اقرأ في هذا المقال
- ملك بلجيكا دعم خطط ناميبيا لتصبح مركزًا للهيدروجين الأخضر.
- بنك الاستثمار الأوروبي تعهّد بتقديم قرض لتطوير الهيدروجين الأخضر في ناميبيا.
- مشروع كلينرجي سوليوشنز سيكون أول محطة تجارية للهيدروجين الأخضر في ناميبيا.
- ناميبيا معروفة بأنها موطن واحدة من أكثر صحاري العالم جفافًا.
يمثل إنتاج الهيدروجين الأخضر في ناميبيا بدعم من بنوك ودول وشركات أوروبية فرصة مهمة لتحقق أوروبا أهدافها في التحول الأخضر وإزالة الكربون من صناعاتها.
وأفاد تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) أن ملك بلجيكا، فيليب، زار صحراء ناميب في ناميبيا، خلال أوائل شهر مايو/أيار الماضي، لافتتاح مشروع “كلينرجي سوليوشنز” Cleanergy Solutions الهادف إلى المساعدة في إزالة الكربون من الصناعة الأوروبية.
ويتوقّع المحللون أن يمكّن هذا المشروع اقتصاد ناميبيا من الوصول إلى الطاقة النظيفة.
وكان الملك فيليب آخر الشخصيات الأوروبية البارزة التي دعمت خطط ناميبيا لتصبح مركزًا للهيدروجين الأخضر.
في المقابل، يرى منتقدو هذه التقنية أنها مجرد وهم تجاري، ويعتقد مؤيدوها من السياسيين والشركات أنها قد تكون الحل لشحن أنظف وصناعة ثقيلة.
وقال وزير الطاقة البلجيكي، تين فان دير سترايتن: “نحن ملتزمون للغاية برحلة الهيدروجين الأخضر”.
أهمية إنتاج الهيدروجين الأخضر في ناميبيا
تعتمد ناميبيا على سلسلة توريد جديدة بالكامل بدءًا من إنتاج الهيدروجين الذي يتم تحويله إلى أمونيا للنقل، إلى المنتجات “الخضراء” المرتبطة به، التي من شأنها أن تضعها في طليعة التقنية النظيفة النامية، وأخيرًا تسليط الضوء عليها، بحسب ما نشرته وكالة بلومبرغ (Bloomberg).
من جانبها، ترى أوروبا في هذه التقنية وسيلة لتعزيز تحولها الأخضر وتعزيز أمن الطاقة بعد أن فقدت الغاز الطبيعي من روسيا.
وتعهد بنك الاستثمار الأوروبي بتقديم قرض بقيمة 500 مليون يورو (544 مليون دولار) لتطوير الهيدروجين الأخضر في ناميبيا، مع مساهمة شركة إنفست إنترناشونال Invest International الهولندية في صندوق الهيدروجين الناميبي المخطط له بقيمة مليار دولار.
مشروع كلينرجي سوليوشنز
سيكون كلينرجي سوليوشنز، وهو مشروع مشترك بين شركة الشحن “كومباني ماريتايم بلجي” Compagnie Maritime Belge ومقرها أنتويرب، والشركة المحلية “أولثافير آند ليست غروب” Ohlthaver & List Group، أول محطة تجارية للهيدروجين الأخضر في ناميبيا.
وشُيِّدَ المشروع بتكلفة 30 مليون دولار بتمويل جزئي من قرض بقيمة 10 ملايين دولار من الحكومة الألمانية.
وتعتزم شركة “كومباني ماريتايم بلجي” جمع 3.5 مليار دولار لبناء محطة للأمونيا ترتبط بمنشأة تخزين وتصدير جديدة مخطط لها من جانب ميناء أنتويرب-بروج.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “كومباني ماريتايم بلجي” ألكسندر سافريس: “يطلب منا عملاؤنا تنظيف أعمالنا للتأكد من أننا لم نعد نصدر ثاني أكسيد الكربون، لذلك نحن بحاجة إلى إيجاد بديل للديزل”.
قبل 5 سنوات، تواصلت شركة “كومباني ماريتايم بلجي” مع المنتجين بشأن الهيدروجين الأخضر والأمونيا.
وطلبت الشركة، التي تدير 200 سفينة في جميع أنحاء العالم، 45 سفينة تعمل بوقود الأمونيا من الصين، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف سافريس أن ذلك يتطلب الاستثمار “في بلد يتمتع بوفرة من الطاقة المتجددة رخيصة التكلفة، وهو ناميبيا”.
ومن المتوقع أن يُحدث مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر في ناميبيا تحولًا في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 2.8 مليون نسمة وناتجها المحلي الإجمالي نحو 13 مليار دولار.
مزايا ناميبيا
تتميز ناميبيا بأنها موطن واحدة من أكثر صحاري العالم جفافًا “ناميب”، وهي من بين أقل البلدان كثافة سكانية على وجه الأرض، بحسب ما نشرته وكالة بلومبرغ (Bloomberg).
وتتيح توافر الأراضي بسهولة، إلى جانب الكثير من الشمس والرياح، مثل هذه الإمكانات حتى في مواجهة المنافسة من دول مثل تشيلي والمملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا جارة ناميبيا.
وتتمتع الدولة الواقعة في جنوب غرب أفريقيا بأفضل إمكانات الطاقة الشمسية في العالم، وفقًا لدراسة أجراها البنك الدولي، وتعود ملكية أراضيها الوفيرة إلى حد كبير إلى الحكومة، التي تدعم تطوير الصناعة.
وتحكم “منظمة شعب جنوب غرب أفريقيا” البلاد منذ حصولها على الاستقلال عن جنوب أفريقيا في عام 1990، ما أعطى المستثمرين الطمأنينة بالاستقرار السياسي.
وتتمثل الخطة في الاستفادة من الطاقة الشمسية من صحراء ناميب من خلال تركيب مجموعة واسعة من الألواح لتوجيه الطاقة إلى المحللات الكهربائية التي تقسم الماء إلى الجزيئات المكونة له، الهيدروجين والأكسجين، دون انبعاثات تسبب الاحتباس الحراري.
سيجري بعد ذلك تحويل المنتج إلى أمونيا خضراء، تُحمّل على متن ناقلات في المواني الجديدة التي تخطط لها الشركات التي تدير مواني روتردام وأنتويرب -الموانئ رقم 1 ورقم 2 في أوروبا على التوالي- ونقلها شمالًا إلى أوروبا.
من ناحية ثانية، تتمثل مقامرة الحكومة في أن تكاليف إنتاج الهيدروجين الأخضر في ناميبيا ستنخفض خلال الوقت نفسه الذي يفرض فيه الاتحاد الأوروبي قوانين أكثر صرامة على استخدام الوقود الأحفوري الذي تستعمله صناعات مثل مجموعة الشركات الكيميائية حول أنتويرب ومنطقة الرور في ألمانيا.
اقرأ أيضًا..