شهدَ بناء أول وحدة عائمة لإنتاج النفط وتخزينه تعمل بتقنيات احتجاز الكربون تقدمًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، مع إكمال تركيب وحدات وأجزاء داخلية بها، بالإضافة إلى أنظمة الربط الكهربائي للجزء السكني.
ووفقًا للمعلومات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تعمل شركة ينسون برودكشن (Yinson Production) الماليزية على تطوير السفينة المعروفة بـ(أغوغو Agogo) في حوض بناء تابع لها.
وتعمل السفينة لصالح مشروع إنتاج النفط التابع لشركة أزول إنرجي -مشروع مشترك لشركة النفط البريطانية بي بي، وإيني الإيطالية- قبالة سواحل أنغولا.
وتتبع شركة ينسون برودكشن مجموعة شركات (ينسون هولدينغز Yinson Holdings) العاملة بمجال البنية التحتية للطاقة والتقنية، ويقع مقرّها في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
إنجازات التطوير
فازت شركة ينسون برودكشن -في فبراير/شباط 2023- بعقد بناء وتطوير أول وحدة عائمة لإنتاج النفط وتخزينه تعمل بتقنيات احتجاز الكربون، بقيمة إجمالية تقارب 5.7 مليار دولار.
ومن المستهدف بلوغ مدة تشغيل السفينة 15 عامًا، مع إمكان تمديد 5 أعوام إضافية لاستمرار التشغيل، بحسب تفاصيل أوردها موقع أوفشور إنرجي (offshore-energy).
وزودت شركة ينسون برودكشن الماليزية السفينة بتقنيات تسهم في تقليل معدلات الانبعاثات الكربونية.
وأكّدت الشركة أن رفع وحدات وأجزاء أول وحدة عائمة لإنتاج النفط وتخزينه تعمل بتقنيات احتجاز الكربون يعدّ إنجازًا كبيرًا، وخطوة رئيسة لإتمام تطويرها، حسبما أعلنت في بيان صحفي.
وأنجزت السفينة اختبار مولدات الكهرباء الرئيسة بها، ما يشير إلى اكتمال المرحلة الأولى من تجديدها وزيادة عمرها الافتراضي، وكذلك الأعمال الهندسية وشراء المعدّات والمواد الخام اللازمة.
ومن شأن ذلك أن يمهّد الطريق لتشغيل السفينة واستعمالها لإنتاج النفط وتخزينه.
خطوات جدّية
يسير مشروع أول وحدة عائمة لإنتاج النفط وتخزينه تعمل بتقنيات احتجاز الكربون بسلاسة في ظل التزام شركة ينسون بتحقيق نتائج استثنائية، في ضوء الخبرات التي تتمتع بها لإدارة المشروعات البحرية المعقّدة.
وقال مدير مشروع تطوير السفينة بير ديبيرغ، إن شركة ينسون تتطلع لإنجاز المراحل الأخرى المتبقية بدقة وحرفية.
ومن المتوقع، عقب إكمال تجهيز أول وحدة عائمة لإنتاج النفط وتخزينه تعمل بتقنيات احتجاز الكربون، أن تؤدي دورًا في مركز أغوغو الواقع غرب مربع 15/06 قرب سواحل أنغولا.
وتستهدف الشركة بلوغ الطاقة الإنتاجية للسفينة ما يقارب 120 ألف برميل نفط يوميًا.
وتسهم السفينة في الحدّ من معدلات الانبعاثات بنسبة 27% مقارنة بالسفن التقليدية الأخرى، من خلال التقنيات المستعملة، مثل: نظام الإشعال المغلق، والدورة المركبة، والتحكم الآلي، وأنظمة الدفع الكهربائية.
خفض الانبعاثات
تؤكد الشركة الماليزية أن التقنيات التي تتمتع بها السفينة تعدّ خطوة رئيسة تجاه خفض الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030، وصولًا لتحقيق أهداف الحياد خلال عام 2050.
وشاركت شركات أخرى -مثل: صب سي 7 (Subsea 7)- في نقل وتركيب خطوط الأنابيب والهياكل البحرية المرتبطة بتجهيزات أول وحدة عائمة لإنتاج النفط وتخزينه تعمل بتقنيات احتجاز الكربون.
وتعاونت -أيضًا- شركتا: باكر هاغيز (Baker Hughes) لتسليم معدّات وخدمات بحرية، وتكنيب إف إم سي (Technip FMC) لتوريد رافعات وخطوط التدفق.
وستتولى شركة مان إنرجي (MAN Energy Solutions) تركيب خطوط أخرى لرفع الغاز وضمان تدفّقه لأول وحدة عائمة لإنتاج النفط وتخزينه تعمل بتقنيات احتجاز الكربون.
ما هي وحدات إنتاج النفط العائمة؟
تُجهَّز وحدات إنتاج وتخزين وتفريغ النفط العائمة بمعدّات معالجة هيدروكربونية لفصل النفط الخام والماء والغاز التي تصل إليها من الآبار الموجودة تحت سطح البحر عبر خطوط الأنابيب، بحسب المعلومات المنشورة في موقع (بلو واترbluewater).
وفي هذه الأثناء، يُنقَل النفط المعالج إلى خزانات هيكل السفينة، ويُستعمل الغاز المعالج لتوليد الكهرباء على متن السفينة، على أن يُصدَّر الفائض منه أو يُنقَل للمورّدين.
وتسمح هذه السفن لشركات التنقيب بالإنتاج في المناطق البعيدة أو المياه العميقة بتكاليف اقتصادية، لا سيما أنها مجهزة بقدرات تخزين وأنظمة تفريغ لنقل النفط الخام المعالج إلى ناقلات متحركة لشحنه إلى المصافي فيما بعد، عوضًا عن الحاجة إلى إنشاء خطوط أنابيب لتنفيذ هذه الخطوة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..