تجددت الاحتجاجات الشعبية ضد مشروع تعدين الليثيوم في صربيا، الذي تنفّذه شركة أسترالية، ويعدّ الأول في البلاد؛ بسبب مخاوف من أضراره البيئية المتوقعة في المنطقة المحيطة، رغم أهميته لإنتاج السيارات الكهربائية.
ووضع محتجّون يمثّلون تحالفًا لمجموعة منظمات بيئية حواجز في موقعين غرب البلاد، بالقرب من مشروع “جادار” لتعدين الليثيوم، لمدة ساعة، يوم الأحد 20 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وتنفّذ مشروع تعدين الليثيوم في صربيا شركة “ريو تينتو” الأسترالية، وهي ثاني أكبر شركة تعدين في العالم، ويشمل استخراج المعدن ومحطة معالجة، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكانت شركة ريو تينتو، التي انتظرت أكثر من عامين لتحريك الوضع المتجمد بشأن المشروع بسبب المعارضة في البلاد، قد أشارت إلى أن مشروع تعدين الليثيوم في صربيا يمكن أن يحفّز تطوير صناعات أخرى، ويوفر عشرات الآلاف من الوظائف، مع إنتاج كربونات الليثيوم بصورة مستدامة.
المعارضة تحشد
حذّر نشطاء بيئيون معارضون لمشروع تعدين الليثيوم في صربيا من احتجاجات حاشدة حال موافقة الجمعية الوطنية لمدينة لوزنيكا على المشروع المثير للجدل.
وكانت الجمعية الوطنية لصربيا (البرلمان) قد رفضت عرضًا بحظر أنشطة تعدين الليثيوم؛ لذلك قرَّر تحالف مجموعة من جمعيات بيئية يدعى (سيوس)، ومعه مجموعات أخرى من خارج التحالف، الاحتجاج وغلق الطرق.
وفي التجمعات الأولى للاحتجاج، التي كانت تهدف إلى إشعال الموجة الثالثة من المظاهرات الحاشدة في جميع أنحاء البلاد، أوقف المتظاهرون حركة المرور في بريزجاك بين لوزنيكا وفالييفو، وفي بريلجينا بالقرب من تشاتشاك، حسبما ذكر موقع “بلقان غرين إنرجي نيوز“، يوم الأحد 20 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وستعقد الجمعية الوطنية لمدينة لوزنيكا اجتماعًا يوم الجمعة 25 أكتوبر/تشرين الأول 2024، وهو الأخير قبل أن تكون حكومة صربيا مُلزَمة قانونًا بوضع إدارة مؤقتة للمدينة، عقب انتهاء مدة الـ90 يومًا السابقة.
وفي الوقت نفسه، حذّرت منظمة “ني دامو جادار” البيئية المحلية من أن برلمان المدينة ربما يتبنّى خطة تمهّد الطريق لمشروع الليثيوم، رغم أنه غير موجود في قائمة الموضوعات التي ستناقشها الجمعية يوم الجمعة.
تحذير من قبول مشروع تعدين الليثيوم في صربيا
قال عضو منظمة “ني دامو جادار” البيئية المحلية، المناهضة لمشروع تعدين الليثيوم في صربيا، زلاتكو كوكانوفيك، إن الاحتجاجات قبل يومين كانت مجرد تحذير للسلطات، وقد تكون عارمة، وفي أنحاء البلاد بعد ذلك.
وشارك أعضاء برلمان من المعارضة في الاحتجاجات التي نفَّذها المتظاهرون يوم الأحد.
وقال عضو منظمة “سوفوبروسكا غريدا” البيئية لجيلجانا برالوفيك، إن الموافقة على مشروع تعدين الليثيوم في صربيا -وهو الأول في البلاد- تعني فتح الباب لمشروعات أخرى مشابهة.
في حين تزعم الحكومة أنه لا وجود للّيثيوم في أيّ مناطق أخرى في البلاد، ولم تؤكد عمليات البحث وجود الليثيوم إلّا في منطقة جادار.
ويستعد المحتجّون لوقف حركة المرور مرة أخرى يوم الأحد 27 أكتوبر/تشرين الأول 2024، بينما أدان وزراء هذا التصرف من قبل المحتجّين.
ويخشى المحتجّون من الآثار البيئية للمشروع، بينما تزعم الشركة القائمة عليه أنها ستلتزم بمعايير حماية البيئة.
وكانت حكومة صربيا قد وقّعت مع الاتحاد الأوروبي مذكرة تفاهم في 19 يوليو/تموز الماضي لشراكة إستراتيجية في المواد الخام المستدامة وسلاسل قيمة البطاريات والمركبات الكهربائية، وهي الخطوة التي حصدت احتجاجات من مواطنين وجمعيات بيئية وأحزاب المعارضة، آنذاك.
وبعد توقُّف المشروع لمدة عامين، بدأت الحكومة التخطيط لإعادة مشروع تعدين الليثيوم إلى مسار التنفيذ مرة أخرى.
ويُعدّ الرئيس ألكسندر فوتشيتش أكبر الداعمين لمشروع تعدين الليثيوم في صربيا، إذ إنه يأمل في أن يدعم اقتصاد بلاده به.
وكان وزير المالية سينيسا مالي قد قال في وقت سابق، إن منجم الليثيوم، الذي تبلغ استثماراته ما يقارب من 2.5 مليار دولار، قد يدرّ على البلاد إيرادات سنوية تبلغ 12 مليار يورو (13 مليار دولار أميركي) إذا اكتمل نشاطه مع صناعة بطاريات السيارات الكهربائية المحلية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..