تسهم محطات الطاقة المتجددة في مصر، منذ سنوات طويلة، في مزيج توليد الكهرباء، لتكون البلاد من أقدم الدول التي عرفت المصادر النظيفة بقيادة الطاقة الكهرومائية وما بعدها مثل طاقتي الرياح والشمس.
وتستهدف مصر رفع نسبة الطاقة المتجددة بمزيج توليد الكهرباء إلى 42% بحلول عام 2030؛ وهو ما قد يسهم في توفير فاتورة استيراد الوقود لمحطات الكهرباء التي تعتمد بصورة كبيرة على الوقود الأحفوري.
وبحسب أحدث بيانات وحدة أبحاث الطاقة (مقرها واشنطن)، ارتفعت حصة الوقود الأحفوري (النفط والغاز) بمزيج توليد الكهرباء في مصر خلال العام الماضي إلى 88.21%، مع استحواذ الغاز الطبيعي وحده على 83.86%.
وفي مقابل ذلك، انخفضت حصة الطاقة المتجددة -ومنها الطاقة الكهرومائية- بمزيج توليد الكهرباء إلى 11.79% خلال العام الماضي، مقابل نسبة 11.93% في عام 2022.
ومع مشاركتها في قمة المناخ كوب 29، المنعقدة في أذربيجان، تأتي مصر ضمن أبرز الدول التي تسعى إلى نشر تقنيات الطاقة المتجددة وزيادة الاعتماد عليها لتحقيق أمن الطاقة وتقليل فاتورة الاستيراد مع محاربة الانبعاثات الضارة بالبيئة.
محطات الطاقة الكهرومائية في مصر
مصر من أقدم الدول التي عرفت الكهرباء المولدة من الطاقة المائية، إذ يعود إنشاء أول محطة كهرومائية في البلاد إلى عام 1900 بمنطقة الطامية في محافظة الفيوم بقدرة تصل لـ257 كيلوواط.
وفي عام 1953، اتخذت البلاد أولى خطواتها نحو استغلال فيضان النيل وتخزين المياه لتوليد الكهرباء وأنشأت محطة خزان أسوان الأولى، وبذلك تعود البداية الفعلية لمحطات الطاقة المتجددة في مصر إلى منتصف القرن الـ20.
ويصل إجمالي قدرات توليد الطاقة الكهرومائية في مصر إلى 2.83 غيغاواط، بحسب أحدث البيانات الحكومية المتاحة، التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
ويتصدر السد العالي محطات الطاقة المتجددة في مصر بصفة عامة، ومحطات الكهرومائية بصفة خاصة، بسعة تصل إلى 2.1 غيغاواط، وتليها محطة أسوان الأولى والثانية بسعة 280 ميغاواط و270 ميغاواط على الترتيب.
كما تتضمن المحطات الكهرومائية العاملة، محطة إسنا بقدرة 85 ميغاواط، ومحطة نجع حمادي بسعة 64 ميغاواط، ومحطة قناطر أسيوط الجديدة بسعة 32 ميغاواط.
محطات طاقة الرياح في مصر
منذ أواخر تسعينيات القرن الـ20، بدأت خطوات طاقة الرياح في مصر من خلال إنشاء محطة الزعفرانة أقدم مزرعة رياح في البلاد.
ويصل إجمالي سعة محطات طاقة الرياح في مصر إلى 1.88 غيغاواط، متضمنة 5 منشآت عاملة في الوقت الراهن.
وتأتي في مقدمة مزارع الرياح قيد التشغيل في مصر محطة جبل الزيت بقدرة 580 ميغاواط، وتليها في السعة محطة الزعفرانة -الأولى في مصر- بقدرة 540 ميغاواط، ومحطة رأس غارب -تابعة للقطاع الخاص- بقدرة 262 ميغاواط.
كما تشمل محطات الرياح العاملة مزرعة خليج السويس بقدرة 252 غيغاواط، ومزرعة غرب بكر -تابعة للقطاع الخاص- بسعة 250 ميغاواط.
وفي الوقت ذاته، تشهد مصر حاليًا تنفيذ القطاع الخاص محطات أخرى بسعة إجمالية تبلغ غيغاواط؛ موزعة بين محطة البحر الأحمر لطاقة الرياح بسعة 500 ميغاواط، ومحطة أمونت بقدرة 500 ميغاواط.
وهناك -أيضًا- مشروعات تحت التطوير للقطاع الخاص بطاقة إجمالية 2.45 غيغاواط، أبرزها محطة السويس لطاقة الرياح بسعة 1.1 غيغاواط، ومحطتا سيمنس جاميسا وأمونت 2 بسعة 500 ميغاواط لكل منهما.
محطات الطاقة الشمسية في مصر
توجد 6 مشروعات طاقة شمسية عاملة بسعة إجمالية تصل إلى 1.91 غيغاواط، ويتصدرها مجمع بنبان بسعة 1.465 غيغاواط، ليكون ثاني أكبر محطات الطاقة المتجددة في مصر، ومحطة خلايا فوتوفلطية بنظام صافي القياس والاستهلاك الذاتي بقدرة 199 ميغاواط، وهما محطتان تابعتان للقطاع الخاص.
وهناك -أيضًا- محطات عاملة تابعة للحكومة، وهي محطة الكريمات “شمسي- حراري” بسعة 140 ميغاواط، ومحطة خلايا فوتوفلطية الزعفرانة بقدرة 50 ميغاواط، وسعة خلايا فوتوفلطية غير متصلة بالشبكة 30 ميغاواط، ومحطة كوم أمبو بسعة 26 ميغاواط.
ويعمل القطاع الخاص على تنفيذ محطتين بقدرة إجمالية 700 ميغاواط، وهما محطة أبيدوس بسعة 500 ميغاواط، ومحطة أكوا باور في كوم أمبو بقدرة 200 ميغاواط.
كما توجد محطتان تحت التطوير بسعة إجمالية 1.02 غيغاواط، وتتضمن مشروع محطة أبيدوس بقدرة 1 غيغاواط تابعة للقطاع الخاص، ومحطة الغردقة بطاقة 20 ميغاواط والتابعة للقطاع الحكومي.
مزيج محطات الطاقة المتجددة في مصر
تتصدّر الطاقة الكهرومائية مزيج محطات الطاقة المتجددة في مصر بنسبة تصل إلى 42.3%، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة العام الماضي.
وفي المركز الثاني جاءت طاقة الرياح بنسبة 28.2% من مزيج الطاقة المتجددة، وتليها الخلايا الفوتوفلطية بحصة 26.5%.
كما يشمل مزيج محطات الطاقة المتجددة في مصر، الطاقة الشمسية -بصفة خاصة من محطة الكريمات الشمسية الحرارية- بنسبة 2%، والكتلة الحيوية بحصة 1%.
ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- مزيج توليد الكهرباء منذ عام 2021 حتى 2023:
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..