يترقب إنتاج الفحم في الهند زيادة كبيرة، وسط مساعٍ حثيثة لتقليل الاعتماد على الواردات الباهظة وتعزيز قدرات الإنتاج المحلية، وذلك رغم مساعي الدولة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070.
ورغم أن الهند أعلنت مستهدفات تقليل استهلاك الفحم من أجل خفض الانبعاثات، فإن قطاعَي الكهرباء والصناعة ما زالا يعتمدان بقوة على الفحم بدعم من النمو الاقتصادي الذي فاق التوقعات.
وتعتزم الحكومة إنشاء 8 محطات لغسل فحم الكوك المكون الأساس لإنتاج الحديد والصلب.
وحسب تعريفه من جانب منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن هذا النوع من الفحم رديء، يحتوي على الكثير من الشوائب، وكمية الحرارة فيه منخفضة، لذلك تتضمن عملية غسل الفحم إزالة الملوثات، ما يجلب منافع بيئية وصحية هائلة، كما تُحسِّن القيمة الحرارية وتُزيل كميات صغيرة من مواد مثل الكبريت وملوثات الهواء الخطرة.
وفي العام المقبل، سيرتفع إنتاج الفحم في الهند بمعدل نمو سنوي مركب قدره 11% إلى نحو 1.1 مليار طن، وذلك مقارنة بالعامين السابقين.
إنتاج الفحم في الهند
تمتلك الهند (صاحبة أكبر تعداد سكان عالميًا) خامس أكبر احتياطيات للفحم في العالم، وتعدّ ثاني أكبر مستهلك له.
ويُحتّم عدم توافر فحم الكوك والفحم الحراري عالي الجودة على الهند الاستيراد من الخارج لتلبية احتياجات صناعات، من بينها الصلب.
وفي المقابل، ثمة وفرة في الفحم الحراري متوسط ومنخفض الجودة، ما يدعم إنتاج الفحم محليًا لتلبية الطلب المحلي لقطاعات أخرى.
وخلال ورشة عمل حول الفحم وصناعة المعادن في الهند، قال سكرتير وزارة الفحم م. ناغاراجو، إن الحكومة وضعت خطة قوية لنمو قطاع الفحم، مع التركيز على خفض الواردات وتعزيز القدرات المحلية.
وأضاف أن بلاده تستهدف زيادة إنتاج فحم الكوك إلى 140 مليون طن بحلول منتصف العقد الحالي (2030)، بموجب مهمة فحم الكوك التي تنصّ على إنشاء 8 محطات لغسل الفحم لتلبية الطلب المتزايد من صناعة الصلب.
وبحلول العام المالي 2030-2029، قال ناغاراجو: “يجب أن تكون لدينا القدرة على إنتاج أكبر قدر من الفحم الذي تحتاج إليه البلاد، بالإضافة إلى أن نكون في وضع يسمح بتصدير الفحم إلى دول أخرى”، وفق تقرير نشرته صحيفة (ذا إيكونوميك تايمز) (The economic times).
* العام المالي في الهند يبدأ في الأول من أبريل/نيسان، وينتهي في 31 مارس/آذار من العام الذي يليه.
وتعكف وزارة الفحم الهندية على وضع اللمسات النهائية لسياسة جديدة، من شأنها أن تسهّل غسل فحم الكوك، ما سيساعد في تزويد صناعة الصلب بفحم الكوك لمزجه بالفحم المستورد بهدف زيادة جودة المنتج المحلي وتقليل الاعتماد على الأجنبي.
وعلاوة على ذلك، تدعم الحكومة عمليات تغويز الفحم بمخصصات قدرها 8 آلاف و500 كرور روبية لدعم إقامة محطات مملوكة للقطاعين العام والخاص.
وتستهدف عملية تغويز الفحم تحويل الكربون في الفحم إلى مركّبات غازيّة قابلة للاشتعال، وكان يُعتمد على غاز الفحم في الإنارة، لكن تطوير التقنية سمح باستغلال غاز التصنيع المهم في الصناعات الكيميائية.
(الروبية الهندية= 0.012 دولارًا أميركيًا).
* الكرور وحدة في نظام الترقيم الهندي تساوي 10 ملايين روبية
واردات الهند من الفحم
سجلت حصة واردات الهند من الفحم انخفاضًا حادًا على مدار السنوات الـ10 الماضية، بدعم من نمو الإنتاج المحلي، حسب بيان صحفي نشره موقع الحكومة وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبلغ معدل النمو السنوي المركب لإنتاج الفحم بين عامي 2005-2004 و2014-2013 نحو 4.44%، وبين 2015-2014 و2024-2023 نحو 5.63%.
وانخفض معدل النمو السنوي المركب لواردات الهند من الفحم من عامي 2014-2013 عند 21.48%، إلى 2.49% بين عامي 2015-2014 و2024-2023.
وتقول وزارة الفحم، إن الجهود الملموسة لزيادة إنتاج الفحم في الهند على مدار العقد الماضي حققت نتائج إيجابية.
وفي السياق نفسه، ارتفعت واردات الهند من الفحم الأميركي خلال الأشهر الـ3 المنتهية في مايو/أيار (2024) بنسبة 14.4% على أساس سنوي إلى 6.68 مليون طن، وفق تقديرات شركة استشارات الفحم “بيغمينت” (Bigmint).
وفي المقابل، انخفضت واردات الهند من الفحم الروسي لأسباب عزاها تجّار إلى تراجع تنافسية الشحنات القادمة من موسكو، وفق تقرير لوكالة رويترز.
وانخفض إجمالي واردات الفحم الروسي بنسبة 22.4% على أساس سنوي إلى 6.76 مليون طن متري.
والهند هي ثاني أكبر سوق للفحم الروسي بعد الصين، وجاء التراجع بفعل العقوبات الغربية على روسيا بسبب الحرب على أوكرانيا.
كما قال تجّار، إن الفحم الحراري الروسي أصبح أقل جاذبية دون الخصومات في وقت تشهد فيه الأسعار العالمية تراجعًا.
وارتفعت صادرات الفحم الحراري الأميركي إلى الهند خلال المدة المذكورة بنسبة 21.3% على أساس سنوي إلى 4.57 مليون طن، لتشكّل 9.2% من إجمالي الواردات، لكن حصة واردات فحم الكوك انخفضت إلى 13.5% من 16%.
في المقابل، كان واردات الهند من فحم الكوك الروسي على موعد مع زيادة نسبتها 44%، لترتفع حصة موسكو من 10.9% إلى 13.9%، لكن واردات الفحم الحراري الروسي انخفضت إلى 3.2% من 8.8%.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..