تدرس مجموعة “آيرا” السويدية (Aira) بناء أول مصنع لها لإنتاج المضخات الحرارية في بولندا، خلال وقت من المتوقع زيادة متواصلة في الطلب على وحداتها بأوروبا خلال السنوات المقبلة.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة مارتين ليورث، في حوار طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، إن التكلفة الاستثمارية للمصنع تبلغ 300 مليون يورو (320.9 مليون دولار أميركي).

وتعمل المضخات الحرارية بالكهرباء، بهدف تدفئة الهواء في الشتاء، وتبريده في الصيف، لكنها تتسم بارتفاع التكلفة، رغم أنها وسيلة نظيفة للتكيف مع الحرارة والبرودة.

ووفق تقديرات المفوضية الأوروبية، ستشهد دول التكتل تركيب ما يزيد على 80 مليون مضخة حرارية بحلول نهاية العقد المقبل (2040).

لذلك يرى الرئيس التنفيذي لـ”آيرا”، التي أسستها شركة “فارغاز هولدينغ” Vargas Holding، التي تمتلك -أيضًا- مصنع “نورثفولت” Northvolt للبطاريات، أن النظرة المستقبلية للطلب على المضخات الحرارية “إيجابية جدًا”، خاصة في ظل مواصلة أسعار الغاز استقرارها عند مستوياتها التاريخية.

القدرة الإنتاجية

قال الرئيس التنفيذي لشركة “آيرا” السويدية مارتين ليورث، التي تدرس بناء أول مصنع لإنتاج المضخات الحرارية في بولندا، إنه من المتوقع أن تبلغ قدرة المصنع 500 ألف وحدة سنويًا، حسبما ذكرت وكالة رويترز، أمس الأحد 24 يونيو/حزيران 2024.

وعقب غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، الذي قاد أسعار الطاقة إلى مستويات قياسية، ودفع إلى أزمة طاقة حادة في بروكسل على وجه الخصوص، كونها تعتمد بكثافة على موسكو في واردات الغاز والنفط، قرر الاتحاد توظيف نحو 300 مليون مضخة حرارية بحلول نهاية العقد الجاري في (2030)، لتقليل الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري.

مضخة حرارية – الصورة من مور آند راسل هيتينغ

وكانت مبيعات المضخات الحرارية في أوروبا، قد حققت مستوى تاريخيًا خلال العام الجاري (2024)، وسجلت 2.27 مليون وحدة، لكنها هبطت في 2023 بنسبة 5%، وفق بيانات رابطة مضخات الحرارة الأوروبية.

وجاءت تلك المبيعات العام الجاري، بالتزامن مع إلغاء تدريجي لحظر ألمانيا لغلايات الوقود الأحفوري في الخريف الماضي، بعد أن شهدت الدولة صاحبة أكبر اقتصاد في القارة انقسامًا حول تكلفة تحول الطاقة والوقت الذي يستغرقه.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، قررت المفوضية الأوروبية تأجيل إعلان إجراءات تنفيذ خطة المضخات الحرارية إلى ما بعد انتخابات البرلمان، التي جرت في الثلث الأول من شهر يونيو/حزيران الجاري.

وتوقع ليورث أن تراجع مبيعات المضخات الحرارية العام الماضي في أوروبا، ما هو إلا تباطؤ مؤقت، في وقت يشهد تركيب الوحدات زيادة هائلة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

دعم المضخات الحرارية في بولندا

قال الرئيس التنفيذي لشركة “آيرا” السويدية مارتين ليورث، إن الأسواق الرئيسة توجّه دعمًا قويًا لتركيب المضخات الحرارية في بولندا خاصة، وأوروبا بشكل عام.

وعلى سبيل المثال، زاد الدعم المقدم لتركيب المضخات الحرارية في المملكة المتحدة من 5 آلاف جنيه إسترليني (6 آلاف و319 دولارًا أميركيًا) إلى 7 آلاف و500 جنيه إسترليني (9 آلاف و750 دولارًا أميركيًا).

(الجنيه الإسترليني = 1.3 دولارًا أميركيًا)

كما رفعت ألمانيا الدعم على تركيب المضخات الحرارية بنسبة 70%، إذ قال بورث: “أعتقد أن هذه إشارات قوية”، بحسب التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

طاقة شمسية متجددة
طاقة شمسية – الصورة من إنستيتيوت أوف إنفيرومنت

وكان تقرير أجراه مركز البحوث المشتركة (Joint Research Centre) التابع للاتحاد الأوروبي، الشهر الماضي (مايو/أيار)، قد أكد أن الدعم الحكومي الممنوح لتلك التركيبات يصنع فرقًا.

وأشار التقرير إلى أن أسعار الكهرباء المناسبة لعمل المضخات الحرارية تتوافر بصورة رئيسة في 3 دول هي: السويد وبلغاريا والبرتغال؛ حيث تزيد أسعار الكهرباء بنسبة 50% على الغاز، وهي النسبة التي تلائم المضخات الحرارية التي تعمل بكفاءة تزيد 3 مرات على غلايات الغاز الطبيعي.

وتحصل تركيبات المضخات الحرارية في السويد على دعم يصل إلى 1890 يورو، وهي وسيلة ناجعة في خفض انبعاثات الكربون بالبلاد، بسبب الاعتماد الكلي تقريبا على الكهرباء المتجددة، إذ تقل الانبعاثات الصادرة عنها بنسبة 99% عن نظيرتها العاملة بالوقود الأحفوري.

ونتيجة لذلك تقل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المنطلقة عن كل مضخة حرارية جديدة في السويد بنسبة 99% عن نظيرتها العاملة بالوقود الأحفوري.

ولدى السويد ما يزيد على مليوني مضخة حرارية مركبة؛ ما يعني وجود مضخة لكل 5 مواطنين، في حين يمتلك كل 50 مواطنًا ألمانيًا مضخة واحدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.