يتساءل كثيرون: أين تتركّز مكامن النفط في الجزائر؟ بعد تأكيد شركة سوناطراك أن نحو ثلثي الأراضي الجزائرية لا تزال غير مستكشفة، وأن أغلب هذه المناطق يقع في الشمال وعمق الجنوب والبحر.
وتعد الجزائر أحد أكبر منتجي النفط في أفريقيا، باحتياطيات تبلغ 12.20 مليار برميل، وفق قاعدة بيانات حقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وللإجابة عن التساؤل بشأن “أين تتركز مكامن النفط في الجزائر؟” يستعرض التقرير التالي أبرز مناطق وجود الخام في الجزائر، التي تُستَغل حاليًا، وأيضًا تلك التي حُددت الإمكانات المتوقعة لها دون بدء عمليات التطوير.
أحواض المجال الصحراوي
عند الحديث عن أين تتركز مكامن النفط في الجزائر يبرز المجال الصحراوي، الواقع في جنوب جبال ألب الجزائر، والذي ينتمي إلى شمال أفريقيا كراتون، ويشتمل على قبو ما قبل الكمبري يرتكز عليه غطاء رسوبي قوي في حالة تنافر، بُني في عدة أحواض مفصولة بمناطق عالية في عصر الباليوزويك، بحسب الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات.
وتختلف آليات نشأة أحواض المجال الصحراوي؛ ففي حين تصنف أحواض تندوف ورقان وسبع على أنها أحواض فوقية تقع على طول درع غرب أفريقيا مرتبطة بحجر غرب أفريقيا وتتوافق مع امتداد القشرة العلوية وتتطور على طول الصدوع الطبيعية؛ فإن أحواض أحنيت وتيميمون وواد ميا والمويدر وبركين وإليزي نشأت نتيجة حركات هادئة على طول الصدوع بين الشمال والجنوب الموروثة عن سلسلة عموم أفريقيا.
وتُعَد هذه الأحواض من النوع المنفصل وتحدها عيوب شبه رأسية؛ إذ إنها ضيقة وعميقة محليًا، وتفصل بينها قمم هيكلية؛ لذلك ستقدم هذه الأحواض أشكالًا هندسية مختلفة وتاريخًا تكتونيًا مع مرور الوقت وبتفعيل أو عدم تفعيل أجزاء الصدع المختلفة التي تحدها.
حوض بركين
يبرز حوض بركين عند الحديث عن أين تتركز مكامن النفط في الجزائر، ويوجد ارتباط كبير في تاريخ حوضي بركين وإليزي حتى العصر الديفوني والتأسيس النهائي لأهارا مول الفاصل بين الحوضين، ولوحظت استمرارية رسوبية في العصر السيلوري بين هاتين المنطقتين.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، معلومات عن حوض بركين، لدى اكتشافه للمرة الأولى في عام 2022:
حوض إليزي
يُعد حوض إليزي حوضًا أرضيًا يمتد لمسافة 100 ألف كيلومتر، ويبلغ سمك غطائه الرسوبي نحو 3 آلاف متر، ويتكوّن من رواسب الباليوزويك بشكل رئيس.
أمغيد مسعود
تُعَد منطقة أمغيد مسعود أبرز المناطق الواجب الإشارة إليها عند الحديث عن أين تتركز مكامن النفط في الجزائر؛ إذ تبلغ مساحة منطقة أمغيد مسعود نحو 157 ألفًا و793 كيلومترًا مربعًا، وتتكوّن من 3 عناصر هيكلية شكلية؛ هي تجعد حاسي مسعود الذي يحتل الجزء المركزي، وأمجيد سبير الواقعة في الجنوب، وقبو تقرت الذي يضمن التقاطع مع ثلم ملهير.
حوض واد ميا- مويدير
تبلغ مساحة حوض واد ميا نحو 5 آلاف و300 كيلومتر مربع، ويقع في المنطقة الوسطى، تحدّه شمالًا المنطقة العليا من جامع تقرت، وجنوبًا حوض المويدر، وشرقًا من القمة الهيكلية لأمغيد البيوض حاسي مسعود، وغربًا قبو علال.
حوض أحنيب تيميمون
يمثّل حوض أحنيب تيميمون منخفضًا ممتلئًا من حقب الحياة القديمة بدءًا من العصر الكمبري إلى العصر الكربوني، يحده شمالًا قاع واد ناموس الضحل، وغربًا سلسلة أوجارتا، وجنوبًا درع الطوارق، وشرقًا سلسلة تلال إيدغران-مزاب.
حوض بشار
يُعد حوض بشار – العبادلة حوضًا بيرمو كربوني ثريًا للغاية، يصل سمك الكربون في جزئه المركزي إلى 6 آلاف متر، يُشار إلى أنه من المناطق الواعدة عند التساؤل عن أين تتركز مكامن النفط في الجزائر.
انفصلت منطقة العبادلة في الجنوب عن منطقة بشار كنادزة في الشمال، بسبب الحركات الناتجة عن المرحلة الهرسينية التي عطّلت بنية الحوض؛ ما أدى إلى صعود الخط المعاكس لشبكة منونة الموجّهة نحو الشرق والغرب، كما تولّد حوض ميزو-سينزويك لأكثر من 1200 متر من الترسبات الطباشيرية مع تبخر الطين.
حوض تندوف
يُعَد حوض تندوف من نوع “بيريكراتونيك”، وتبلغ مساحته نحو 50 ألف كيلومتر مربع، ويُعد الجانب الجنوبي منه غير متناسق مع انخفاض طفيف جدًا، والجانب الشمالي مستويًا جدًا ومنظمًا بقوة فيما يتعلق بسلسلة من الأخاديد المعقدة أساسا في اتجاه الشرق-غرب والجنوب-غرب.
حوض رغان
تبلغ مساحة حوض رغان بيريكراتونيك 140 ألف كيلومتر مربع، ويقع على الحافة الشرقية من كراتون غرب أفريقيا؛ إذ يمتد على الجانب الأخير وما يسمى بمجال عموم أفريقيا الواقع شرقًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
حوض السبع
يتكوّن حوض السبع من تكوينات من الحجر الرملي الطيني الباليوزوي تتراوح من العصر الكمبرو-الأوردوفيشي إلى الناموريان (أقصى سُمك عبر السبر: 2000 متر تقريبًا)، تعلوها تربة ضحلة من حقبة العصور الوسطى، ويقع في وسط غرب ولاية الصحراء الجزائرية، ويُعد إجابة مهمة عن التساؤل عن أين تتركز مكامن النفط في الجزائر.
اكتشافات نفطية
في مارس/آذار 2022، تمكّنت شركة سوناطراك، بالتعاون مع شركة إيني (Eni) الإيطالية، من حفر أول بئر للنفط بمنطقة زملة العربية في حوض بركين (HDLE-1)، باحتياطي يقدر بنحو 140 مليون برميل من الخام؛ ما يبرهن على دقة إجابة التساؤل بشأن أين تتركز مكامن النفط في الجزائر.
جاء استكشاف البئر الأولى في حوض بركين ضمن 5 آبار للنفط تعتزم سوناطراك العمل على حفرها في المنطقة الشمالية لحوض بركين، على بُعد 15 كيلومترًا من المنشآت الحالية للمعالجة التابعة إلى بئر ربع شمال، و300 كيلومتر جنوب شرق حاسي مسعود.
وتخضع منطقة زملة العربي في حوض بركين لعقد بحث واستغلال المحروقات تبلغ فيه حصة سوناطراك 51%، في حين تمتلك إيني نسبة 49%.
اقرأ أيضًا..