تعتزم الصين تنفيذ واحدة من أكبر عمليات دعم احتياطي النفط الإستراتيجي، في محاولة لتعزيز أمن الإمدادات، وفق تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وطلبت بكين من شركات النفط الحكومية إضافة 8 ملايين طن متري، أو ما يقرب من 60 مليون برميل من النفط الخام، إلى مخزونات الطوارئ في البلاد، وفقًا لبيانات شركة التحليلات فورتكسا (Vortexa).

ويمتدّ برنامج التخزين من يوليو/تموز 2024 حتى مارس/آذار 2025، وسيعادل الحجم الإجمالي معالجة 4 أيام في مصافي التكرير الوطنية، ونحو 220 ألف برميل يوميًا، بناءً على حسابات رويترز.

يُذكر أن الصين تستورد -حاليًا- ما يقرب من 11 مليون برميل من النفط الخام يوميًا.

احتياطي النفط الإستراتيجي في الصين

وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فإن 5 شركات نفط حكومية كُلِّفت بالتخزين، وهي: سي إن بي سي (CNPC)، وسينوبك (Sinopec)، وسينوك (CNOOC)، وسينوكيم (Sinochem)، وتشنهوا أويل (Zhenhua Oil).

وتُقدّر “فورتكسا” مستويات احتياطي النفط الإستراتيجي في الصين عند 290 مليون برميل.

بالمقارنة، يبلغ احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي 372 مليون برميل حتى أواخر يونيو/حزيران، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وتدير الصين الآن ما لا يقلّ عن 12 قاعدة من قواعد الاحتياطي الإستراتيجي، معظمها على طول الساحل الشرقي والجنوبي، بما في ذلك بعض الكهوف تحت الأرض، وتستأجر الحكومة -أيضًا- مواقع تجارية لمخزونها.

وتُعدّ مزرعة صهاريج جديدة مملوكة لشركة سينوك في مقاطعة شاندونغ -مركز التكرير في الصين- من بين القواعد الاحتياطية التي ستتلقى الجولة الجديدة من التخزين، بسحب ما نقلته وكالة رويترز.

بشكل منفصل، تبني شركة تشنهوا أويل موقعًا احتياطيًا بقيمة 3 مليارات يوان (412.46 مليون دولار) بسعة 17.6 مليون برميل من النفط في ويفانغ بمقاطعة شاندونغ، ومن المقرر إكماله بحلول نهاية العام العام الجاري (2024).

تعزيز التدفقات بين الصين وروسيا

تُترجم خطط الصين لدعم احتياطي النفط الإستراتيجي إلى نحو 220 ألف برميل يوميًا من الطلب الإضافي على النفط، أي ما يعادل 2% من واردات الصين من النفط الخام المنقولة بحرًا، إذا أوفت المصافي التي تديرها الدولة بتفويض الحكومة بالتساوي في المدّة من يوليو/تموز إلى مارس/آذار.

وبحلول نهاية يونيو/حزيران 2024، كانت الشركات الصينية الـ4 الكبرى (بتروتشاينا، وسينوبك، وسينوك، وسينوكيم) قد خزّنت 665 مليون برميل من النفط الخام في صهاريج النفط فوق الأرض، بالإضافة إلى ما بين 100 مليون و110 ملايين برميل في كهوف احتياطي النفط الإستراتيجي تحت الأرض، التي تديرها شركات النفط الكبرى، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة في موقع شركة فورتكسا.

وبين نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ومارس/آذار 2024، ضخّت شركة سينوك نحو 10 ملايين برميل من مزيج خام إسبو الروسي إلى مخزنها في دونغينغ بمقاطعة شاندونغ، بموجب جولة سابقة من تفويض احتياطي النفط الإستراتيجي، في حين انخفضت مستويات تخزين النفط الخام في القواعد الأخرى التي تسيطر عليها الشركات الكبرى باستمرار.

ومن المرجّح أن يدعم التفويض الجديد لاحتياطي النفط الإستراتيجي واردات النفط الروسي إلى الصين، إذ تتوخى شركات النفط الكبرى الحذر بشأن التعامل مع درجات الخام الأخرى المخفضة التي تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات، في حين إنّ تجاوُز أسعار النفط القياسية 85 دولارًا للبرميل سيشكّل تحديًا لاقتصادات المخزون.

وقد انخفضت أسعار شحن ناقلات النفط الكبيرة جدًا المتجهة إلى الصين منذ منتصف شهر مايو/أيار 2024، حيث وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ بداية العام حتى تاريخه في 4 يوليو/تموز، ما يعني أن حدوث انتعاش وشيك غير مرجّح.

تراجع واردات خام إسبو الروسي

على عكس شركات النفط الكبرى التي تستفيد من دعم بكين ولها تعرض دولي، استمرت مصافي التكرير المستقلة في شاندونغ -التي يُطلق عليها أباريق الشاي- في مواجهة ضعف الطلب المحلي في يونيو/حزيران 2024.

وظلّ العديد من أباريق الشاي خارج نطاق العمل، أو يعمل بمعدلات منخفضة بعد إتمام الصيانة لتجنُّب خسارة الأموال، ما أدى إلى انخفاض الطلب عدّة سنوات على المواد الأولية الرئيسة في منطقتي شاندونغ وجيانغسو.

ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، بلغت واردات خام إسبو إلى شاندونغ وجيانغسو 270 ألف برميل يوميًا فقط في يونيو/حزيران 2024، وهو أدنى مستوى منذ مايو/أيار 2021.

وهو الأمر الذي أدى إلى تحويل بعض الشحنات إلى المشترين الهنود، على الرغم من أن شركات النفط الصينية الكبرى أظهرت دعمًا مستمرًا.

ومن المتوقع أن تعاني صناعة التكرير في الصين، وخاصةً القطاع الخاص، من ضعف مستمر في الربع الثالث من العام، حيث يتباطأ تعافي الطلب المحلي.

واردات الصين من النفط في يونيو 2024

كانت واردات الصين من النفط الخام مخيّبة للآمال مرة أخرى في يونيو/حزيران 2024، إذ انخفضت الأحجام المنقولة بحرًا بنسبة 14% على أساس سنوي إلى ما يقلّ قليلًا عن 10 ملايين برميل يوميًا.

وخفض العديد من مصافي التكرير، سواء الحكومية أو الخاصة، تشغيل وحداته التشغيلية، بسبب ضعف الهوامش المحلية وهوامش التصدير.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت مخزونات النفط الخام البرية في الصين بمقدار 8 ملايين برميل على أساس شهري إلى 954 مليونًا في يونيو/حزيران، وهو الأمر الذي أدى إلى استمرار العمليات الضمنية للمصافي الصينية في الانكماش على أساس سنوي للشهر الخامس على التوالي.

وكانت معدلات التشغيل لشهر يونيو/حزيران أقل بمقدار مليون برميل يوميًا عن مستوى العام الماضي (2023)، مقارنةً بفروق تراوحت بين 300 و400 ألف برميل يوميًا في الأشهر الـ4 السابقة، ما يعكس أن المصافي قد تمدد تخفيضات التشغيل حتى بعد موسم الصيانة، نظرًا لعدم وجود حوافز فعّالة من الحكومة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.