اقرأ في هذا المقال
- النرويج تكتشف أكبر رواسب من المعادن الأرضية النادرة في أوروبا.
- شركة رير إيرث نورواي تخطط للبدء في تعدين تلك العناصر الأرضية النادرة بحلول 2030.
- يحاول الغرب تقليص اعتماده الزائد على الصين في الحصول على إمدادات المعادن الأرضية النادرة.
- من المتوقع ارتفاع الطلب على المعادن الأرضية النادرة للسيارات الكهربائية وتوربينات الرياح.
- توقعت الشركة أن يُسهم تطوير إستراتيجيات تعدين جديدة في تعزيز الموارد المكتشفة.
يفتح اكتشاف أكبر رواسب من المعادن الأرضية النادرة في أوروبا طاقة أمل في إمكان إنهاء دول القارة العجوز تبعيتها للصين التي تحتكر سلاسل الإمدادات العالمية الخاصة بتلك العناصر بالغة الأهمية.
وتخطط شركة رير إيرث نورواي (Rare Earths Norway) المعروفة اختصارًا بـ”آر إي إن” (REN) للبدء في تعدين تلك الرواسب التي عُثر عليها مؤخرًا في النرويج بحلول نهاية العقد الحالي (2030).
ويأتي الكشف عن أكبر رواسب من المعادن الأرضية النادرة في أوروبا في حين يكثّف الغرب مساعيه الرامية لتقليص اعتماده الزائد على الصين في الحصول على إمدادات تلك العناصر الأرضية النادرة عبر استكشاف تقنيات متنوعة كي تحلّ محلّ تلك العناصر، أو حتى تقلص استعمالها.
وتشمل قائمة المعادن الأرضية النادرة 17 عنصرًا بخواص كهربائية ومغناطيسية فريدة: اللانثانوم، والسيريوم، والبراسيوديميوم، والنيوديميوم، والبروميثيوم، والسماريوم، واليوروبيوم، والغادولينيوم، والتيربيوم، والديسبروسيوم، والهولميوم، والإربيوم، والثوليوم، والإيتربيوم، واللوتيتيوم، والسكانديوم، والإيتريوم، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
كشف مهم
أعلنت شركة رير إيرث نورواي النرويجية العاملة في مجال التنقيب عن المعادن الأرضية النادرة وإنتاجها اكتشاف أكبر رواسب من المعادن الأرضية النادرة في أوروبا في مقاطعة تليمارك جنوب البلد الإسكندنافي، وفق ما نشره الموقع الرسمي للشركة.
وقالت الشركة إن الرواسب الجديدة من المعادن الأرضية النادرة المُكتَشَفة في بلدية نومه الواقعة على بُعد 150 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة أوسلو، تحوي ما يُقدر بـ8.78 مليون طن من أكاسيد تلك المعادن القيمة، مثل أكسيد النيوديميوم والبراسيوديميوم.
ومن بين إجمالي تلك الأكاسيد المُكتَشَفة، يوجد 1.5 مليون طن من المعادن المغناطيسية (التي تنجذب للمغناطيس) النادرة المُستعمَلة على نطاق واسع في السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح.
وتبرُز أهمية تلك العناصر الأرضية النادرة في تصنيع البطاريات، ومولدات توربينات الرياح، إلى جانب المعدات الدفاعية؛ علمًا بأن الصين تهيمن على نصيب الأسد من إمدادات تلك المعادن الإستراتيجية.
بدء التعدين
قالت شركة رير إيرث نورواي المعروفة اختصارًا بـ”آر إي إن” (REN) والتي نفذت عمليات الحفر والتنقيب عن تلك العناصر الأرضية النادرة خلال الأعوام الـ3 الماضية، إنها تستهدف تلبية ما نسبته 10% من الطلب المتنامي على تلك العناصر الأرضية النادرة.
وأشارت الشركة إلى أن هناك إمكانات كبيرة لتحقيق مكاسب مستقبلية من أكبر رواسب من المعادن الأرضية النادرة في أوروبا، مع اكتمال عمليات الحفر الاستكشافية السابقة المنفذة بوساطة هيئة المسح الجيولوجي النرويجية والمستشار الجيولوجي لمجلس مقاطعة تليمارك.
كما توقعت الشركة أن يُسهم تطوير إستراتيجيات تعدين جديدة في تعزيز الموارد المكتشفة في أعقاب العثور على أكبر رواسب من المعادن الأرضية النادرة في أوروبا.
وسلط الرئيس التنفيذي لشركة رير إيرث نورواي ألف ريستاد الضوء على الكشف الحاصل مؤخرًا، قائلًا إن المعادن النرويجية ربما تصبح أكثر قيمة بالنسبة لأوروبا من الغاز الذي تصدره أوسلو للقارة، في بيان صحفي تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف ريستاد: “الشركة تدخل في شراكة مع جامعة مونتان ليوبن النمساوية لتطوير أكبر رواسب من المعادن الأرضية النادرة في أوروبا عبر أفضل تقنية لتعدين الموارد المعدنية استدامةً في العالم؛ ما يسهم في خفض البصمة الكربونية لتلك الأنشطة”.
وتابع: “نؤكد أن لدينا موارد معدنية في منجم فين الواقع جنوب شرق النرويج، وهذا يمثل علامةً فارقةً ليس بالنسبة لنا وللمجتمع المحلي في بلدية نومه فحسب، ولكن بالنسبة لأوروبا على مدار أجيال”.
رواسب ضخمة
يتجاوز حجم الكشف عن أكبر رواسب من المعادن الأرضية النادرة في أوروبا الذي أعلنت “آر إي إن” كشفًا مماثلًا شهدته مدينة كيرونا الواقعة بأقصى شمال السويد، كانت قد أعلنته شركة التعدين السويدية “إل كيه إيه بي” (LKAB) في بداية العام الماضي (2023)، وكان يُوصف –حينها- بأنه الأكبر من نوعه في أوروبا.
وفي 12 يناير/كانون الثاني (2023) قالت “إل كيه إيه بي” إن الرواسب التي عُثِر عليها بالقرب من منجم حديد، تحوي ما يزيد على مليون طن من أكاسيد المعادن النادرة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأثار الكشف السويدي جدلًا واسعًا بشأن تسريع عملية الحصول على التصاريح البيئية المعقدة المطلوبة لفتح منجم جديد، وأثر في استحداث إستراتيجية الاتحاد الأوروبي بشأن المعادن الحيوية.
حُلم الاستغناء عن الصين
لا تزال الصين تحتكر سوق المعادن الأرضية النادرة؛ حيث تزوّد أكثر من 80% من إجمالي تلك العناصر عالميًا؛ ما يثير مخاوف الغرب بشأن تعرُّض سلاسل الإمدادات لديه، إلى جانب التداعيات الجيوسياسية.
ولا تستخرج أوروبا -حاليًا- المعادن الأرضية النادرة، ومن ثم تعتمد المنطقة على الواردات من بلدان أخرى؛ ما يمثل نقطة ضعف للصناعة في القارة.
إلى جانب ذلك؛ فإنه من المتوقع أن يصعد الطلب في السنوات المقبلة على المعادن الأرضية النادرة مع تواصل الدفع باتجاه استعمال السيارات الكهربائية النظيفة والطاقة المتجددة؛ ما قد يؤدي إلى تراجع الإمدادات العالمية في وقت تتنامى فيه حدة التوترات الجيوسياسية.
وبناءً عليه تواجه دول الاتحاد الأوروبي معضلة في المعروض؛ ما يؤثر سلبًا -بدوره- في تصنيع المركبات الكهربائية.
ومن المتوقع ارتفاع الطلب على المعادن الأرضية النادرة للسيارات الكهربائية وتوربينات الرياح وغيرها من الصناعات بأكثر من 5 أضعاف بحلول عام 2030، وفق تقديرات المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي-.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..