أثار مدى ارتفاع درجات الحرارة العالمية جدلًا بين العلماء، وذلك بناءً على معلومات وبيانات إحصائية رصدت هذه الظاهرة لمدة طويلة.
ويدور النقاش بين العلماء والباحثين المتخصصين، حاليًا، حول ما إذا كان هناك ارتفاع/تسارع في معدل الاحترار العالمي مؤخرًا (بعد سبعينيات القرن الـ20)، وإمكان اكتشاف هذا التسارع من منظور إحصائي، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
تجدر الإشارة إلى أن درجات الحرارة العالمية السطحية المتوسطة تُستعمل على نطاق واسع لمراقبة تغير المناخ، وما يزال هناك الكثير من الجدل حول ما إذا كانت هناك مؤشرات على توقُّف -أو ارتفاع- في درجة الحرارة العالمية، حسبما نشرته مجلة نيتشر العلمية متعددة التخصصات (Nature).
في هذا الإطار، يوجد العديد من الأبحاث التي روجعت من قِبل الأقران حول حقيقة ما يسمى “توقُّف ارتفاع درجات الحرارة” في المدة من 2000 إلى 2014.
مسح حديث لسجلات درجات الحرارة السطحية
خلص مسح حديث لسجلات درجة حرارة السطح العالمية إلى أن العالم كان يسخن بمعدل ثابت منذ سبعينيات القرن الماضي، دون وجود علامة إحصائية مهمة على أيّ تغيير في معدل الاحترار.
وقالت الباحثة في قسم علوم الغلاف الجوي والمحيطات بجامعة برينستون الأميركية، المؤلفة الرئيسة للبحث، البروفيسورة كلودي بوليو، لموقع مجموعة “نت زيرو ووتش” NetZeroWatch، المعنية بشؤون الاحتباس الحراري وتغير المناخ: “يوضح تحليلنا أن الاحترار مستمر”.
وأضافت: “إذا كان هناك تسارع حديث في الاحتباس الحراري العالمي، فلا يمكننا اكتشافه إحصائيًا حتى الآن”.
بدورهم، فحَصَ الباحثون المشاركون 4 سجلات لمتوسط درجات الحرارة السطحية العالمية خلال المدة 1850-2023، ولم يجدوا أيّ تغيير في معدل الاحترار بعد سبعينيات القرن الـ20، على الرغم من درجات الحرارة القياسية التي لوحظت في عام 2023.
دور ظاهرة النينو الأخيرة
اقترح الباحثون في قسم علوم الغلاف الجوي والمحيطات بجامعة برينستون الأميركية أن تكون ظاهرة النينو الأخيرة سببًا للارتفاع غير الطبيعي في درجات الحرارة العالمية عام 2023، حيث كان متوسط درجة الحرارة العالمية نحو 0.3 درجة فوق عام 2022.
من ناحية ثانية، لم يقدّم أحد حتى الآن تفسيرًا مناسبًا لسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى هذا الحدّ.
ورأى بعضهم أن ذلك يرجع إلى وصول المزيد من ضوء الشمس لسطح المحيط بعد تنظيف التلوث الناجم عن وقود السفن.
اقترح آخرون أنه قد يكون مثالًا لبعض العوامل غير المحسوبة في نماذج المناخ، حسب مجموعة “نت زيرو ووتش” NetZeroWatch.
من جهة ثانية، يشير هذا البحث الجديد إلى أن الاحترار كان بمثابة انتعاش بعد أن قمعت ظاهرة النينا الأخيرة درجات الحرارة العالمية بين عامي 2020 و 2022.
بحث الباحثون عن أدلة سابقة على ارتفاع طويل الأمد ناتج عن ظاهرة النينو، ووجدوا بعض الأدلة على ذلك، خصوصًا في عام 1976.
على الرغم من كونها لافتة للانتباه، فمن الواضح أن هذه ليست القصة الكاملة عن ارتفاع درجات الحرارة في عام 2023، فقد جاءت بشكل أسرع بكثير، وكانت أكثر كثافة من سنوات النينو العادية، واستمرت لمدة أطول بكثير، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد دليل على أن العواصف المدارية تزداد سوءًا بسبب تغير المناخ، على الرغم من تقرير صدر مؤخرًا يزعم أن إعصار هيلين، الذي اجتاح فلوريدا الأميركية مؤخرًا، أصبح أكثر احتمالًا بمئات المرات، بسبب تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان.
وبحسب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة، لا يوجد دليل دامغ على زيادة قوة الأعاصير على مدى قرن من الزمان، بالرغم من الارتفاع المطّرد في درجات الحرارة العالمية التي شوهدت على مدى السنوات الـ50 الماضية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..