هل أنت مهتم بمكافحة تغير المناخ؟ إن كانت الإجابة “نعم” فستكون بالتأكيد مهتمًا بشراء أول حليب صديق للبيئة، الذي طُرِح لأول مرة على المستوى التجاري في أسواق أستراليا.

وتعاونت شركة عائلية لإنتاج الألبان ومالك مشروع لإنتاج الأعشاب البحرية في ولاية تسمانيا الأسترالية بمشروع مشترك بملايين الدولارات لخفض انبعاثات الميثان بنسبة 30% الناتجة على طول مراحل إنتاج الحليب.

ووفق معلومات الأمم المتحدة التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فالماشية مسؤولة عن قرابة 30% من انبعاثات غاز الميثان، وهو ثاني أكبر مُسهِم في الاحتباس الحراري بعد ثاني أكسيد الكربون، ومكون رئيس في تلوث طبقة الأوزون.

وتزيد تكلفة أول حليب صديق للبيئة عن الحليب العادي، لكن أحد أصحاب المشروع يقول، إنه طريقة جيدة للغاية للإسهام في تحقيق أهداف المناخ، داعيًا الحكومة والمواطنين إلى دعم المشروع الوليد من أجل الاستمرار.

كيفية إنتاج أول حليب صديق للبيئة

منذ شهر فبراير/شباط 2024، بدأت شركة أشغروف لإنتاج الألبان في تسمانيا بإطعام نحو 500 بقرة (خُمس إجمالي عدد الأبقار في المزرعة) بمستخلص من الأعشاب البحرية المحتوي على الزيوت.

ويقول الشريك المدير الإداري لشركة أشغروف ريتشارد بينيت، إن ذلك المنتج يقلل انبعاثات الميثان الناتج عن عملية الهضم داخل بطون الأبقار.

أول حليب صديق للبيئة – الصورة من وكالة رويترز

وأضاف: “بالنسبة للأشخاص القلقين حقًا بشأن تغير المناخ وانبعاثات الميثان التي نطلقها، نعتقد أن تلك طريقة جيدة للغاية يمكن للمواطنين الإسهام بها”.

وتابع: “أن تدفع أكثر قليلًا مقابل الحليب الذي تشتريه أسبوعيًا، أرخص كثيرًا من شراء تيسلا أو سيارة كهربائية”.

وتعاون أصحاب المزرعة مع شركة إنتاج الأعشاب البحرية “سي فورست” (SeaForest) لإنتاج مكمل غذائي مستخلص من الأعشاب البحرية، واسمه “سي فييد” (SeaFeed).

ويُنتَج ذلك المستخلص من نوع من الأعشاب حمراء اللون اسمها “أسباراغوبسس”، وموطنها الأصلي تسمانيا، وتستثمر بها شركة “سي فورست” على الساحل الشرقي للولاية.

ويتفاعل ذلك المستخلص مع الإنزيمات داخل بطون الأبقار؛ ما يقلل من تجشُّئِها وإطلاق انبعاثاتها.

وقبل طرح أول حليب صديق للبيئة، تُغَذّى الأبقار بالمكمل الغذائي بوزن 10 ملليغرامات يوميًا لمدة ستة أسابيع، إلى جانب مزيج الموسلي المكون من الشوفان والحبوب، وفق شبكة “إيه بي سي” الأسترالية (ABC).

التكلفة والدعم

تُباع زجاجة الحليب صديق البيئة زنة لترين بسعر 5.50 دولارًا أستراليًا (3.67 دولارًا أميركيًا)، بزيادة 12.5 سنتًا عن الحليب العادي.

ويقول الشريك بمزرعة الأبقار ريتشارد بينيت، إن المبيعات تسير على نحو جيد، لكن الشركة لم تقرر بعد بشأن توسّع مشروع أول حليب صديق للبيئة.

واستثمر أصحاب المشروع ملايين الدولارات لإنتاج ما يكفي من الأعشاب البحرية لتغذية الأبقار.

ويقول الرئيس التنفيذي لشركة الأعشاب البحرية سي فورست، سام إلسوم، إنه يأمل في رواج الحليب صديق البيئة بين المستهلكين رغم ارتفاع سعره.

الرئيس التنفيذي لشركة الأعشاب البحرية سي فورست سام إلسوم
الرئيس التنفيذي لشركة الأعشاب البحرية سي فورست سام إلسوم – الصورة من شبكة إيه بي سي

وأضاف: “إذا لم تُدعم تلك المنتجات، ستعود الأمور إلى ما كانت عليه، وستكون وتيرة إزالة الكربون أبطأ بكثير”.

وتوقّع أن تقلّ التكلفة بصورة كبيرة مع زيادة الإمدادات، وأضاف أن شركته الآن تطعم أقلّ من 100 ألف رأس ماشية، في حين يمكنها إطعام نحو 4 ملايين رأس من خلال أصولها في تاسي، التي يمكنها دعم ولاية تسمانيا بأكملها في خفض انبعاثات الأبقار.

وتسعى شركة الأعشاب البحرية لدخول أسواق المملكة المتحدة وأوروبا، حيث تدعم الحكومات خفض انبعاثات الزراعة بقوة من خلال تقديم الحوافز المالية للمزارعين وسعر كربون أعلى.

وفي المقابل، يعتمد مطورو مشروع أول حليب صديق للبيئة على الطلب من جانب المستهلكين، ويقول الشريك بمزرعة الأبقار ريتشارد بينيت، إنه مشروع تجاري، وسيكون تدخُّل الحكومة بمثابة حياة أو موت للمنتج، مؤكدًا أن تحميل المستهلكين التكلفة أمر عسير على المدى الطويل.

ويمكن للأعشاب البحرية والإضافات الأخرى لأعلاف الماشية أن تخفض انبعاثات غازات الدفيئة، لكن ارتفاع التكلفة يحدّ من انتشار تلك النوعية من المشروعات.

وفي العام الماضي 2023، قالت شركة صناعة الأجبان الفرنسية “بيل غروب”، إنها ستضيف مادة إلى طعام نحو 10 آلاف بقرة في سلوفاكيا، كما حاولت شركات أخرى -ومنها دانون (Danone) وفونتيرا (Fonterra)- فعل الأمر نفسه، لكنها لم تصل لمستوى الإنتاج التجاري.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.