تسلّط أكبر محطة كهرباء عاملة بالغاز في موزمبيق الضوء على الجهود الحثيثة التي تبذلها حكومة الدولة الواقعة جنوب شرق أفريقيا، لتأمين إمداداتها من الكهرباء، بما يكفي لتلبية معدلات الطلب المحلي المتنامي، وتحريك عجلة التنمية الاقتصادية.
ويعتمد قرابة 95% من الشركات الصغيرة في موزمبيق على الكهرباء -معظمها من الشبكة الوطنية- لتصنيع منتجاتها وتسيير عملياتها التجارية وإتاحة فرص العمل.
ومع ذلك، فإن 86% من تلك الشركات الصغيرة ترى أن إمداداتها من الكهرباء لا يمكن الاعتماد عليها أو الوثوق بها، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ورغم التعداد السكاني المتوسط في البلد الأفريقي الفقير جدًا، والبالغ أكثر من 34 مليون نسمة، قياسًا بالبلدان الأكبر حجمًا، فإنه يواجه معضلة شح في إمدادات الكهرباء لغالبية السكان، خصوصًا في المناطق النائية من البلاد، التي تعاني تهميشًا من حيث الوصول إلى الخدمات الحكومية.
ويحصل 44% فقط من سكان موزمبيق على الكهرباء، في حين يعيش نحو 62% من سكان موزمبيق في المناطق الريفية، ولا يحصل سوى 6% منهم على الكهرباء.
تعزيز إنتاج الكهرباء
من المقرر أن تدخل أكبر محطة كهرباء عاملة بالغاز في موزمبيق حيز التشغيل خلال العام الحالي (2024)، ما يدعم توليد الكهرباء في البلاد بنسبة 16%، إلى جانب توفير فرص عمل جديدة وتعزيز النمو الصناعي، وفق ما أورده موقع إنرجي كابيتال أند باور (Energy Capital & Power).
وبدأ بناء محطة تيماني لتوليد الكهرباء بالغاز، البالغة سعتها 450 ميغاوط خلال مارس/آذار (2022)، وأنجزت مابوتو 65% من المشروع في ديسمبر/كانون الأول (2023)، وفق ما أعلنه وزير المصادر المعدنية والطاقة الموزمبيقي كارلوس زاكارياس.
وتلامس الكلفة الرأسمالية لمحطة تيماني ما إجمالي قيمته 650 مليون دولار أميركي، وستستعمل المنشأة الغاز المستخرَج من حقول باندي (Pande) وتيماني (Temane) وإنهاسورو (Inhassoro) لتوليد الكهرباء، علمًا بأن المحطة تولد كهرباء تكفي لتزويد 1.5 مليون منزل بالكهرباء.
ويُطور مشروع أكبر محطة كهرباء عاملة بالغاز في موزمبيق عبر شراكة بين القطاعين العام والخاص، تقودها شركة الكهرباء المستقلة غلوبليك (Globeleq)، وشركة ساسول (Sasol) العالمية لإنتاج الكيماويات والطاقة، إلى جانب شركة الكهرباء إلكتريسيداد دو موزمبيق (Electricidade de Moçambique) المملوكة للدولة والعاملة في مجال توليد الكهرباء ونقلها وبيعها وتوزيعها.
خط نقل كهرباء
تعكف موزمبيق في الوقت الراهن على إنشاء خط نقل كهرباء بطول 563 كيلومترًا، وكُلفة رأسمالية قدرها 400 مليون دولار، لتسهيل نقل الكهرباء من المشروع داخل البلاد وعبر المنطقة.
ويتسق المشروع مع إستراتيجية تحول الطاقة التي تنتهجها موزمبيق، بالإضافة إلى برنامج الوصول الشامل إلى الطاقة في البلاد بحلول نهاية العقد الحالي (2030).
وتستهدف الحكومة الموزمبيقية توفير الكهرباء لنحو 10 ملايين مواطن بحلول العام الحالي (2024)، وأيضًا لكل السكان بحلول نهاية العقد الحالي (2030).
وكانت الحكومة تستهدف -أيضًا- توليد 600 ميغاواط من الكهرباء قبل حلول عام 2024، من بينها 200 ميغاواط من الطاقة المتجددة، لذا تتجه إلى إنشاء أكبر محطة طاقة شمسية في موزمبيق، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ولتحقيق تلك المستهدفات يعول البلد الأفريقي الفقير على طرح المناقصات العامة في النهوض بمشروعات الطاقة المتجددة عبر إضفاء الشفافية وتعزيز القدرة التنافسية، ما يساعد على جذب المطورين المحليين والدوليين.
وفي هذا الصدد، وقّعت موزمبيق برنامج تعاون مع الاتحاد الأوروبي، يستهدف توفير تمويلات لمشروعات بقيمة 200 مليون يورو (208.21 مليون دولار) في مجال الطاقة النظيفة، وذلك خلال المدة من 2021 إلى 2024.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..