جذبت خطط تطوير احتياطيات النفط والغاز في الجزائر أكثر من 20 شركة عالمية، في خطوة من شأنها أن تعزز طموحات البلد الشمال أفريقي في تعزيز موارده من المحروقات، لتلبية الطلب المتزايد محليًا وتلبية احتياجات عملائه حول العالم.
واطّلع وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، اليوم الخميس 19 ديسمبر/كانون الثاني 2024، على سير عمليات المناقصة الدولية التي أطلقتها الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (النفط)، تحت شعار “Algeria Bid Round 2024” والتي أُعلِنَ انطلاقها الرسمي في 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بمدينة وهران.
وتعدّ الجولة الجديدة الهادفة لدعم احتياطيات النفط والغاز في الجزائر، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، الأولى من بين 5 جولات من المقرر إطلاقها سنويًا حتى عام 2028.
وأشار عرقاب إلى أن الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات بصدد وضع تحت تصرف الشركات المؤهلة مسبقًا، والتي بلغت حتى الآن 20 شركة دولية، ووقّعت اتفاقية سرّية، كل المعلومات المتعلقة بالعملية من خلال فتح “غرف البيانات” المخصصة لها حصرًا.
6 مناطق استكشافية للنفط والغاز في الجزائر
شدد عرقاب على أن البيانات ستتيح للشركات كل الفرص للوصول إلى بيانات تقنية مفصلة حول احتياطيات النفط والغاز في الجزائر في 6 مناطق استكشافية مقترحة، وهي:
- مزايد الكبير بولايات ورقلة وغرداية والمنيعة.
- أهرا بولاية اليزي.
- رقان اا بولاية أدرار.
- زرافة II بولايات أدرار وعين صالح.
- توال بولايات ورقلة واليزي.
- قيرن القصة بولايات بشار وبني عباس والبيض وتيميمون.
وأشار إلى أن ذلك يجري عبر منصات فعلية أو افتراضية، لضمان أقصى قدر من الشفافية وتقديم المعلومات اللازمة للشركات لتقييم الإمكانات الاقتصادية والفنية للمناطق المقترحة.
وأوضح أن المناطق المطروحة وكذلك الشروط التعاقدية، بما فيها الضريبية منها، محفّزة، وتسمح لسوناطراك والشركاء بتحقيق نجاح مثل هذه المشروعات الحيوية.
وتركّز الجولة الحالية لمزايدة النفط والغاز في الجزائر على الغاز وعلى اليابسة، إذ تحتوي 5 من المربعات الستة المعروضة على اكتشافات غاز، ويحتوي مربع واحد فقط على حقل نفط منتج يمكن أن يستفيد من تعزيز استخراج النفط.
وتسعى جولة تراخيص الهادفة إلى تعزيز احتياطيات النفط والغاز في الجزائر إلى منح شركات النفط العالمية عائدًا سريعًا على استثماراتها، وتشجيعها على تنفيذ أعمال الاستكشاف المسبقة.
مزايدة النفط والغاز في الجزائر
جدّد وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة دعوته للشركات الطاقية العالمية والمستثمرين الراغبين بالتقدم للاطّلاع على الفرص الاستثمارية بمزايدة النفط والغاز في الجزائر والإسهام في تموين الأسواق الطاقية والاستفادة من القدرات العالية والموقع المتميز للبلاد بالقرب من الأسواق الأوروبية.
وأكد أن البيانات المقدمة حول هذه المناطق تتضمن تقارير وتحليلات جيولوجية وجيوفيزيائية معمّقة، وعلى سبيل المثال، تتمتع منطقة “مزايد الكبير” بموقع إستراتيجي بين حقلي الغاز في حاسي الرمل والنفط في حاسي مسعود، وتمتد بمساحة تزيد على 12.700 كيلومترًا مربعًا.
كما تعزز البنية التحتية القائمة، مثل ﻣﻨﺸﺂت معالجة النفط والغاز المصاحب وشبكات التصدير، من جاذبيتها الاستثمارية.
وذكر عرقاب أن هذه المشروعات ستعزز من إمكانات واحتياطيات النفط والغاز في الجزائر، والرفع من قدراتها الإنتاجية على المدى القصير والمتوسط، مما سيسمح بتعزيز دورها الكبير في امداد الأسواق الطاقية العالمية.
وتستمر جلسات تقديم البيانات حتى 1 أبريل/نيسان 2025، مما يمنح الشركات الوقت الكافي للتطلع وتحليل المعلومات قبل الموعد النهائي لتقديم العروض المحدد في 15 أيريل/نيسان 2025.
ومن المنتظر توقيع العقود مع الشركات الفائزة، إذ يتعين عليها تقديم برامج تقنية مفصّلة ومستويات استثمار تتماشى مع الأهداف المسطّرة من قبل الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات وشركة “سوناطراك”.
وتؤكد المناقصة التزام الجزائر بتعزيز الشفافية وجذب الاستثمارات الدولية لتحقيق الاستغلال الأمثل لمواردها الطاقية وضمان التنمية المستدامة للقطاع.
وأحرزت الجزائر بعض التقدم في تعزيز قدرتها على إنتاج النفط والغاز خلال السنوات القليلة الماضية، وبلغ إنتاج الجزائر من الغاز المسوق مستوى قياسيًا نحو 101 مليار متر مكعب في عام 2023، لكن الصادرات البالغة 52 مليار متر مكعب ما تزال أقل من مستويات 60 مليار متر مكعب سنويًا، التي بلغتها منتصف العقد الأول من القرن الـ21.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..