اتجاه البيانات الأخيرة يتوافق مع تحيز التيسير النقدي من جانب الاحتياطي الفيدرالي، وسوف يدعم تباطؤ زخم النمو الدوافع الانكماشية في الأشهر المقبلة، مما يمهد الطريق أمام الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة”، حسبما ذكرت رويترز.
قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء إن مخزونات الخام والوقود في الولايات المتحدة هبطت بأكثر من المتوقع في الأسبوع المنتهي في 28 يونيو/حزيران مما حد من تراجع أسعار النفط.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..