شهد إنتاج الميثان الحيوي العالمي نموًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، بقيادة أوروبا وأميركا الشمالية، مع وجود سياسات حكومية داعمة لهذا الوقود النظيف، ليحلّ محلّ الوقود الأحفوري.
وبحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، فإن إنتاج العالم من الميثان الحيوي قد ارتفع بنحو 15% تقريبًا، ليصل إلى 8 مليارات متر مكعب في 2023.
وجاء هذا النمو بعد أن تضاعف إنتاج الميثان الحيوي عالميًا بين عامي 2018 و 2022، ليصل إلى 7 مليارات متر مكعب، مع استحواذ أوروبا وأميركا الشمالية على أكثر من 90% من الزيادة.
ومن المتوقع أن يتضاعف إنتاج الميثان الحيوي العالمي بين عامي 2023 و2027، مدعومًا في المقام الأول بالمشروعات المنفَّذة في أميركا الشمالية وأوروبا والبرازيل.
دعم سياسي يعزز نمو الإنتاج
مع استمرار الدعم السياسي، يستعد إنتاج الميثان الحيوي العالمي لمزيد من التوسع على المدى المتوسط، بحسب التقرير الفصلي الصادر عن وكالة الطاقة الدولية يوليو/تموز 2024.
ومن المتوقع أن يشهد الإنتاج العالمي من الميثان الحيوي ارتفاعًا إلى إجمالي يتراوح بين 15 و16 مليار متر مكعب بحلول 2027، ما يمثّل تعديلًا تصاعديًا عن التوقعات السابقة لوكالة الطاقة الدولية.
ويعكس هذا الارتفاع في إنتاج الميثان الحيوي الدعم السياسي المتزايد لهذا الوقود النظيف في الأسواق الرئيسة؛ ما يدفع إلى اعتماده بصفته مصدر طاقة، ويسهم في مستقبل أكثر استدامة.
ويُنتَج الميثان الحيوي أو الغاز الطبيعي المتجدد (Renewable Natural Gas) من المواد الحيوية، بما في ذلك نفايات الماشية وبقايا المحاصيل ومخلّفات الطعام وعدد من النفايات العضوية الأخرى، ثم يخضع لعملية معالجة لإزالة الغازات الأخرى المختلطة بالميثان.
أميركا تعزز مكانتها
عززت الولايات المتحدة مكانتها بصفتها أكبر منتج للغاز الطبيعي المتجدد (Renewable Natural Gas or RNG) أو الميثان الحيوي في العالم، منذ 2019، لتواصل زيادة إنتاجها من هذا الوقود النظيف.
وزاد إنتاج الميثان الحيوي في أميركا، بأكثر من الضعف منذ 2019، ليتجاوز 2.5 مليار متر مكعب في العام الماضي، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويشير بيانات وكالة الطاقة الدولية إلى أن زخم نمو إنتاج أميركا من الميثان الحيوي استمر في 2024، حيث زاد 20% خلال الأشهر الـ5 الأولى من 2024، على أساس سنوي.
وإقليميًا، هناك أكثر من 330 مصنعًا للميثان الحيوي قيد التشغيل، و165 مصنعًا قيد الإنشاء، و320 مصنعًا بمراحل التطوير المختلفة، في أميركا الشمالية.
وتعدّ النفايات الصلبة المنزلية هي المادة الأولية المهيمنة، إذ تمثّل 72% من إنتاج الميثان الحيوي، تليها النفايات الزراعية والغذائية (24%)، ومياه الصرف الصحي (5%).
قطاع النقل يقود النمو في أميركا
يعدّ قطاع النقل في الولايات المتحدة المحرك الرئيس لنمو إنتاج الميثان الحيوي، إذ زاد استعماله 92% بين عامي 2019 و2023.
وفي العام الماضي، لبّى الميثان الحيوي ما يقرب من 80% من الطلب على الوقود المستعمل في مركبات الغاز الطبيعي، كما يستحوذ قطاع النقل على 90% تقريبًا من إجمالي استهلاك الميثان الحيوي في أميركا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتستعد الولايات المتحدة للاستفادة من معايير الميثان الحيوي الأكثر صرامة، التي وضعتها وكالة حماية البيئة الأميركية، من 2023 إلى 2025 جزءًا من برنامج معيار الوقود المتجدد، وتزيد القواعد المحدّثة من أهداف كميات الميثان الحيوي بنسبة 25% في 2023، و29% في 2024، و33% في 2025.
فضلًا عن ذلك، من المتوقع أن يؤدي قانون خفض التضخم الأميركي إلى توسّع كبير في إنتاج الميثان الحيوي، مع زيادة متوقعة بنسبة 90% بين عامي 2023 و2027، ليصل إلى أكثر من 5 مليارات متر مكعب.
توسُّع إنتاج الميثان الحيوي أوروبيًا
شهد إنتاج الميثان الحيوي في أوروبا نموًا كبيرًا، حيث زاد بنحو 7 أضعاف من 2012 إلى 2022، ليصل إلى ما يقرب من 4 مليارات متر مكعب.
وتشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن إنتاج الميثان الحيوي في أوروبا زاد بنحو 10% إلى 4.5 مليار متر مكعب في عام 2023، بحسب ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وتتمتع غالبية مصانع الميثان الحيوي، 80% منها، بالقدرة على حقن هذا الوقود في شبكة الغاز الطبيعي، كما أن 60% منها متصلة بشبكة توزيع الغاز.
وخلال 7 سنوات، تحوّل إمداد المواد الخام الأولية، بشكل متزايد، نحو المخلّفات الزراعية، لتمثّل 40% من المزيج في 2022، ارتفاعًا من 20% في 2015، وبالمقابل، انخفضت حصة محاصيل الطاقة (المحاصيل المزروعة خصيصًا لإنتاج الطاقة، مثل الذرة أو قصب السكر) من 50% إلى 28% خلال المدة نفسها.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..