أُغلق أكبر منجم فحم في كوريا الجنوبية بعد 88 عامًا أسهم خلالها بدور فعال في توفير إمدادات الوقود إلى محطات الكهرباء وعدد من الصناعات المختلفة.
يأتي إغلاق منجم جانغسونغ للفحم رسميًا، اليوم الجمعة 6 سبتمبر/أيلول (2024)، في إطار خطط سول للتخلص التدريجي من الفحم في إطار تعهداتها العالمية لخفض الانبعاثات.
وتراجع إنتاج أكبر منجم فحم في كوريا الجنوبية خلال السنوات الأخيرة، ما دفع السلطات إلى كتابة فصل النهاية، مع تحوّل البلاد نحو مصادر طاقة أكثر صداقة للبيئة.
بدأت عمليات إنتاج الفحم من منجم الفحم الصلب الواقع في تايبايك، على بُعد نحو 180 كيلومترًا شرق سول، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) عام 1936 في أثناء الحكم الاستعماري الياباني لشبه الجزيرة الكورية، وأنتج 94 مليون طن من الفحم.
منجم جانغسونغ للفحم
تقرر إغلاق منجم جانغسونغ للفحم، الأكبر في كوريا الجنوبية، الذي تديره شركة كوريا للفحم والتعدين الحكومية، العام الماضي.
وفي عام 2012، أنتج المنجم 566 ألف طن من الفحم، لكن إنتاجه السنوي انخفض إلى 67 ألف طن في 2023.
ومع إغلاق أكبر منجم فحم في كوريا الجنوبية، سيكون نظيره “دوغيه” الواقع في سامتشوك، على بُعد نحو 195 كيلومترًا شرق سول، المنجم الوحيد الذي يستمر فيه العمل تحت مظلة شركة كوريا للفحم، ولكن من المقرر أيضًا إغلاقه العام المقبل.
وقال وزير الصناعة آن دوك غيون: “تخطط الحكومة لتقديم الدعم حتى تستمر المناطق التي بها مناجم فحم مغلقة، بما في ذلك تايبايك، في تأدية دور رئيس حتى في عصر الطاقة الخالية من الكربون”.
وتسعى مدينة تايبايك إلى إنشاء مرافق لإنتاج الميثانول في موقع أكبر منجم فحم في كوريا الجنوبية بحلول عام 2029.
انبعاثات الفحم في كوريا الجنوبية
من شأن إغلاق أكبر منجم فحم في كوريا الجنوبية خفض انبعاثات الكربون في البلاد، ويجسد التزام سول بتعهداتها المناخية بالتخلص التدريجي من الفحم.
وأظهر تقرير تحليلي -حصلت منصة الطاقة على نسخة منه- ارتفاع نصيب الفرد من انبعاثات الكربون الناتجة عن توليد الكهرباء بالفحم في مجموعة الـ20 ومن بينها كوريا الجنوبية بنسبة 7% منذ عام 2015 وحتى 2022.
وأشار تقرير لمركز إمبر “Ember”، المتخصص في أبحاث الطاقة النظيفة، إلى أن مجموعة الـ20 مسؤولة عن 80% من انبعاثات قطاع الطاقة عالميًا، وتصدرت أستراليا وكوريا الجنوبية قائمة الأكبر من حيث نصيب الفرد من انبعاثات الفحم، متجاوزتين الصين والهند الأضخم سكانًا والمتهمتين دائمًا بأنهما أكبر دولتين ملوثتين للمناخ نتيجة استهلاكهما الضخم للفحم في توليد الكهرباء.
وحلّ نصيب الفرد من انبعاثات الفحم في كوريا الجنوبية بالمركز الثاني في مجموعة الـ20 بعد أستراليا مع تسجيله 3.27 طنًا، بانخفاض 10% عن مستواه في عام 2015.
الإنفوغرافيك التالي من إعداد منصة الطاقة المتخصصة يستعرض نصيب الفرد من انبعاثات الفحم في مجموعة الـ20:
وارتفع نصيب الفرد من انبعاثات الفحم في مجموعة الـ20 من 1.5 طنًا متريًا من الكربون في عام 2015 إلى 1.6 طنًا في عام 2022، بفارق كبير عن المتوسط العالمي البالغ 1.06 طنًا، في حين بلغ نصيب الفرد في الاتحاد الأوروبي 0.82 طنًا عام 2022.
الكهرباء في كوريا الجنوبية
يدعم إغلاق أكبر منجم فحم في كوريا الجنوبية الخطط الحكومية الرامية إلى زيادة قدرات الكهرباء النظيفة خلال الأعوام المقبلة.
وتتضمّن خطة كوريا الجنوبية خلال السنوات الـ15 المقبلة زيادة توليد الكهرباء النظيفة، لتمثّل 70% بحلول عام 2038، من إجمالي قدرات توليد الكهرباء بها.
وكان معدل الكهرباء النظيفة في كوريا الجنوبية -من مصادر الطاقة المتجددة والنووية- قد بلغ نسبة أقل من 40% خلال العام الماضي (2023).
وتستهدف خطة مزيج الطاقة الجديدة لكوريا الجنوبية زيادة قدرات توليد الكهرباء إلى 157.8 غيغاواط في عام 2038 من 134.5 غيغاواط في أواخر عام 2022 من خلال التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة والنووية.
وتضمّنت خطة الكهرباء النظيفة في كوريا الجنوبية إحلال محطات تعمل بوقود خالٍ من الكربون بما في ذلك تقنيات تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ، وتوليد الكهرباء من خلال الهيدروجين، محل 12 محطة كهرباء عاملة بالفحم، وهي المحطات التي سيصبح عمرها 30 عامًا بحلول عامي 2037 و2038.
وفي الوقت نفسه، ستمضي كوريا الجنوبية في خطتها لاستبدال محطات الغاز المسال بمحطات توليد الكهرباء القديمة العاملة بالفحم.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..