تعتزم إيطاليا الدفع نحو التوصل إلى توافق بشأن التخلص من الفحم نهائيًا في محطات الكهرباء بين الدول أعضاء مجموعة السبع خلال اجتماع مرتقب لوزراء طاقة التكتل خلال الأسبوع الجاري.
وترغب روما -بوصفها رئيسة الدورة الحالية لقمة المجموعة التي تضم أكبر 7 دول صناعية حول العالم- في إقناع كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا واليابان بشأن تحديد موعد نهائي للتخلص من الاعتماد على الفحم في توليد الكهرباء، لكنها تجد معارضة من دول مثل ألمانيا واليابان بشأن موعد قد اقترحته، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويتماشى هذا التوجه مع توصيات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دورته الـ28، الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة نهاية العام الماضي (2023)، والذي اختتم أعماله بتعهد هو الأول من نوعه على الإطلاق لخفض استعمال الوقود الأحفوري، لدرء كارثة مناخية، إذ تعهّدت 200 دولة بمضاعفة سعة المصادر المتجددة 3 مرات بحلول نهاية العقد الجاري (2030).
التخلص من الفحم
من المُقرر أن يجتمع وزراء طاقة مجموعة السبع غدًا الأحد، وهو الاجتماع الذي ستطرح فيه روما رؤيتها الخاصة بالتخلص من الفحم في تشغيل محطات الكهرباء، بحسب ما نشرته وكالة رويترز، في 27 أبريل/نيسان 2024، نقلًا عن مصادر دبلوماسية لم تُسمها.
وعلى المستوى الوطني، تخطط إيطاليا، التي تتولى الرئاسة الحالية لمجموعة السبع، لإيقاف محطات الكهرباء العاملة بالفحم بحلول العام المقبل 2025، باستثناء جزيرة “سردينيا” التي قد يتأخر تطبيق هذا الإجراء بها حتى عام 2028.
ويبدو أن روما يمكنها تقديم أي تنازلات ممكنة بشأن موعد التخلص من محطات الكهرباء العاملة بالفحم إذا كان هذا الأمر ضروريًا في سبيل إقناع الدول أعضاء مجموعة السبع للتوصل إلى اتفاق.
ألمانيا قد تعارض هذه الخطوة
يبدو أن إيطاليا تواجه معارضة بشأن الموعد النهائي لتنفيذ مقترحها الخاص بالتخلص التدريجي من الفحم في تشغيل المحطات الكهربائية، لا سيما من قِبل ألمانيا.
وقالت المصادر، التي تحدثت إلى رويترز، إن برلين تقاوم جهود روما بشأن تحديد موعد التخلص من الفحم بصورة نهائية، وسط مفاوضات جارية للتوصل إلى حل وسط في الاجتماع الذي تستضيفه مدينة تورينو الإيطالية.
وتستهدف ألمانيا -حاليًا- التخلص التدريجي من محطات الكهرباء العاملة بالفحم بحلول عام 2030، إذ ما يزال الفحم هو ثاني أهم مصدر للطاقة في البلاد لتوليد الكهرباء، بحسب معلومات منصة الطاقة المتخصصة.
وفي الوقت نفسه، فإن إيطاليا وألمانيا على خلاف بشأن الطاقة النووية، إذ تتبنى روما توجهًا حول أن الطاقة المُنتجة عن طريق الانشطار النووي هي من بين الخيارات التي يمكن لدول مجموعة السبع الوثوق بها لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وقالت المصادر، إن روما تريد الحديث دون مواربة عن الدعم المُقدم إلى الأبحاث المتعلقة بالمفاعلات النووية من الجيل الجديد، لكن ألمانيا، التي أوقفت آخر محطة للطاقة النووية لديها في عام 2023، تعارض الحديث عن دعم الطاقة المشتقة من الانشطار النووي.
ليست المرة الأولى
ليست هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها وزراء طاقة مجموعة السبع التوصل إلى اتفاق بشأن التخلص من الفحم بصورة نهائية، فقد فشل التكتل الدولي في اجتماعه الذي انعقد في 15 أبريل/نيسان 2023، بشأن التوافق حول موعد للتخلص النهائي من الوقود الأكثر تلويثًا للبيئة، رغم أن أعضاءه اتفقوا على عدم بناء محطات كهرباء جديدة تعتمد على حرق الفحم.
ويعود أسباب فشل التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن التخلص النهائي من الفحم إلى معارضة دول أخرى هذا الاتفاق، ففضلًا عن ألمانيا، تُقاوم اليابان وقف محطات الفحم، بصفتها مصدرًا مهمًا للكهرباء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..