اقرأ في هذا المقال
- منطقة شمال غرب أوروبا تضم 10 دول، أبرزها ألمانيا وفرنسا وهولندا وبريطانيا
- مستقبل إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق في أوروبا مرهون بخطط بحر الشمال
- قدرات بحر الشمال من الطاقة المتجددة وتخزين الكربون تؤهله لأن يصبح مركز المنطقة
- المشروعات المرتبطة ببحر الشمال ستمثّل 40% من الإنتاج المحتمل للهيدروجين 2030
- أغلب المشروعات ما زالت في مراحل الدراسة، وقليل منها وصل إلى حدّ الالتزام
تستحوذ خطط إنتاج الهيدروجين في شمال غرب أوروبا على اهتمام الخبراء والمراقبين لمسار تحول الطاقة القاري بالنظر إلى حجمها الكبير والثقل النسبي الذي تتمتع به دول المنطقة على مستوى القارة.
ورجّح تقرير تحليلي حديث وصول إنتاج منطقة شمال غرب أوروبا من الهيدروجين منخفض الكربون ومشتقاته إلى 7 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2030، إذا أصبحت جميع المشروعات المخططة جاهزة للتشغيل التجاري بحلول هذا التاريخ.
وتوقّع التقرير -الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- أن يغطي إنتاج الهيدروجين في شمال غرب أوروبا قرابة 2% من إجمالي الطلب الأولي على الطاقة في المنطقة بحلول 2030.
وأشار التقرير إلى أن 4% من تقديرات إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون بحلول عام 2030 ستأتي من المشروعات التي وصلت إلى حدّ الالتزام، أي التي قيد التشغيل أو قيد الإنشاء أو وصلت إلى قرار الاستثمار النهائي.
ورغم تماشي خطط إنتاج الهيدروجين في شمال غرب أوروبا مع الاتجاه العالمي، فإنها ما زالت بحاجة إلى الزيادة بسرعة أكبر لتحقيق الأهداف العالمية المحددة في القطاع، بحسب التحليل الوارد في تقرير المراجعة العالمية للهيدروجين لعام 2023، الصادر عن وكالة الطاقة الدولية.
لماذا التركيز على بحر الشمال؟
تضم منطقة شمال غرب أوروبا 10 دول هي: فرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا والمملكة المتحدة والدنمارك والنرويج ولوكسمبورغ وسويسرا والنمسا، بينما يضم الاتحاد الأوروبي 27 دولة.
وحددت غالبية دول المنطقة أهدافًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر عبر التحليل الكهربائي للماء، وأسهم الغزو الروسي لأوكرانيا في دفع عدد من هذه الدول إلى مضاعفة الأهداف، بينما تدرس دول أخرى زيادتها.
وتخطط دول المنطقة لتطوير ما يتراوح بين 30 و40 غيغاواط من قدرة التحليل الكهربائي للهيدروجين بحلول عام 2030، بحسب تقرير مراقبة الهيدروجين في شمال غرب أوروبا الذي نشرته وكالة الطاقة الدولية الشهر الماضي (أبريل/نيسان 2024).
ويتمتع بحر الشمال بقدرات هائلة وغير مستغلة للطاقة المتجددة وإمكانات تخزين الكربون؛ ما قد يؤهله لأن يصبح مركزًا لإنتاج الهيدروجين في شمال غرب أوروبا، بنوعيه الأخضر والأزرق.
وتشير قاعدة بيانات مشروعات إنتاج الهيدروجين في شمال غرب أوروبا لدى وكالة الطاقة الدولية إلى أن المشروعات المرتبطة ببحر الشمال يمكنها أن تنتج ما يقرب من 3 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين منخفض الكربون (الأخضر والأزرق) بحلول عام 2030، ما يمثّل 40% من الإنتاج المحتمل للمنطقة.
توقعات إنتاج الهيدروجين بحلول 2030
تشير بيانات وكالة الطاقة الدولية، إلى أن مشروعات طاقة الرياح البحرية المعلنة في بحر الشمال يمكنها أن تشغل ما يقرب من 25 غيغاواط من قدرة التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين بحلول عام 2030.
وإذا تحققت جميع مشروعات الرياح والتحليل الكهربائي المعلنة في المنطقة، فمن المتوقع أن يسهم ذلك بإنتاج ما يقرب من 1.2 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول 2030، مع الأخذ في الحسبان الافتراضات المتعلقة بعوامل الكفاءة والاستعمال.
ورغم الأهداف الطموحة، ما تزال نسبة مشروعات الهيدروجين الأخضر التي وصلت إلى حدّ الالتزام أقل من 2%، بينما ما تزال 98% من هذه المشروعات في مراحل دراسة الجدوى، أو في المراحل الأولى من التخطيط، بحسب تقرير تحليلي منشور في موقع وكالة الطاقة الدولية -مؤخرًا-.
وبالإضافة إلى إسهامها في إنتاج الهيدروجين الأخضر، يمكن للمحللات الكهربائية أن تساعد بعمليات دمج مصادر الطاقة المتجددة البحرية في أنظمة الكهرباء الأوسع والحدّ من احتمالات تقليص التوليد منها.
ويلجأ مشغّلو الشبكات إلى مطالبة منتجي الطاقة المتجددة بتقليص التوليد في حالة “ازدحام أو اختناق الشبكة”، أي عدم قدرة خطوط الكهرباء على توصيل فائض الإمدادات، ما يعرّض المنتجين للخسائر، لكن وجود مشروعات قريبة لإنتاج الهيدروجين يمكنه أن يمتصّ الفائض ويحلّ المشكلة للطرفين.
على الجانب الآخر، يمكن لبحر الشمال أن يكون مركزًا لمشروعات إنتاج الهيدروجين في شمال غرب أوروبا القائمة على حرق الوقود الأحفوري باستعمال تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، الذي يُطلق عليه الهيدروجين الأزرق.
وتشير بيانات وكالة الطاقة الدولية إلى أن المشروعات المرتبطة ببحر الشمال يمكنها أن تسهم في إنتاج 1.7 مليون طن من الهيدروجين الأزرق سنويًا بحلول عام 2030.
ويمكن للمملكة المتحدة أن تسهم في 70% من إجمالي هذا الإنتاج المحتمل، لكن 90% أو أكثر من مشروعاتها المعلنة ما زالت في مراحل دراسة الجدوى، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
توقعات خطوط أنابيب الهيدروجين
تخطط 9 دول محيطة ببحر الشمال لتوسيع التعاون الإقليمي في مجال طاقة الرياح البحرية لزيادة قدرتها إلى هدف طموح يصل إلى 120 غيغاواط بحلول عام 2030، يتضاعف بعدها إلى 300 غيغاواط بحلول عام 2050.
وتضم هذه الدول بلجيكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة وغيرها، ويمتد التعاون الإقليمي المعلَن إلى مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزين الكربون ومشروعات البنية التحتية لخطوط أنابيب نقل الهيدروجين.
وتستحوذ 4 دول في شمال غرب أوروبا -بلجيكا وفرنسا وألمانيا وهولندا- على 95% من شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين العاملة على مستوى القارة، أو ما يعادل 1600 كيلومتر.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية تضاعف شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين في شمال غرب أوروبا 10 مرات، لتصل إلى 18 ألف كيلومتر بحلول أوائل العقد المقبل 2030، بحسب تقرير مراقبة الهيدروجين الذي نشرته وحدة أبحاث الطاقة في 23 أبريل/نيسان 2024.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..