تستهدف قبرص تركيب أنظمة لتوليد الطاقة الكهروضوئية في المعسكرات والمستودعات التابعة لحرسها الوطني، بتكلفة 19 مليون يورو (20.71 مليون دولار أميركي)، ستُموّل من الاتحاد الأوروبي، حسب المعلومات التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويشير مسؤولون في قبرص إلى أن مشروع تركيب أنظمة الطاقة (الشمسية) الكهروضوئية سيبدأ في شهر سبتمبر/أيلول المقبل، بعدما كان مقررًا له النصف الأول من العام الماضي 2023.

ويُعدّ المشروع -الذي توشك الدولة الأوروبية على الانتهاء من تركيباته- جزءًا من الإجراءات البيئية التي تنتهجها حكومة قبرص؛ للمضي قدمًا نحو التخلي عن الوقود الأحفوري، ونشر مصادر الطاقة النظيفة للحد من الانبعاثات الكربونية.

وبجانب تطبيق أنظمة الطاقة الكهروضوئية في منشآت الجيش، تنفّذ حكومة قبرص -حاليًا- استثمارات كبيرة لتطوير مصادر الطاقة المتجددة لديها، وأطلقت وزارة التجارة والصناعة منتصف شهر مايو/أيار الماضي خطتها الإستراتيجية للمدة من 2024 حتى 2026، لتسريع الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، وتعزيز قدرتها التنافسية على الساحة العالمية.

الخيار الأكثر شعبية

يُعد التحول في مجال الطاقة وإزالة الانبعاثات الكربونية خطوتين مهمتين تنفذهما المجتمعات والاقتصادات الأوروبية، لا سيما أن التكاليف المعقولة والمناسبة لتقنية الطاقة الكهروضوئية جعلتها الخيار الأكثر شعبية؛ لدمج عدد كبير من الأنشطة الاقتصادية المختلفة، حسبما نقل موقع “بلقان غرين إنرجي نيوز”.

ويتمثّل أبرز هذه الأنشطة في: الزراعة، والتصنيع، والبنية التحتية، والنقل، والاتصالات والإمداد الذاتي للأسر، والتعليم والجهود الإنسانية.

وفي ظل الأهمية القصوى لأنظمة الطاقة الكهروضوئية، بدأت الجيوش تتجه إلى تركيب الألواح الشمسية في ثكناتها.

وقال وزير الدفاع القبرصي فاسيليس بالماس، إن الحرس الوطني لبلاده سيبدأ تركيب محطات الطاقة الكهروضوئية في شهر سبتمبر/أيلول المقبل، وذلك تعليقًا على الخطوة التي انتهجتها بلاده -وهي جزيرة عضو في الاتحاد الأوروبي- لتركيب تلك المحطات.

تفاصيل المشروع

قال وزير الدفاع في قبرص، إن الأعمال التنفيذية لمشروع تركيب أنظمة الطاقة الكهروضوئية في بلاده مغطاة بالكامل من الصناديق الهيكلية التابعة للاتحاد الأوروبي، من خلال برنامج “ثاليا”، وتبلغ تكلفتها الإجمالية 19 مليون يورو (20.71 مليون دولار أميركي).

*(اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا)

ويدعم برنامج “ثاليا” بصفة كبيرة توفير فرص العمل، والقدرة التنافسية للأعمال، والنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، حسب موقع المفوضية الأوروبية.

كما يدعم تحسين نوعية حياة المواطنين بوجه عام من خلال الاستثمارات من صندوق التنمية الإقليمي الأوروبي، أو كما يُعرف اختصارًا بـ”إي آر دي إف”، وصندوق التماسك، وصندوق الانتقال العادل، والصندوق الاجتماعي الأوروبي.

ويستهدف البرنامج -أيضًا- دعم التحول الأخضر في قبرص من خلال تنفيذ استثمارات كبيرة في كفاءة الطاقة، والحد من انبعاثات الكربون، وتعظيم مصادر الطاقة المتجددة، جنبًا إلى جنب مع جهود إدارة النفايات والمياه.

ألواح طاقة شمسية – الصورة من موقع twi-global

ألواح الطاقة الكهروضوئية

قال الوزير القبرصي، إنه من المقرر تركيب الألواح الشمسية في المعسكرات العسكرية القبرصية، والمستودعات التابعة للحرس الوطني، مضيفًا أن المشروع سيكتمل بحلول عام 2027، مشيرًا إلى أن المبادرة تُعدُّ جزءًا من السياسة البيئية للحكومة وسعيها نحو الطاقة النظيفة.

جدير بالذكر أنه كان من المفترض بدء مشروع تركيب أنظمة الطاقة الكهروضوئية في قبرص خلال النصف الأول من العام الماضي 2023، عقب حصول وزارة الدفاع على التمويلات منذ ما يقرب من عامين، وقُدِّرت السعة الإجمالية للمشروع -آنذاك- بنحو 12 ميغاواط.

وأعلنت وزارة الدفاع القبرصية، في وقت سابق، إدخال مشروعات إدارة النفايات، وتوفير الطاقة، وإجراءات مكافحة التلوث في الوحدات العسكرية التابعة لها، إلى البرنامج.

وقال وزير الدفاع القبرصي إن مجلس النواب في بلاده تبنّى مقترحًا للتعاون بين وزارة الدفاع وهيئة كهرباء قبرص المعروفة اختصارًا بـ”إي إيه سي” أو (EAC).

خطة إستراتيجية أوروبية

أطلقت وزارة الطاقة والتجارة والصناعة في قبرص، منتصف شهر مايو/أيار الماضي، خطة إستراتيجية للمدة 2024- 2026، التي تحدّد خريطة طريق لتسريع انتقال الجزيرة إلى الاقتصاد الأخضر وتعزيز قدرتها التنافسية على الساحة العالمية.

وتعطي الإستراتيجية الأولوية للاستمرار في تنمية مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وتدابير كفاءة الطاقة، بما يتماشى مع أهداف الصفقة الخضراء للاتحاد الأوروبي لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، حسب ما نقله موقع سولار كوارتر.

وأعلن المجلس الأوروبي، عقب انتخابات شهر يونيو/حزيران الماضي، أن الدفاع أصبح إحدى أولويات الاتحاد القصوى.

ولم يقتصر الأمر على قبرص فقط، إذ أطلقت سلوفينيا -أيضًا- مشروعًا للطاقة الشمسية لثكنات عسكرية في العاصمة ليوبليانا عام 2023 الماضي، وبجانب ذلك، تطور وزارة الدفاع السلوفينية مشروعًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينه.

كما تبنت ألبانيا شراكات بين القطاعين العام والخاص، لتنفيذ محطات للطاقة الشمسية في المطارات العسكرية المهجورة.

ألواح شمسية فوق أحد المنازل
ألواح شمسية فوق أحد المنازل – الصورة من موقع zandxmechanicalinstallations

خطة طموحة

أطلق الاتحاد الأوروبي خطة ريباور إي يو REPowerEU خلال شهر مايو/أيار من عام 2022، وعدّها “خطة طموحة” للحد من اعتماده على واردات الوقود الأحفوري، وتسريع التحول الأخضر، وفق الموقع الرسمي للبنك الأوروبي للاستثمار.

وأعلن البنك الأوروبي للاستثمار -وهو بنك الاتحاد الأوروبي- خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2022، زيادة التزامه بدعم أهداف الخطة من خلال توفير 30 مليار يورو (32.7 مليار دولار أميركي) تمويلات إضافية لصالح الطاقة النظيفة، على مدى السنوات الخمس المقبلة للشركات والسلطات العامة.

ورفع بنك الاستثمار الأوروبي في يوليو/تموز 2023 إجمالي التزاماته بنسبة 50%، لتصل إلى 45 مليار يورو (49.05 مليار دولار أميركي) حتى عام 2027.

ومن المتوقع أن يحشد هذا التمويل الإضافي أكثر من 150 مليار يورو (163.5 مليار دولار أميركي) في شكل استثمارات خضراء جديدة؛ ما يساعد القارة العجوز على خفض انبعاثات الكربون بحلول عام 2050.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.