تبدو أول بطارية بوتاسيوم أيون في العالم على موعد مع تحقيق طفرة جديدة في مجال تخزين الكهرباء، وفق تحديثات قطاع التكنولوجيا لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

فقد أطلقت شركة غروب 1 (Group1) أول بطارية بوتاسيوم أيون في العالم، والتي صُممت داخل الشكل الأسطواني 18650 المستعمل على نطاق واسع.

وتمثل بطارية البوتاسيوم أيون 18650 فئة من البطاريات القابلة لإعادة الشحن، والتي تستعمل أيونات البوتاسيوم حاملًا للشحنة، على النقيض من أيونات الليثيوم الأكثر شيوعًا.

وتُعد الميزة الجديرة بالملاحظة بشكل خاص في بطارية البوتاسيوم أيون التي طُورت حديثًا هي أداؤها المذهل؛ إذ أثبتت الاختبارات المكثفة أنها لا تلبي التوقعات الأولية فحسب، بل تتفوق عليها أيضًا.

أول بطارية بوتاسيوم أيون في العالم

تشير أول بطارية بوتاسيوم أيون -التي أُطلقت حديثًا- إلى تقدم كبير في مجال تكنولوجيا البطاريات؛ إذ يمكن أن تكون بديلًا مقنعًا لكل من بطاريات الليثيوم أيون وبطاريات الصوديوم أيون، والتي واجهت صعوبات تتعلق بالتكلفة والفاعلية.

يقول الرئيس التنفيذي لشركة غروب 1، ألكسندر غيراو: “نحن متحمسون لتقديم أول بطارية بوتاسيوم أيون 18650 في العالم”.

وهذا التقدم، الذي كشفت عنه الشركة في -مؤتمرها السنوي الـ14 بعنوان ما وراء الليثيوم (Beyond Lithium)- لديه القدرة على تدشين عصر جديد من البدائل المستدامة والمجدية اقتصاديًا لبطاريات الليثيوم أيون التقليدية.

إذ يتمتع هذا النوع من البطاريات بعامل الشكل نفسه المستعمل في بطارية الليثيوم أيون 18650 الشائعة، بقطر 18 مليمترًا وطول 65 مليمترًا.

كما قال غيراو: “يمثل هذا الابتكار سنوات من البحث الدؤوب وتطوير المنتجات”، بحسب ما جاء في البيان الصحفي الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويشير طرح بطارية البوتاسيوم أيون 18650 من “غروب 1” إلى تقدم ملحوظ في تطور تقنيات تخزين الكهرباء المستدامة والفعّالة؛ نظرًا إلى أنها تزيل متطلبات المعادن الأساسية، وتستعمل عناصر متاحة على نطاق واسع، وتقدمها في شكل معترف به عالميًا.

بطاريات شركة “غروب 1” – الصورة من الموقع الرسمي للشركة

مزايا أول بطارية بوتاسيوم أيون

أظهرت أول بطارية بوتاسيوم أيون في العالم أن طول عمر الدورة متميز؛ ما يشير إلى قدرتها على تحمل دورات شحن وتفريغ عديدة قبل انخفاض ملحوظ في السعة.

وهذه الميزة حيوية لتطبيقات مختلفة، بما في ذلك المركبات الكهربائية؛ إذ يكون طول عمر البطارية مهمًا للغاية، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة “إنترستينغ إنجينيرينغ” (Interesting Engineering).

وعلاوةً على ذلك، تُظهر بطارية البوتاسيوم أيون أداء تفريغ قويًا؛ ما يضمن قدرتها على توصيل الكهرباء بشكل فعّال عند الضرورة.

وتعمل البطارية بجهد اسمي يبلغ 3.7 فولتًا، ومن ثَم ضمان التوافق مع الأجهزة والأنظمة الإلكترونية المعاصرة.

وعلاوةً على ذلك؛ فقد أظهرت مسارًا واضحًا نحو تحقيق كثافة طاقة وزنية تتراوح بين 160 و180 واط/ساعة لكل كيلوغرام، وهو ما يعادل بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم.

وتشير كثافة الطاقة العالية هذه إلى أن البطارية قادرة على تخزين كمية كبيرة من الطاقة مقارنةً بكتلتها؛ وذكرت الشركة أنها توفر “عمر دورة متفوقًا، وقدرة تفريغ ممتازة”.

وهذا يثبت أن بطارية البوتاسيوم أيون هي بديل مناسب لتطبيقات التنقل عالية الأداء، مثل المركبات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية المحمولة.

قرار إستراتيجي

من المثير للاهتمام أن قرار تغليف بطارية البوتاسيوم أيون في الشكل الأسطواني 18650 يمثل قرارًا إستراتيجيًا؛ إذ يضمن الشكل الأسطواني 18650 أن بطارية البوتاسيوم أيون يُمكن أن تتكامل بسلاسة في الأجهزة والتطبيقات الحالية، ما يلغي الحاجة إلى إعادة التصميم المكلفة.

وقالت شركة “غروب 1” في بيانها: “إنها تتكامل بسلاسة في عمليات بطاريات الليثيوم أيون الحالية؛ ما يضمن انتقالًا سلسًا للمصنعين”.

بالإضافة إلى ذلك، تستعمل بطاريات البوتاسيوم أيون الجديدة مكونات تجارية متاحة بشكل شائع؛ بما في ذلك أنودات الغرافيت، والفواصل، وصيغ الإلكتروليت.

وهذا لا يعمل على تبسيط سلسلة التوريد فحسب، بل يعزز أيضًا قدرات التصنيع المحلية، ومن ثم تقليل الاعتماد على المعادن الأساسية مثل النيكل والكوبالت والنحاس والليثيوم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.