ينقسم متّبعو سياسات تغير المناخ إلى فريقين بينهما خلاف كبير، ولكل منهما أدلّته القوية، إذ يرى فريق منهما أن سببه المباشر هو الأنشطة الإنسانية، بينما يقول الفريق الآخر، إنه تغير طبيعي، يحدث في الطبيعة دون تدخّل بشري.

ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أنّ من يتّبعون هذه السياسات يرون أن التغيرات المناخية ستؤدي إلى سوء الطقس باستمرار، وأن أحوال الطقس ستكون أسوأ بكثير مما رأيناه في الماضي، ومما نراه الآن.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج “أنسيات الطاقة“، الذي يقدّمه الدكتور أنس الحجي عبر مساحات منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، والتي جاءت هذا الأسبوع تحت عنوان “سياسات المناخ والذكاء الاصطناعي: زيادة الطلب على نفط الخليج وغازه”.

وقال الحجي، إن الفريقين بينهما خلاف كبير بشأن أسباب تغير المناخ، ولكل مجموعة أدلتها القوية، وهناك أيضًا ما ينقض هذه الأدلة على الجانبين، ولكن الإشكال هنا أن الفريقين يقولان، إن الأوضاع ستسوء بشكل أكبر.

أنظمة الطاقة المرتبطة بتغير المناخ

تساءل مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) الدكتور أنس الحجي: “إذا كانت أوضاع الطقس ستسوء أكثر بسبب تغير المناخ كما يقولون.. فلماذا يختارون أنظمة ومصادر طاقة مرتبطة بالكامل بحالة الطقس؟”.

وأضاف: “يطالبون بالتركيز على مصادر الطاقة المتجددة، ومنها الرياح والطاقة الشمسية، وكذلك الوقود الحيوي، ويضيفون عليها الطاقة الكهرومائية، ولكن هذه المصادر كلها تعتمد على الطقس، فإذا كان الطقس سيسوء، لن تجدي هذه المصادر على الإطلاق”.

لذلك، يرى الدكتور أنس الحجي أن الإشكال الكبير يكمن في اختيار السياسات، لذلك فإن التركيز دائمًا يكون على السياسات، وليس على الخلاف العلمي أو الفكري بشأن تغير المناخ، كما أنه مع التركيز على الطاقة المتجددة، لا يوجد على الإطلاق في العالم أيّ شيء متجدد بالنسبة للطاقة.

وتابع: “لا توجد طاقة متجددة، ولا يوجد شيء اسمه طاقة مستدامة، هذه تعابير تُستَعمَل للتسويق فقط، ذلك لأن أشعة الشمس مستدامة حتى نهاية الدنيا، والرياح تعصف باستمرار وموجودة، ولكن المشروعات لها عمر وتنتهي، سواء كان 20 أو 100 عام، وبعده تتوقف، لذلك لا يمكن أن تكون متجددة أو مستدامة”.

ولفت إلى أنه مع انتهاء عمر هذه المشروعات وتغير التقنية، ستكون هناك حاجة إلى مشروعات جديدة، ومن ثم ستكون هناك حاجة إلى معادن من جديد، سواء المكررة أو المعاد تدويرها، لذلك ليس هناك شيء مستدام، والمصطلح يُستعمل للتسويق فقط.

الطاقة المتجددة

أزمة الإنفاق على مشروعات الطاقة المتجددة

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن سياسات تغير المناخ فرضت مشكلة كبيرة، وهي أنه مع إنفاق أموال هائلة على طاقة الرياح والطاقة الشمسية وأمور أخرى، أوقعوا العالم في مأزق كبير.

وضرب الحجي مثالًا بهذا المأزق قائلًا: “في شمال غرب الولايات المتحدة، التي يسمّونها “نيو إنغلاند”، ومنها نيويورك، تصنَّف هذه المنطقة بصفتها مناطق أغلب سكانها من اليساريين داعمي الحزب الديمقراطي، وأغلبهم من حماة البيئة ومن يتبنّون موضوع تغير المناخ”.

وتابع: “لذلك تعدّ هذه المناطق يسارية، ولكن بالنظر إلى ما يحدث هناك نجد أشياء غريبة، كلّها تدل على أن سياسات تغير المناخ أدت إلى زيادة المنافسة بين مصادر الطاقة، ونتيجتها عكس ما يرمون إليه”.

تغير المناخ

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن المشكلة الأساسية هنا أن هناك موجة حر تجتاح العالم الآن، بما فيها منطقة نيو إنغلاند، وهذه المناطق فقيرة في النفط والغاز، على عكس تكساس في الجنوب أو لويزيانا أو أوكلاهوما.

وأردف: “هناك بعض الغاز في جنوب شرق ولاية نيويورك، ولكن بما أنهم متطرفون بيئيًا، سنّوا قوانين تمنع تطوير حقول الغاز في نيويورك، فمنعوا التكسير المائي، وهناك كمية غاز هائلة بالقرب منها في بنسلفانيا وأوهايو في غرب فرجينيا”.

وأوضح أن هذه الحقول عملاقة، إذ تُصنَّف على أنها ضمن أكبر 5 حقول في العالم، ولكن الولايات في شمال شرق أميركا رفضت بناء خطوط أنابيب هناك للحفاظ على البيئة، ومن ثم طال الرفض تطوير الحقول وبناء الأنابيب.

النفط والغاز في أميركا

وبحسب الدكتور أنس الحجي، فإنهم يريدون مزيدًا من الغاز بينما ليس لديهم أيّ غاز، فأصبحوا يشترون الغاز المسال، وأميركا هي أكبر منتج ومصدر له في العالم، ولكن ذلك ممنوع قانونًا، لأن هناك قانون قديم لحماية الملاحة الأميركية وأصحاب السفن، يمنع السفن الأجنبية من نقل البضائع بين المواني الأميركية، اسمه قانون “جونز”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.



رابط المصدر

شاركها.