ما يزال إنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم العربي يواجه عددًا من التحديات، في مقدّمتها عدم توافر البنية التحتية الملائمة للنقل والتخزين وارتفاع التكلفة الاقتصادية، بجانب الحاجة إلى التقنيات المتطورة.
جاء ذلك في ورقة عمل لخبيرة الطاقة ومستشارة المشروعات البيئية بشركة المستقبل للاستشارات الهندسية السعودية الدكتورة تماضر صالح، قدّمتها خلال ندوة عبر خاصية التواصل المرئي، حضرتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- بعنوان “تحديات وفرص إنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم العربي: نحو التحول الطاقي المستدام”.
وعُقدت هذه الندوة في إطار فعاليات المبادرة العربية للتعريف بالهيدروجين الأخضر والمشروعات الخضراء 2024، وأدارها عضو فريق تنظيم المبادرة المهندس أحمد حمدي.
وتسلّط هذه المبادرة الضوء على أحدث التطورات في مجال الهيدروجين الأخضر في مصر والمنطقة العربية، وتحاول استشراف المستقبل من خلال تنظيم عدد من الندوات والمشروعات التي تدعم تحول الطاقة.
تنويع مصادر الطاقة
قالت خبيرة الطاقة السعودية، إن العالم يشهد -حاليًا- تحولًا إستراتيجيًا كبيرًا نحو تنويع مصادر الطاقة وتعزيز الاستدامة البيئية؛ ما يجعل الهيدروجين الأخضر يبرز بمثابة مصدر واعد للطاقة.
وأضافت أن الهيدروجين الأخضر سيكون اللاعب الرئيس في أسواق الطاقة خلال العقدين المقبلين، متوقعة أن تصل الاستثمارات في هذا القطاع إلى أكثر من 400 مليار دولار بحلول عام 2050.
وتابعت أن الهيدروجين يكتسب أهميته من دوره في مكافحة تغير المناخ بفضل قدرته على تخزين الطاقة بكفاءة عالية، وتقديم حلول مستدامة لقطاعات مثل النقل الثقيل والصناعة.
واستطردت قائلة، إن الهيدروجين الأخضر يكتسب اهتمامًا عالميًا متزايدًا، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتوافر موارد طبيعية ضخمة تؤهلها لأن تكون مركزًا رئيسًا في إنتاجه وتصديره.
تحديات الإنتاج
أوضحت الدكتورة تماضر صالح أن إنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة العربية يواجه عددًا من التحديات، أبرزها البنية التحتية للمشروعات، مشيرة إلى ضرورة توافر مجموعة متكاملة من المرافق والتقنيات والأنظمة المُصممة خصوصًا لإنتاج الهيدروجين وتخزينه ونقله وتوزيعه.
ولفتت إلى أن هذه البنية التحتية ستشكّل العمود الفقري للاقتصاد القائم على الهيدروجين، إذ ستتيح التكامل السلس للهيدروجين ليؤدّي دوره في عملية تحول الطاقة.
وأشارت إلى أن المشروعات تواجه -كذلك- تحديات تقنية كبيرة تتعلق بكفاءة إنتاج الهيدروجين وتخزينه ونقله، موضحة أن هذه التحديات تتطلب استثمارات كبيرة في البحث والتطوير والحاجة إلى تقنيات إنتاج متقدمة.
كما سلّطت الضوء على أن تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر ما تزال مرتفعة مقارنًة بمصادر الطاقة التقليدية؛ ما يتطلب دعمًا ماليًا كبيرًا من الحكومات والشركات.
ودعت إلى ضرورة تقييم التأثيرات البيئية المحتملة لتقنيات الهيدروجين الأخضر المستعمَلة، وضمان الاستدامة في عمليات الإنتاج.
وأبرزت الحاجة إلى تطوير أطر تنظيمية داعمة للهيدروجين الأخضر، مؤكدةً دور السياسات الحكومية بتشجيع الاستثمار في هذا القطاع.
المنافسة العالمية
تواجه الدول العربية منافسة من دول مثل اليابان وأستراليا، وتحتاج إلى تعزيز قدراتها التنافسية في سوق الهيدروجين العالمية، من خلال تحسين الكفاءة وخفض التكاليف.
واقترحت الدكتورة تماضر صالح أن تكثّف الدول العربية استثماراتها في مجالات البحث والتدريب وتطوير الشراكات الإستراتيجية وتأهيل الكوادر الوطنية للإلمام بالتقنية، واكتساب الخبرة التشغيلية اللازمة.
وأوضحت أن المنطقة العربية لديها فرص كبيرة للريادة في مجال الهيدروجين الأخضر، من بينها وفرة الموارد الطبيعية من طاقتي الشمس والرياح، التي يمكن استعمالها في عمليات التحليل الكهربائي.
يُضاف إلى ذلك البنية التحتية المتقدمة في بعض الدول العربية، مثل دول الخليج التي تملك بنية تحتية قوية في مجال النفط والغاز، يمكن استعمالها في سلاسل توريد الهيدروجين.
وأكدت أن الهيدروجين يمكنه الإسهام في خطط الدول العربية لتنويع الاقتصاد، وأداء دور رئيس في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..