من المتوقع ارتفع استهلاك الطاقة المتجددة في قطاعات الكهرباء والتدفئة والنقل بنحو 60% خلال المدة من العام الحالي (2024) حتى 2030.
وتشير التقديرات إلى ان إجمالي استهلاك العالم من الطاقة المتجددة سيصل إلى 95 إكساجول تقريبًا بنهاية 2030، مقابل 60 إكساجول في 2023، بحسب تقرير حصلت وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه.
وتعزز هذه الزيادة حصة الطاقة المتجددة في استهلاك الطاقة النهائي إلى ما يقرب من 20% بحلول عام 2030، مقابل 13% في عام 2023.
ومع زيادة استهلاك الطاقة المتجددة، فإن مصادرها ستسهم في توليد نصف إنتاج الكهرباء عالميًا بحلول عام 2030، مع مضاعفة حصة طاقتي الرياح والشمس إلى 30%.
ومن المتوقع أن تمثّل الطاقة الشمسية والرياح معًا 95% من إجمالي نمو المصادر المتجددة حتى نهاية العقد الحالي، نظرًا لكون مشروعاتها الأكثر جاذبية اقتصاديًا.
توليد الكهرباء يقود النمو
يشكّل توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة أكثر من 75% من الارتفاع الإجمالي في الاستهلاك المتوقع، بحسب التقرير السنوي “الطاقة المتجددة 2024” الصادر حديثًا عن وكالة الطاقة الدولية.
ويرجع استئثار توليد الكهرباء بنمو استهلاك الطاقة المتجددة إلى الدعم السياسي المستمر في أكثر من 130 دولة، وانخفاض التكاليف والتوسع في استعمال الكهرباء في النقل البري والمضخات الحرارية.
ويمثّل الوقود المتجدد، بما في ذلك الطاقة الحيوية السائلة والغازية والصلبة والهيدروجين والوقود الاصطناعي، ما يقرب من 15% من النمو المتوقع في الطلب على الطاقة المتجددة.
ويُستعمَل الوقود المتجدد على نطاق واسع في القطاعات التي يصعب اعتمادها على الكهرباء، مثل قطاعي الطيران والشحن البحري، كما يتيح فرصة وصول الطاقة للمناطق غير الحضرية وللصناعات التي تتوافر بها الكتلة الحيوية بسهولة، مثل السكر والإيثانول والورق.
وتُعَدّ الكتلة الحيوية من بين مصادر الطاقة المتجددة، وتعتمد على مواد عضوية تأتي من النباتات والحيوانات، ويمكن تحويلها إلى طاقة.
وإلى جانب حصة الكهرباء المتجددة (75%) والوقود المتجدد (15%) في نمو استهلاك الطاقة المتجددة، ستمثّل المصادر الأخرى، مثل الطاقة الشمسية الحرارية والطاقة الحرارية الأرضية، النسبة المتبقية (10%)، بحسب معلومات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
الكهرباء والنقل
من المتوقع أن يرتفع توليد الكهرباء المتجددة عالميًا إلى أكثر من 17 ألف تيراواط/ساعة (60 إكساجول) بحلول عام 2030، بزيادة تقارب 90% عن عام 2023، على أن تُشكّل المصادر المتغيرة (الشمس والرياح) ثلثي توليد تلك الكهرباء مقارنة بنحو 45% حاليًا.
وفي ظل نمو استهلاك الطاقة المتجددة، فإنه من المتوقع أن تتضاعف حصة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في تلبية الطلب العالمي على الكهرباء 3 مرات، بينما ستزيد حصة طاقة الرياح بمقدار الضعف، وسيتقلص دور الطاقة الكهرومائية.
كما أنه من المقرر أن يزيد الطلب على الطاقة المتجددة بقطاع النقل بمقدار 3 إكساجول في السنوات الـ6 المقبلة، وهي ضعف الزيادة البالغة 1.5 إكساجول في المدة من 2017 إلى 2023.
وسيصبح نمو الاستهلاك في هذا القطاع أكثر تنوعًا، مع زخم الكهرباء المتجددة والوقود الحيوي، إضافة إلى الهيدروجين والوقود الاصطناعي.
قطاع التدفئة
يشكّل قطاع التدفئة ما يقرب من نصف استهلاك الطاقة العالمي، وهو مسؤول في الوقت نفسه عن نحو 40% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة في عام 2023.
وشهد التوسع في استهلاك مصادر الطاقة المتجددة داخل قطاع التدفئة عوائق كبيرة في عام 2023، وذلك جراء أسعار الفائدة المرتفعة والتضخم، إضافة إلى انخفاض نشاط البناء في العديد من البلدان، فضلًا عودة أسعار الغاز الطبيعي للهبوط من مستوياتها التاريخية في ذروة الحرب الروسية الأوكرانية.
ومن المتوقع أن ينمو استهلاك الطاقة المتجددة في قطاع التدفئة العالمي بأكثر من 50% (15 إكساجول) خلال المدة 2024-2030، وهو أكثر من ضعفي الزيادة في السنوات الـ6 السابقة.
ومع ذلك، فإن هذا النمو ما يزال أقل من الارتفاع المتوقع في الطلب الإجمالي على التدفئة، الأمر الذي يعني أن استعمال الوقود الأحفوري في التدفئة سيزيد بنسبة أكبر؛ ما سيدفع الانبعاثات السنوية لثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالتدفئة للزيادة بنحو 4% بحلول عام 2030.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..