أجبر إعصار هيلين شركات متعددة في قطاع النفط الأميركي على اتخاذ تدابير سريعة لمواجهة الاضطرابات المحتملة في البنية التحتية للطاقة في منطقة خليج المكسيك.

ومن المتوقع أن يضرب الإعصار -من الفئة 3- الجزء الشرقي من منطقة بانهادل في فلوريدا الأميركية، في وقت متأخر من يوم الخميس 26 سبتمبر/أيلول 2024 بالتوقيت المحلي، مع رياح مستمرة تبلغ سرعتها 115 ميلًا في الساعة.

وبحسب بيانات حديثة -اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)-، فإن الإجراءات المتخذة لمواجهة إعصار هيلين تسببت في إيقاف 29% من إنتاج النفط في خليج المكسيك الأميركي، بالإضافة إلى 17% من إنتاج الغاز الطبيعي.

ويعدّ “هيلين” أقوى إعصار يضرب الولايات المتحدة خلال موسم الأعاصير الحالي، حيث كانت العواصف الـ3 الأخرى، بيريل وديبي وفرانسين، التي وصلت الأراضي الأميركية، تُمثّل أعاصير من الفئة 1 أو 2.

تعطيل البنية التحتية للطاقة

يتخذ إعصار هيلين مسارًا متوقعًا نحو منطقة “بيج بيند” في ساحل فلوريدا، بعيدًا عن أكثر المناطق التي تُستخرج منها غالبية إنتاج النفط والغاز الطبيعي، بالقرب من تكساس ولويزيانا وميسيسيبي.

ووفقًا لتقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية اليوم الخميس 26 سبتمبر/أيلول 2024، فإن عددًا من شركات النفط، مثل بي بي وشل وإكوينور وشيفرون، أجْلى موظفيه في منصات النفط البحرية، وأوقفَ جزءًا من الإنتاج في خليج المكسيك.

منصة نفطية بحرية في أميركا – الصورة من سي إن إن

وتشير التقديرات إلى أن 511 ألف برميل يوميًا من إنتاج النفط و313 مليون قدم مكعبة يوميًا من إنتاج الغاز الطبيعي قد أُوقفت يوم الأربعاء 25 سبتمبر/أيلول 2024؛ بسبب الإجراءات المتخذة لمواجهة إعصار هيلين.

وأوضح التقرير -أيضًا- أن عملية إجلاء الموظفين جاءت من 17 منصة إنتاج، ما يمثّل 5% من إجمالي 371 منصة في خليج المكسيك، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

إغلاق حركة التجارة في المواني

بسبب إعصار هيلين، أُغلِق العديد من المواني على طول ساحل خليج المكسيك، حيث توقفت حركة السفن الواردة والصادرة في ميناء “تامبا باي”، وهو مركز حيوي لحركة المنتجات المرتبطة بالنفط والغاز الطبيعي.

ومع مرور أكثر من 17 مليون طن من هذه المنتجات عادةً عبر الميناء سنويًا، ما تزال مدة الإغلاق والتأثيرات المحتملة لهذا الإعصار في حركة التجارة غير مؤكدة.

وتُشكّل الرياح العاتية والفيضانات والعواصف المرتبطة بإعصار هيلين تهديدًا كبيرًا للبنية التحتية للطاقة، بما في ذلك محطات الكهرباء وخطوط النقل والتوزيع، ونتيجة لذلك، تستعد المرافق العامة في فلوريدا لانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.

تأثير موسم الأعاصير

تشكّل منطقة خليج المكسيك البحرية أهمية كبيرة بقطاع الطاقة في الولايات المتحدة، حيث تمثّل 15% من إجمالي إنتاج النفط الأميركي و5% من إنتاج الغاز الأميركي.

وعلاوة على إعصار هيلين، كان لموسم الأعاصير هذا العام تأثير عميق في المنطقة، فقد أدى إعصار فرانسين، الذي ضرب المنطقة في وقت سابق من سبتمبر/أيلول الجاري، إلى إغلاق 42% من إنتاج النفط الخام، و53% من إنتاج الغاز الطبيعي، في خليج المكسيك.

صورة جوية لإعصار فرانسين أثناء التشكل قبالة السواحل الأميركية- الصورة من شبكة إن بي سي
صورة جوية لإعصار فرانسين قبالة السواحل الأميركية – الصورة من شبكة إن بي سي

كما اضطر مشغّلو 169 منصة إنتاج بحرية إلى إجلاء موظفيهم؛ ما أدى إلى اضطرابات كبيرة في قطاع صناعة النفط والغاز.

واتخذت شركة شل، أحد المشغّلين الرؤساء في المنطقة، تدابير للتخفيف من آثار الإعصار، إذ أوقفت الإنتاج في منصة ستونز التابعة لها، وقّصت الإنتاج في منشأة أبوماتوكس، وعلّقت بعض عمليات الحفر.

وبالإضافة إلى عمليات الإغلاق، اضطر العديد من المواني على ساحل الخليج الأميركي إلى الإغلاق أو فرض قيود على عمليات الشحن بسبب إعصار فرانسين.

وقد أدى ذلك إلى تعطيل كبير لصادرات النفط الخام الأميركية، حيث تأثرت 95% من الصادرات، ما يمثّل نحو 4 ملايين برميل يوميًا.

على النقيض من ذلك، كان لإعصار بيريل الذي ضرب المنطقة في يوليو/تموز الماضي تأثير أقل حدّة بكثير، لم يتجاوز 10% على إنتاج النفط والغاز في خليج المكسيك الأميركي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.