أصبح من الممكن أن تستفيد إيران من معالجة مياه الصرف الصحي، لتوليد الكهرباء وإنتاج مواد أخرى تدخل في الصناعة.
فقد أعلن الرئيس التنفيذي لشركة الصرف الصحي في طهران، عباس علي مسرزاده، إنتاج الديزل والكربون الأسود من الحمأة التي تُنزع منها الماء بعملية محطات معالجة مياه الصرف الصحي في العاصمة الإيرانية.
وحسب موسوعة مفاهيم الطاقة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحمأة هي الخليط العضوي الكثيف واللزج من المواد العالقة الصلبة المتبقية بعد إنهاء عملية تطهير مياه الصرف الصحي وضخّها.
وقال عباس علي مسرزاده، إنه يأمل بدء إنتاج الديزل والكربون الأسود في العام الإيراني الحالي (الذي بدأ في 20 مارس/آذار 2024).
استغلال مياه الصرف الصحي
أشار الرئيس التنفيذي لشركة الصرف الصحي في طهران إلى أن إنتاج الكربون الأسود في عملية معالجة مياه الصرف الصحي يُمكن أن يخلق قيمة مضافة، ويمنع التلوث البيئي.
إذ يُستعمل الكربون الأسود بوصفه مادة خامًا في الصناعات، وخاصةً في صناعة الإطارات.
وقال مسرزاده، إن تحويل 120 طنًا من الحمأة يوميًا إلى الديزل والكربون الأسود هو البرنامج الرئيس للشركة في العام الحالي، مؤكدًا أنه يُمكن استعماله في نظام التدفئة لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي والمرافق المرتبطة بها، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة أنباء تسنيم الإيرانية.
وأضاف أنه للوهلة الأولى تُعدّ مياه المجاري ومياه الصرف الصحي مصدرًا للتلوث، وتهديدًا للمجتمعات البشرية، لافتًا إلى أن ما حدث في مشروع تجميع مياه الصرف الصحي هو أن التهديد تحوّل إلى فرصة.
كما تُعدّ إيران إحدى الدول الرائدة بغرب آسيا في توليد الكهرباء من مياه الصرف الصحي.
وأوضح عباس علي مسرزاده أنه بالإضافة إلى توليد الكهرباء في محطات توليد الكهرباء من مياه الصرف الصحي، تُستعمل الحرارة الناتجة عن محركات حرق الغاز لتحلّ محلّ الوقود الأحفوري لتوفير المياه الدافئة.
أكبر مزرعة رياح في شرق إيران
في سياقٍ آخر، افتتح وزير الطاقة الإيراني علي أكبر محرابيان أكبر مزرعة رياح في الجزء الشرقي من البلاد، بقدرة توليد 50 ميغاواط من الكهرباء.
وشُغِّلَت محطة كهرباء “ميل نادر” -التي بدأ بناؤها في عام 2020- خلال زيارة وزير الطاقة إلى مقاطعة سيستان-بلوشستان الجنوبية.
وتُعدّ مزرعة الرياح “ميل نادر” مجهّزة بـ20 توربين رياح بقدرة 2.5 ميغاواط، حسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة “طهران تايمز” (Tehran Time).
ومع بدء تشغيل هذه المحطة، سيُوَفَّر أكثر من 250 مليون لتر من المياه، و30 مليون لتر من الديزل سنويًا، مع توليد كل 100 ميغاواط من الطاقة المتجددة.
ووفقًا لمنظمة الطاقات المتجددة وإنتاجية الكهرباء الإيرانية (SATBA)، من المتوقع توليد ما يصل إلى 700 ميغاواط من الكهرباء في منطقة “ميل نادر” خلال السنوات المقبلة.
يأتي ذلك استمرارًا لتسارع تطوير محطات الطاقة المتجددة في إيران، منذ تولّي الإدارة الحكومية الحالية مهامّها في أغسطس/آب 2021.
وحددت وزارة الطاقة حِزمًا وإستراتيجيات استثمارية جديدة لجذب المزيد من رؤوس الأموال، لتمويل مشروعات الطاقة المتجددة الجديدة في جميع أنحاء البلاد، ما أدى إلى وصول قدرة محطات الطاقة المتجددة في البلاد إلى 1085 ميغاواط.
تطوير قدرة الطاقة المتجددة في إيران
في يوليو/تموز 2023، قال رئيس منظمة الطاقات المتجددة وإنتاجية الكهرباء الإيرانية محمود كماني، إن قدرة محطات الطاقة المتجددة تتزايد بانتظام ويوميًا في البلاد، مؤكدًا أن تشغيل محطات الكهرباء قيد الإنشاء سيزيد من هذه القدرة.
وفي منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلن المتحدث باسم قطاع الكهرباء بوزارة الطاقة الإيرانية، مصطفى رجبي مشهدي، اتخاذ الاستعدادات اللازمة لبناء محطات طاقة متجددة بقدرة إجمالية تبلغ 6900 ميغاواط في جميع أنحاء البلاد.
وقدّر رجبي مشهدي القدرة الاسمية الحالية لمحطات الطاقة المتجددة في البلاد بـ1090 ميغاواط، قائلًا، إن الوزارة تخطط لإضافة 5400 ميغاواط إلى قدرة محطات الكهرباء المذكورة في جميع أنحاء البلاد خلال العام الحالي (الذي بدأ في أواخر مارس/آذار 2024).
وأعرب رجبي مشهدي -وهو رئيس شركة إدارة شبكة الكهرباء الإيرانية- عن أمله في أنه مع زيادة حصة محطات الطاقة المتجددة في شبكة الكهرباء في البلاد، سينخفض استعمال الوقود الأحفوري في محطات الطاقة الحرارية.
وفي منتصف ديسمبر/كانون الأول 2023، دعا رئيس منظمة الطاقات المتجددة وإنتاجية الكهرباء محمود كماني مستثمري القطاع الخاص في البلاد إلى المشاركة في بناء محطات الطاقة الشمسية بقدرة 4500 ميغاواط على مدار 7 أشهر.
وقال خلال لقاء مع الشركات الخاصة الناشطة في قطاع الطاقة، إن “إنشاء محطات طاقة شمسية بقدرة 4500 ميغاواط يمكن أن ينفّذه المستثمرون خلال 7 أشهر، لأن البنية التحتية اللازمة توفّرت والحكومة تدعم الخطة”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..