تحتل مشروعات الهيدروجين الأخضر في أستراليا مكانة متميزة على خريطة تنويع مصادر الطاقة، لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وخفض الانبعاثات؛ للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ولكونهما مثالين رائدين في قطاع الهيدروجين الأخضر، تبرز الشراكة الإستراتيجية بين أستراليا وألمانيا، في ظل مساعي الدولتين إلى إحداث تحوّل جذري في طرق إنتاج الطاقة، وتحقيق الابتكار والاستدامة.
ووفقًا لبيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وقّعت أستراليا اتفاقية مع ألمانيا، اليوم الجمعة 13 سبتمبر/أيلول 2024، للتفاوض على سلاسل توريد الهيدروجين الأخضر الجديدة، وضمان المشترين الأوروبيين لمنتجي الهيدروجين الأخضر في أستراليا.
وسيُموّل إعلان النيات المشترك للتفاوض على صفقة بقيمة 660 مليون دولار أسترالي (443 مليون دولار أميركي) بالتساوي من قبل الحكومتين الأسترالية والألمانية.
وسيُمثل إعلان النيات المشترك جزءًا من آلية المزاد العلني للحكومة الألمانية إتش تو غلوبال (H2Global)، إذ تستعمل شركة إتش تو غلوبال غير الربحية آلية المزاد المزدوج من خلال شركتها التابعة والمدعومة من الحكومة هينت كو (Hint.co)، التي تشتري وتبيع منتجات الطاقة الخضراء من المطورين في المرحلة المبكرة للمساعدة في تنمية اقتصاد الهيدروجين.
شراكة أسترالية-ألمانية
وسّعت أستراليا وألمانيا شراكتهما الحالية في مجال الطاقة إلى شراكة في مجال الطاقة والمناخ، لتعزيز العمل المشترك في مجال العمل المناخي وكفاءة الطاقة وأمنها، والتحوّل إلى صفر انبعاثات كربونية، بالإضافة إلى توسيع التعاون في تجارة الهيدروجين الأخضر، وفقًا لـ”بي في ماغازين أستراليا” (PV magazine Australia).
وفي عام 2021، وقّعت ألمانيا وأستراليا اتفاقية شراكة في مجال الهيدروجين الأخضر.
وقال نائب المستشارة الألمانية ووزير الشؤون الاقتصادية والعمل المناخي روبرت هابيك، إن شراكة الطاقة والمناخ وإعلان المزادات الثنائية لـ”إتش تو غلوبال” يمثّلان خطوة مهمة إلى الأمام.
وأضاف هابيك: “نحن مقتنعون بأن شراكة الطاقة والمناخ ستوفر فرصًا عديدة للتعاون المثمر بين كانبرا وبرلين”.
وأكد هابيك ثقته بمزادات الهيدروجين المشتركة في إطار إتش تو غلوبال، وأنها ستعمل على تنشيط السوق وتوفير الأسعار المطلوبة بصورة عاجلة.
بدورها، قالت وزيرة الدولة في وزارة الشؤون الاقتصادية والعمل المناخي الألمانية أنيا هايدوك، إن برلين تتطلع إلى تعميق تعاونها والعمل بصورة أوثق على الأهداف المشتركة، بالتزامن مع إضفاء الطابع الرسمي على شراكة الطاقة والمناخ.
وأضافت هايدوك، أن إنشاء نافذة تمويل مشتركة لـ”إتش تو غلوبال” يمثّل علامة فارقة في الجهود الرامية إلى إنشاء سوق الهيدروجين وإثبات جدوى التجارة الثنائية.
من جانبه، قال وزير التغير المناخي والطاقة الأسترالي كريس بون، إن الهيدروجين الأخضر في أستراليا هو مفتاح ازدهار صادرات البلاد في القرن الـ21.
وتابع بون: “العالم يحتاج إلى الطاقة المتجددة، يمكننا أن نصنعها، ويمكننا شحنها إلى شركائنا، أو استعمالها في تصنيع المنتجات الخضراء والمواد الكيميائية والوقود في أستراليا لتصديرها إلى العالم”.
وأشار وزير الطاقة الأسترالي إلى أن بلاده تتمتع بموارد الشمس والرياح التي تؤهلها لتصبح قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة، كما تتمتع بسمعة طيبة بصفتها موردًا موثوقًا للطاقة، بحسب قوله.
وأضاف بون، أن الشراكة الموسعة مع ألمانيا والمفاوضات في إطار آلية إتش تو غلوبال ستسمح للجانبين بالعمل معًا، للاستفادة من الفرصة في مجال الهيدروجين، والمساعدة في تحقيق إمكانات أستراليا كونها قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة.
الهيدروجين الأخضر في أستراليا
تستهدف أستراليا خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 43% بحلول عام 2030، وصولًا إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وفي عام 2022، جرى إعلان أكثر من 100 مشروع هيدروجين أخضر في أستراليا، بما يتجاوز ضعف المشروعات المعلنة في عام (2021).
وفي مايو/أيار من العام الماضي 2023، أعلنت أستراليا عزمها استثمار ملياري دولار أسترالي (1.34 مليار دولار أميركي)، لتوسيع رقعة مشروعات الهيدروجين الأخضر في أستراليا.
ويتولى صندوق “هيدروجين هيدستارت” توزيع الأموال، إذ يُقدم الدعم إلى مشروعات واسعة النطاق.
وتؤكد الحكومة الأسترالية أن أموال الصندوق ستضع البلاد على طريق رفع قدرات التحليل الكهربائي إلى أكثر من غيغاواط، بحلول عام 2030.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..