على مدى عام كامل، منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شهدت إيرادات قناة السويس المصرية خسائر ضخمة، قدّرها بعض الخبراء بأنها 100 مليون دولار شهريًا، بينما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنها تتجاوز 6 مليارات دولار.
وقال الرئيس المصري، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خلال حفر تخريج دفعة جديدة من طلاب أكاديمية الشرطة، اليوم الأحد 29 سبتمبر/أيلول (2024)، إن القناة تأثرت بقوة بالصراع المستمر في المنطقة منذ ما يقارب عام كامل.
وأوضح أن التطورات الأخيرة خطيرة للغاية، وقد تتسبب باتّساع رقعة الصراع في المنطقة، بما يؤثّر في استقرار المنطقة، لافتًا إلى فقدان قناة السويس ما يصل إلى 60% من دخلها خلال الأشهر الماضية، منذ اندلاع الحرب.
يشار إلى أن صندوق النقد الدولي كان قد حذّر في تقارير سابقة له من أن طول أمد الحرب الدائرة في منطقة الشرق الأوسط، والتوترات الجيوسياسية المتفاقمة في هذه المنطقة، قد تؤدي إلى خسائر كبيرة في قناة السويس المصرية.
خسائر قناة السويس
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن ما تمرّ به المنطقة أدى إلى خسائر عملاقة لقناة السويس، وهو أمر يدعو إلى القلق، والانتباه في الوقت نفسه، وذلك لعدم الانسياق وراء الأحداث، بما يجنّب مصر خطر الانزلاق إلى الصراع المتفاقم في المنطقة.
يشار إلى أن القناة تشهد حالة من الحصار الجزئي، منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ استهدف الحوثيون السفن المتجهة من وإلى إسرائيل في البحر الأحمر، ما دعا دول الغرب بقيادة أميركا وبريطانيا إلى إرسال قطع بحرية عسكرية.
وأثّرت هذه التطورات بحركة الملاحة في قناة السويس، لا سيما أن الهجمات الحوثية تسبّب تجنّب عدد من شركات الشحن العالمية المرور من البحر الأحمر، وتحويل مسار ناقلاتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
يشار إلى أن بيان هيئة قناة السويس، الخاص بالإحصاءات الملاحية، الصادر في يوليو/تموز الماضي، عن العام المالي 2023-2024، كان قد أشار إلى انخفاض نسبة عبور السفن، إذ سجلت الإحصاءات عبور 20 ألفًا و148 سفينة، بإجمالي حمولات صافية قدرها مليار طن، بإيرادات 7.2 مليار دولار.
وجاءت هذه الأرقام في مقابل 25 ألفًا و911 سفينة خلال العام المالي 2022-2023، بإجمالي حمولات صافية 1.5 مليار طن، محققة إيرادات قدرها 9.4 مليار دولار، بحسب الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، (مقرّها واشنطن).
ناقلات الغاز المسال وقناة السويس
في أغسطس/آب الماضي، أشارت تقارير إلى أن ناقلات الغاز المسال الأميركية المتجهة إلى آسيا تبتعد عن قناة السويس، خوفًا من توترات البحر الأحمر، مفضلةً الإبحار عبر طريق رأس الرجاء الصالح، الأمر الذي أفقد الممر الملاحي الإستراتيجي أكثر من 200 شحنة أميركية المتجهة منذ بداية 2024.
وتكتسب قناة السويس أهميتها من كونها أقصر طرق الشحن البحرية الموصلة بين آسيا وأوروبا، ولكن هجمات الحوثيين تجبر السفن على التحول بعيدًا عن القناة، واتخاذ الطريق الأطول الذي يدور حول أفريقيا، تجنبًا للتعرض للصواريخ اليمنية.
وكان مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، قد أشار في حلقة من برنامجه “أنسيات الطاقة“، قدّمها في مايو/أيار الماضي 2024، إلى أن قناة السويس شهدت تراجعًا في إيراداتها بنسبة 50%، وتحسنت هذه النسبة إلى 43% لاحقًا.
وأوضح، في الحلقة التي قدّمها بمساحات منصة “إكس” (تويتر سابقًا) بعنوان “ما آثار وقت الحرب في غزة بأسواق الطاقة العالمية وصادرات دول الخليج”، أن مصر تخسر ما يصل إلى 100 مليون دولار شهريًا بسبب الأزمة التي تواجهها القناة.
ولفت إلى أن روسيا من أكبر الدول التي تمرّ صادراتها النفطية عبر القناة إلى آسيا، إذ إنها تصدّر نحو 6 ملايين برميل من النفط الخام يوميًا إليها، منها 4.4 مليون برميل تمرّ عبر القناة، لافتًا إلى أن الكمية الباقية البالغة 1.6 مليون برميل يوميًا تأتي من شرق روسيا، من حقل سخالين القريب من اليابان.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..