خلّف إعصار هيلين دمارًا واسع النطاق؛ إذ تسبّب في انقطاع الكهرباء عن أكثر من 5.2 مليون مستهلك في أنحاء مختلفة، وأجبر شركات على إغلاق إنتاج بعض الوحدات أو إبطائها.

وخرجت وحدة لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية في ولاية جورجيا من الخدمة، وانخفض الإنتاج من وحدة أخرى، كما توقف إنتاج الكهرباء من وحدتين تعملان بحرق الفحم في فلوريدا.

ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لمسار “هيلين”، فقد ضعفت قوة الإعصار ليصبح عاصفة استوائية، ويتجه حاليًا نحو الشمال الأميركي، وتوقع المركز الوطني للأعاصير أن يمر “هيلين” بولايتي تينيسي وكنتاكي خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وتركت العاصفة المصحوبة برياح قوية وأمطار غزيرة أكثر من 3.5 مليون منزل وشركة دون كهرباء في فلوريدا وجورجيا ونورث وساوث كارولينا وولايات أخرى في منطقة الجنوب الشرقي والغرب الأوسط.

وبعدما أوقع 43 قتيلًا على الأقل، تسبّب إعصار هيلين في توقف إنتاج 29% من النفط الخام، و17% من إنتاج الغاز الطبيعي في خليج المكسيك الأميركي، بعد إجلاء العمال من منصات بحرية.

انقطاع الكهرباء

بعد تسبّبه في إسقاط خطوط نقل الكهرباء وتضرر مرافق الشبكة بسبب إعصار هيلين، قررت شركات المرافق إغلاق أو خفض مستوى الإنتاج أمس الجمعة الموافق (27 سبتمبر/أيلول 2024).

وقررت شركة “ساوثرن كومباني” (Southern Co) خروج إحدى وحدتين لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية عن الخدمة في ولاية جورجيا.

كما خفّضت “ساوثرن” حجم إنتاج الكهرباء من محطة “إدوين إيربي هاتش” النووية التابعة لها (Edwin I. Hatch)، وهي أولى محطات توليد الكهرباء من الطاقة النووية في جورجيا.

محطة إدوين إيربي هاتش النووية- الصورة من موقع شركة “ساوثرن”

وأرجعت شركة ساوثرن وقف الإنتاج من المحطة النووية إلى الأضرار التي خلّفها إعصار هيلين لشبكة الكهرباء بالمنطقة، لكن المحطة نفسها لم تلحق بها أضرار كبرى، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وقال المتحدث باسم شركة جورجيا باور (Georgia Power) (المملوكة لشركة ساوثرن) جون كرافت، إن إعصار هيلين ألحق أضرارًا كبرى بمنظومة الكهرباء، ولذلك تقرر تعديل مستوى التشغيل في المحطة النووية للحفاظ على استقرار إمدادات الشبكة.

وبحسب كرافت، خرجت الوحدة الأولى من المحطة النووية من الخدمة، في حين تعمل الوحدة الثانية عند مستوى إنتاج منخفض.

ولم تحدد الشركة موعدًا محددًا بعد لاستئناف إنتاج الكهرباء بالكامل من الوحدات كافّة، لكن المتحدث باسمها “كرافت” أكد القدرة على تلبية احتياجات العملاء.

فيضانات تاريخية

بدورها، أوقفت شركة دوك إنرجي (Duke Energy) إنتاج الكهرباء من وحدتين لتوليد الكهرباء بالفحم في مجمع “كريستال ريفر إنرجي” بولاية فلوريدا قبل وصول إعصار هيلين.

مجمع كريستال ريفر إنرجي
مجمع كريستال ريفر إنرجي- الصورة من موقع شركة دوك إنرجي

وقالت المتحدثة باسم الشركة التي تزوّد سكان ولايتي نورث وساوث كارولينا بالكهرباء جينيفر غاربر، إن وقف إنتاج الوحدتين سيحول دون تدمير المعدات، وسيضمن تشغيلهما بعد العاصفة.

وتحسبًا لوصول “هيلين”، حذرت شركة دوك إنرجي من “فيضانات تاريخية”، ومن أن يضرب الإعصار العديد من المناطق بعد وصوله، بعد ارتفاع منسوب مياه الأمطار بحوض نهر كاتاوبا.

وتراقب شركة دوك إنرجي منسوب المياه في 11 بحيرة و12 محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية في النهر، وتدير مستويات المياه عبر نقلها من الوحدات المختلفة.

وأعلنت الشركة، أمس الجمعة (28 سبتمبر/أيلول)، أنها استأنفت تزويد الكهرباء لأكثر من 380 ألفًا، ويعمل قرابة 11 ألف عامل لتقييم الأضرار والإصلاح الناجمة لاستئناف الإنتاج الكامل سريعًا.

لكن نحو 1.34 مليون منزل في نورث وساوث كارولينا ما زالوا دون كهرباء، و”يجب أن يستعدوا لانقطاع محتمل للتيار قد يستمر أكثر من يوم”، وفق بيان صحفي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ومن بين 4.5 مليون منزل أميركي انقطعت عنها الكهرباء، كانت دوك إنرجي صاحبة أكبر عدد من المتضررين من انقطاع الكهرباء؛ إذ ساد الظلام في بيوت أكثر من 605 آلاف من عملائها بولاية نورث كارولينا.

أسعار الغاز الطبيعي

اقتربت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة من تسجيل أعلى مستوى لها في 3 أشهر أمس الجمعة (الموافق 27 سبتمبر/أيلول)، بسبب إعصار هيلين الذي أثر في إنتاج خليج المكسيك.

واستقر السعر لشهر أمامي، تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2024، عند 2.573 دولارًا للمليون وحدة حرارية بريطانية، بزيادة 7% عن عقد أكتوبر/تشرين الأول.

ورصدت مجموعة بورصات لندن “إل إس إي جي” (LSEG) انخفاض إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات الـ48 الدنيا في أميركا إلى 101.9 مليار قدم مكعبة يوميًا في سبتمبر/أيلول، من 103.2 في أغسطس/آب، و105.5 مليار قدم مكعبة في ديسمبر/كانون الأول 2023.

كما تتوقع أن ينخفض متوسط الطلب على الغاز وصادراته بالولايات الـ48 إلى 98.4 مليار قدم مكعبة في الأسبوع الجديد، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لآثار الإعصار المدمر.

وأيضًا، انخفض تدفق الغاز إلى محطات تصدير الغاز المسال الأميركي إلى متوسط 12.8 مليار قدم مكعبة في سبتمبر/أيلول من 12.9 في أغسطس/آب، و14.7 في ديسمبر/كانون الأول 2023.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.