حقّق اكتشاف هيدروجين طبيعي ضخم نتائج إيجابية، دفعت شركة كندية إلى توسيع نطاق المشروع الذي من شأنه أن يصبح أول اكتشاف في أميركا الشمالية، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ففي 1 أغسطس/آب 2024، أعلنت شركة ماكس باور مايننيغ (Max Power Mining) حصولها على تصاريح للبحث في 5 مربعات على مساحة 1244 كيلومترًا مربعًا في مقاطعة ساسكاتشوان الكندية عن الهيدروجين الطبيعي تحت الأرض.
وتمتد الأراضي المخصصة لمشروع رايدر للهيدروجين الطبيعي، على طول أكثر من 200 كيلومتر من ممر توركواي-روكانفيل، حيث أقامت شركات النفط والغاز بالفعل مواقع حفر تاريخية.
وسرعان ما أعلنت الشركة الكندية، في 6 أغسطس/آب 2024، حصولها على 8 مربعات إضافية تبلغ مساحتها 2112 كيلومترًا مربعًا؛ لتبلغ مساحة المشروع الإجمالية 3 آلاف و356 كيلومترًا مربعًا.
نتائج اكتشاف الهيدروجين الطبيعي
حسب تعريفه من جانب منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الهيدروجين الطبيعي يُطلق على الغاز الموجود بصورة حرة في طبقات الأرض الجوفية، وعادةً ما يُستخرج عبر عمليات الحفر، مثل التكسير المائي وحقن مزيج من المياه والرمال والمواد الكيميائية، في ضغط مرتفع، بهدف إطلاق الغاز من الصخور.
وأشارت شركة “ماكس باور” إلى أن اثنين من المربعات -حول مدينتي ويبورن وستوتون- يحتويان على تركيزات عالية من الهيدروجين عند رأس البئر، وإن كانت بنسبة 4% فقط في المربع الأول و87.4% في المربع الثاني، وهو ما يشير إلى أن الهيدروجين انتقل إلى السطح في هذه المواقع.
وفي الوقت نفسه، عثرت الشركة أيضًا على “عرضين آخرين عاليي الجودة” من الهيدروجين بنسبة 3% و75.6% على عمق يتراوح بين 800 و200 متر تحت السطح في مربعين آخرين، وفق ما جاء في بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وبناءً على بيانات من 45 بئرًا، أظهرت 7 مواقع تركيزات هيدروجين في الغازات الجوفية تزيد على 10%، مع إظهار الآبار المتبقية نطاقًا يتراوح بين 1 و10% وأقصى حد 96.4% من الهيدروجين الموجود بالقرب من بلدة ميدال.
كما عُثر في مربع تريبيون على 87.1% من الهيدروجين، ومربع ألاميدا 20.2%، ومربع توركواي 11%، ومربع كيسبي 14.8%، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
أول اكتشاف هيدروجين طبيعي في المنطقة
يصمم الجيولوجيون برنامجًا قصير المدى للتحقق من وجود اتجاه أو اتجاهات للهيدروجين الطبيعي في مشروع رايدر وإثبات صحتها.
وتواصل شركة ماكس باور مراجعة مجموعة واسعة من مجموعات البيانات في ساسكاتشوان وأماكن أخرى، لمواصلة البناء على ميزة كونها المحرك الأول في قطاع الهيدروجين الطبيعي في كندا والولايات المتحدة.
ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة، تتمتع ساسكاتشوان بموقع استثنائي لتصبح أول ولاية قضائية في أميركا الشمالية تنتج الهيدروجين الطبيعي، نظرًا إلى مزيج من الجيولوجيا المواتية للغاية، وإطار سياسي محدد بوضوح لاستكشاف هذا المصدر الجديد المهم للطاقة البديلة وتطويره.
أحد المستشارين الخاصين للشركة هو نائب رئيس الهندسة في شركة تشابمان للهيدروجين وهندسة النفط، دينيس بريير، إذ كانت “تشابمان” إحدى الشركات التي تقف وراء مشروع بوراكيبوغو للهيدروجين الطبيعي في مالي.
يقول بريير في بيان صحفي: “كانت مشاركتي في أول اكتشاف في العالم لتراكم غاز الهيدروجين الطبيعي في مالي، بغرب أفريقيا، منذ أكثر من عقد من الزمان، مرضية للغاية، خاصةً أنها زوّدت قرية بأكملها بسرعة بالكهرباء منخفضة التكلفة وخالية من الانبعاثات”.
وأضاف: “تمثّل هذه الأخبار من ساسكاتشوان -حجم الفرصة والدرجات التاريخية العالية جدًا- تطورًا فاصلًا للعالم في قطاع الهيدروجين الطبيعي الناشئ بسرعة”، وفق ما نقلته منصة “هيدروجين إنسايت” (Hydrogen Insight).
إنجاز كبير للشركة الكندية
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة ماكس باور، راف ملايت، أن الحصول على تصاريح رئيسة لتشكيل مشروع رايدر للهيدروجين الطبيعي في جنوب شرق ساسكاتشوان هو تطور كبير للشركة.
وقال: “بدأنا العمل على أكبر منطقة مستهدفة في البلاد للهيدروجين الطبيعي في واحدة من أفضل الولايات القضائية على مستوى العالم للاستكشاف وتنمية الموارد”.
وأضاف أن جهود فريق ماكس باور تستحق الثناء، إذ استعملنا أساليب خاصة ونمذجة بيانات متطورة للكشف عن أفضل الأهداف في فئتها، “لقد التقيت مؤخرًا كبار المسؤولين الحكوميين في ساسكاتشوان، ونحن متحمسون للغاية للعمل في هذه المقاطعة التي تتطلع إلى المستقبل”.
وتعليقًا على توسيع مساحة المشروع، قال ملايت: “ما يجده فريقنا الرائد من خبراء الهيدروجين الطبيعي في ساسكاتشوان رائع حقًا، من حيث البيانات التاريخية والسياق الجيولوجي الأوسع لهذا المصدر البديل المحتمل للطاقة”.
وتابع: “أصبحت ساسكاتشوان في وضع مناسب للغاية لاكتشاف أول رواسب أو تراكمات من غاز الهيدروجين الطبيعي في أميركا الشمالية”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..