تواجه أول محطة نووية متوقفة في أميركا، التي تخطّط الولايات المتحدة لإعادة تشغيلها، مشكلات فنية قد تمنع ذلك في وقت قريب، وفق تصريحات من مسؤول سابق بالمحطة، حذّر من إعادة تشغيلها قبل التأكد من تطبيق معايير السلامة.
وقال المهندس السابق في محطة “باليسادز” (Palisades) آلان بليند، إن مشكلات المحطة الفنية التي تعوق إعادة تشغيلها، ناجمة عن تجاهل معايير السلامة عند تشغيلها قبل التوقف لمدة طويلة، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، طلبت شركة هولتك إنترناشيونال “Holtec International” ، التي تتخذ من ولاية فلوريدا مقرًا لها، إعادة تشغيل أول محطة نووية متوقفة في أميركا، التي تقع في ولاية ميشيغان، لتعزيز مصادر الطاقة بالبلاد، خاصة النظيفة.
وقالت الشركة، إنها قدّمت طلبًا إلى السلطات لإعادة تشغيل أول محطة نووية متوقفة في أميركا، وطلبت هولتك قرضًا من وزارة الطاقة الأميركية؛ لتتمكن من إعادة تشغيل المفاعل النووي نهاية العام الماضي (2023)، أو بداية العام الجاري (2024)، واستجاب حاكم ميشيغان، غرتشن ويتمر، للطلب وقرر دعم إعادة التشغيل بقيمة 150 مليون دولار.
وفي شهر سبتمبر/أيلول الماضي 2022، وقّعت هولتك اتفاقًا مع مزود الكهرباء “ولفرين” (Wolverine) لشراء أكثر من ثلثي الكهرباء المولدة من المفاعل النووي بعد إعادة تشغيله.
قرار الإغلاق
قررت شركة “إنترجي” Entergy إغلاق أول محطة نووية متوقفة في أميركا، وهي “باليسادز” عام 2022، ثم اشترتها “هولتك” بعد مدة قصيرة من التوقف، بعد العمل لمدة 50 عامًا.
وتعمل “هولتك” حاليًا على إعادة تشغيل أول محطة نووية متوقفة في أميركا، خلال عام، بعد الحصول على قرض مشروط بضمان حكومة الرئيس جو بايدن، بقيمته 1.52 مليار دولار، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وتترقّب صناعة الطاقة النووية في أميركا إعادة تشغيل باليسادز، خاصة أن هناك محطتين أخريين متوقفتين عن العمل، لديهما خطة لإعادة التشغيل، هما وحدة في “كونستلاشن إنرجي” Constellation Energy، والثانية تتبع شركة “ثري ميل أيسلاند” Three Mile Island.
وتُولي إدارة الرئيس جو بايدن اهتمامًا كبيرًا بكهرباء الطاقة النووية في أميركا، وأكد بايدن مرارًا بأنها ضرورية بوصفها جزءًا رئيسًا من مستهدف الوصول إلى توليد كهرباء نظيفة 100% بحلول عام 2035.
لذلك تدعم إدارة بايدن إعادة تشغيل المحطات المتوقفة، بالإضافة إلى التعجيل بإنشاء مشروعات جديدة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
إلا أن المهندس السابق في محطة “باليسادز” (عمل 7 سنوات في المحطة من 2006 إلى 2013)، ألان بليند، الذي لا يخفي حماسه لإعادة تشغيل كل محطات الطاقة النووية في أميركا، قال: “إنني فخور بوجود تلك الطاقة في بلادنا، لكنهم اختاروا الحصان الخطأ لقيادة تلك العودة”.
تحذير من معايير السلامة
حذّر المهندس السابق في أول محطة نووية متوقفة في أميركا، يجري الاستعداد لإعادة تشغيلها (باليسادز)، ألان بليند، من أن معايير السلامة في المحطة المخطط إعادة تشغيلها ليست مطمئنة.
وقال إن المحطة حصلت على استثناء من منظم الطاقة النووية في أميركا، ما يسمح لها بعدم الوفاء ببعض المعايير التي يجب أن تنفّذها محطات الطاقة النووية في أميركا الأحدث، كون عمرها الافتراضي اقترب من الانتهاء، وهي تقترب من التوقف الكامل عن العمل.
وتتعلّق معايير السلامة تلك، بمنع انسداد الأنابيب التي تنقل مياه التبريد عند حدوث أي كسر، وآليات تحمي من الزلازل، ونشوب الحرائق، وفق بليند، الذي أشار إلى أنه يراقب الاستثناءات من هذه المعايير منذ تقاعده.
وقال: “ينتابني القلق جراء عدم تصميم منظم الطاقة النووية في أميركا على تطبيق معايير السلامة في محطة باليسادز قبل إعادة تشغيلها”.
بينما أكد المتحدث الرسمي لمنظم الطاقة النووية في أميركا سكوت برنل، أنه سيجري مراجعة معايير السلامة التي قدمتها شركة هولتك.
وقال: “ستتضمّن المراجعة لخطة هولتك المعايير الفنية التي أشار إليها بليند، التي لم يجر علاجها عند توقف المحطة في 2022″، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف أن “خطط هولتك ستكون مُعلنة، ولن يوافق المنظم على خطة إعادة التشغيل قبل ضمان الالتزام بكل معايير السلامة والبيئة”.
يُذكر أن هولتك قد اضطرت إلى إغلاق محطة الطاقة النووية، قبل 10 أيام من الموعد المحدد للغلق في مايو/أيار 2022، بسبب اكتشاف مشكلة فنية في المحطة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..