انخفضت أسعار النفط نحو 1% خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 20 أغسطس/آب (2024)، لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثالثة على التوالي، وسط تفاؤل بتراجع التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

يأتي ذلك مع قبول إسرائيل اقتراحًا لمعالجة الخلافات التي تعرقل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مما ساعد على تهدئة المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات في الشرق الأوسط.

وأثّرت المخاوف من ضعف الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط، في معنويات السوق، بعد أن خفضت وكالة الطاقة الدولية ومنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” توقعاتها لنمو الطلب في 2024 و2025.

وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملات أمس الإثنين 19 أغسطس/آب على تراجع بنسبة 3%، لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي، وسط مؤشرات بتراجع الطلب عالميًا.

أسعار النفط

بحلول الساعة 06:01 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:01 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2024، بنسبة 0.98%، لتصل إلى 76.92 دولارًا للبرميل.

في الوقت نفسه، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم سبتمبر/أيلول 2024، بنسبة 0.83%، لتصل إلى 73.75 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام المقارنة التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

أنهت أسعار النفط تعاملات الأسبوع الماضي دون تغيير إلى حدّ كبير عن الأسبوع السابق، بعد أن أظهرت مجموعة من البيانات الأميركية أن التضخم كان معتدلًا، وأن إنفاق التجزئة قوي.

وحقّق خام برنت، خلال الأسبوع الماضي، مكاسب أسبوعية هامشية بنسبة 0.02%، في حين خسر خام غرب تكساس الوسيط نحو 0.2%.

موقع لتخزين النفط في روسيا – الصورة من رويترز

تحليل أسعار النفط

قال المحلل الإستراتيجي للسوق في آي جي (IG)، يب جون رونغ: “يبدو أن أسعار النفط الخام تواجه بعض الرياح المعاكسة من التطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتوقعات الطلب في الصين”، في إشارة إلى البيانات الاقتصادية الصينية الضعيفة التي تلقي بظلال من الشك على آفاق الطلب على النفط في البلاد.

وأضاف: “يبدو الآن أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة هو الأرجح من غيره، وهو ما جعل المشاركين في السوق يحسبون مخاطر التوترات الجيوسياسية على انقطاع إمدادات النفط”.

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الإثنين، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبلَ “اقتراحًا تقريبيًا” قدّمته واشنطن لمعالجة الخلافات التي تعرقل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وحثّ حماس على أن تحذو حذوه.

ومما خفف أيضًا من المخاوف بشأن الإمدادات أن الإنتاج في حقل الشرارة النفطي الليبي ارتفع إلى نحو 85 ألف برميل يوميًا، في خطوة تهدف إلى إمداد مصفاة الزاوية النفطية بالإمدادات، حسبما ذكرت رويترز.

وكانت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط قد أعلنت حالة القوة القاهرة على صادرات النفط من الحقل في 7 أغسطس/آب، بعد أن أدى حصار المتظاهرين إلى التأثير بإنتاج الحقل البالغة طاقته 300 ألف برميل يوميًا.

مخزونات النفط الأميركية

أظهر استطلاع أوّلي، أجرته رويترز أمس الإثنين، أنه من المتوقع أن تنخفض مخزونات النفط الأميركية بمقدار 2.9 مليون برميل الأسبوع الماضي.

وعلى جانب الطلب، أدت المخاوف بشأن المشكلات الاقتصادية في الصين إلى الضغط على أسعار النفط، بعد ربع ثانٍ كئيب، فقدَ ثاني أكبر اقتصاد في العالم المزيد من الزخم في يوليو/تموز، مع انخفاض أسعار المساكن الجديدة بأسرع وتيرة في تسع سنوات، وتباطأ الإنتاج الصناعي، وتراجع نمو الصادرات والاستثمارات، وارتفعت البطالة.

وقال محللو آي إن جي: “مخاوف الطلب المتمركزة حول الصين ما تزال قائمة، والبيانات الأخيرة تعزز وجهة النظر بشأن ضعف الطلب الصيني على النفط”.

وأضافوا: “أشارت أرقام الإنتاج التجاري والصناعي الأسبوع الماضي إلى أن الطلب الواضح على النفط استمر في الاتجاه الهبوطي في يوليو/تموز، وتعني هذه المخاوف أن المضاربين ما زالوا مترددين بشأن القفز إلى السوق”.

وينتظر المستثمرون أيضًا إشارة إلى خطط بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن القرار المقبل في سعر الفائدة.

وسيخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كل من الاجتماعات الثلاثة المتبقية لعام 2024، وفقًا لأغلبية ضئيلة من الاقتصاديين الذين استطلعت رويترز آراءهم، والذين قالوا، إن الركود غير مرجّح.

ويؤدي خفض أسعار الفائدة إلى خفض تكاليف الاقتراض، وقد يعزز الطلب على النفط بأكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.