انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الأربعاء 10 يوليو/تموز (2024)، لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الرابعة على التوالي، وسط مؤشرات على تراجع الطلب وزيادة الإمدادات.
يأتي ذلك بعد أن جاء التضخم في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، أضعف من المتوقع، في حين يزن المتعاملون احتمالات متزايدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مع استئناف المفاوضات.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها أمس الثلاثاء 9 يوليو/تموز على تراجع بأكثر من 1%، لتواصل الهبوط للجلسة الثالثة على التوالي، وسط مؤشرات على زيادة الإمدادات.
ورفعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعات لأسعار النفط، وكذلك الطلب العالمي على الخام، خلال العامين الحالي والمقبل.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 05:54 صباحًا بتوقيت غرينتش (08:54 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم سبتمبر/أيلول 2024، بنسبة 0.47%، لتصل إلى 84.26 دولارًا للبرميل.
كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أغسطس/آب 2024، بنسبة 0.39% إلى 81.09 دولارًا للبرميل، حسب الأرقام التي قارنتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
يأتي انخفاض أسعار النفط بعد أن تسبَّب إعصارٌ ضربَ مركزًا رئيسًا لإنتاج النفط في الولايات المتحدة في تكساس، بأضرار أقلّ مما توقعته الأسواق، مما خفَّف المخاوف بشأن الإمدادات.
رفعت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها لمتوسط السعر الفوري لخام برنت -الذي يُتداول حاليًا حول مستويات 85 دولارًا- بنسبة 2.6%، ليصل إلى 86.37 دولارًا للبرميل في العام الجاري.
كما توقعت أن يسجل متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 82.03 دولارًا للبرميل خلال 2024، مقابل تقديرات يونيو/حزيران 2024، البالغة 79.70 دولارًا للبرميل، بزيادة 2.9%.
تحليل أسعار النفط
خسرت أسعار النفط الخام نحو 3% في الجلسات الثلاث السابقة، وسط مؤشرات على أن صناعة الطاقة في تكساس خرجت سالمة نسبيًا من إعصار بيريل، بعد أن ضرب المنطقة يوم الإثنين الماضي.
استأنفت شركات النفط والغاز بعض عملياتها أمس الثلاثاء، وأعيد فتح بعض المواني، وبدأ معظم المنتجين والمرافق في زيادة الإنتاج، على الرغم من تعرُّض بعض المرافق لأضرار، إذ لم تتمّ استعادة الطاقة بالكامل بعد.
وقالت محللة السوق المستقلة، تينا تنج: “توقعات تخفيف التوترات في الشرق الأوسط وبيانات مؤشر أسعار المستهلك الصيني الأضعف من المتوقع لشهر يونيو/حزيران ضغطت على أسعار النفط”.
ارتفعت أسعار المستهلك في ثاني أكبر اقتصاد في العالم للشهر الخامس على التوالي في يونيو/حزيران، لكنها جاءت أقل من التوقعات، في حين استمر انكماش أسعار المنتجين.
وفي الشرق الأوسط، من المقرر أن تستأنف المفاوضات في الدوحة لتأمين وقف إطلاق النار في حرب غزة، بحضور رؤساء أجهزة الاستخبارات في مصر والولايات المتحدة وإسرائيل.
مخزونات النفط الأميركية
انخفضت مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، وفقًا لمصادر في السوق، نقلًا عن أرقام معهد النفط الأميركي أمس الثلاثاء، مما يشير إلى أن الطلب على الوقود في الصيف ثابت، ويقود التعافي، بعد أيام من الانخفاض.
وأظهرت أرقام معهد النفط الأميركي أن مخزونات الخام انخفضت بمقدار 1.923 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 5 يوليو/تموز، حسبما ذكرت المصادر. وهبطت مخزونات البنزين بمقدار 2.954 مليون برميل، لكن إمدادات نواتج التقطير ارتفعت بمقدار 2.342 مليون برميل.
وتوقّع تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الثلاثاء أن يتجاوز الطلب العالمي على النفط العرض العام المقبل، على عكس توقعات سابقة بتحقيق فائض.
لكن الخسائر التي لحقت بأسعار النفط جاءت بسبب تعليقات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول التي أشارت إلى أن مبررات خفض أسعار الفائدة أصبحت أقوى.
ومن المتوقع أن يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تحفيز المزيد من النمو الاقتصادي، ومن ثم زيادة استهلاك النفط.
وفي أعقاب تعليقات باول، واصل المستثمرون وضع احتمالات بنحو 70% لقيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول.
وقال محللون في بنك إيه إن زد (ANZ) بمذكرة اليوم الأربعاء: “أكدت تصريحات باول أمام مجلس الشيوخ التحسن في البيانات خلال الربع الأخير من يونيو/حزيران، في حين أكدوا أن المزيد من البيانات الجيدة من شأنها أن تعزز الثقة في آفاق التضخم”، حسبما ذكرت رويترز.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..