اقرأ في هذا المقال
- • استهلاك الفحم يتركّز في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية
- • إندونيسيا ومنغوليا والصين وفيتنام والهند وجنوب أفريقيا لديها أعلى مستويات صعوبة الانتقال من الفحم
- • حجم التمويل الحالي غير كافٍ لتلبية أهداف خفض انبعاثات محطات الكهرباء العاملة بالفحم
يتطلّب الاستغناء عن توليد الكهرباء بالفحم في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية التي تمثّل 85% من الطلب العالمي على هذا الوقود، آليات تمويل جديدة ودعم الدول المتقدمة.
وأفاد تقرير صادر عن لجنة الانتقال من الفحم التابعة لقمة المناخ كوب 29، المنعقدة في العاصمة الأذربيجانية باكو، بأن الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية تجد صعوبة في الاستغناء عن الفحم، بسبب دوره الاقتصادي المحلي وأسطول محطات توليد الكهرباء حديثة البناء.
لذلك، تواجه حكومات الدول النامية عقبات مالية وتحتاج إلى تأمين كهرباء ميسورة التكلفة وموثوقة للاقتصادات النامية وجميع المواطنين، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وسيعتمد تسريع الانتقال من توليد الكهرباء بالفحم على السياسة والتخطيط المحلي الجريء والفعال ودعم مجموعة واسعة من الشركاء الدوليين، وفقًا لما ما نشره موقع تحالف (باورينغ باست كول ألاينس) Powering Past Coal Alliance المعني بتسريع التخلص التدريجي من محطات الكهرباء العاملة بالفحم.
أبرز مناطق توليد الكهرباء بالفحم
يتركّز توليد الكهرباء بالفحم في الأسواق الناشئة والبلدان النامية، التي يعتمد اقتصادها، إلى حد كبير، على الفحم وأسطول المحطات الجديدة العاملة بهذا الوقود، وتواجه هذه المناطق تحديات مختلفة عن الاقتصادات المتقدمة، وفقًا لتقرير صادر عن لجنة الانتقال من الفحم التابعة لقمة المناخ كوب 29.
بدورها، أشارت اللجنة إلى أن البلدان التي لديها أعلى مستوى من الصعوبة في هذا الانتقال هي: إندونيسيا، ومنغوليا، والصين، وفيتنام، والهند، وجنوب أفريقيا، بحسب وكالة أرغوس ميديا (Argus Media).
ويقترح التقرير خيارين رئيسين للحد من انبعاثات المحطات العاملة بالفحم، هما التقاعد المبكر وإعادة توجيه الاستعمال المرن والتحديث لدمج المصادر المتجددة، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.
وأكد التقرير أهمية الدور المتمّم لمصادر الطاقة المتجددة، واستعمال أنواع الوقود الأقل انبعاثات مثل الكتلة الحيوية والأمونيا، أو تجهيز المحطات بتقنية احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه، بوصفه بديلًا لتوليد الكهرباء بالفحم.
حجم التمويل الحالي
أشارت لجنة الانتقال من الفحم التابعة لقمة المناخ كوب 29 إلى أن حجم التمويل الحالي غير كافٍ لتلبية أهداف خفض انبعاثات عمليات توليد الكهرباء بالفحم، ما يتطلّب آليات جديدة للاستثمارات العامة والخاصة التي تسمح بتغطية التكاليف بعوائد معقولة.
ودعا تقرير اللجنة إلى الحصول على موافقة تنظيمية لتصنيف الاستثمارات التي تقلل الانبعاثات من محطات الكهرباء العاملة بالفحم الحالية، بوصفها “تمويلًا انتقاليًا”، إذ كان من الصعب الحصول على التمويل حتى للتكنولوجيات التي تعمل على خفض الانبعاثات.
من ناحيتها، واجهت جنوب أفريقيا صعوبة في الحصول على أموال من شراكة انتقال الطاقة العادل (JETP)، بسبب نقص المشروعات القابلة للاستثمار، بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من محطات جنوب شرق آسيا التي تعمل على توليد الكهرباء بالفحم، خصوصًا في إندونيسيا وفيتنام، جديدة وما تزال خاضعة لديون غير مدفوعة.
واقترح التقرير أن التمويل الانتقالي للتحديثات والمرونة من شأنه أن يسمح لاقتصادات الأسواق الناشئة والنامية بمواصلة استعمال أسطولها الجديد نسبيًا مع خفض الانبعاثات، والحد من الخسارة المالية.
من ناحية ثانية، سيتعيّن إيقاف تشغيل الجزء الأكبر من محطات توليد الكهرباء بالفحم مبكرًا للبقاء ضمن عتبة ارتفاع درجة الحرارة العالمية البالغة 1.5 درجة مئوية، لكنها تحتاج إلى جدوى مالية للخروج السريع من الفحم، حسبما أشار التقرير.
على سبيل المثال، تم تسهيل التقاعد المبكر لمحطات توليد الكهرباء بالفحم من خلال الاستثمار الخاص في الفلبين والولايات المتحدة حيث تم تأمين التكاليف المتبقية للمحطات بأسعار فائدة أقل.
وفي الوقت نفسه، جربت سنغافورة الائتمان الانتقالي بصفته آلية لتقليص الفجوة الاقتصادية في التقاعد المبكر لمحطات توليد الكهرباء بالفحم.
تجدر الإشارة إلى أن الفحم يظل المصدر الأكبر للكهرباء في جميع أنحاء العالم؛ إذ يمثّل 36% من التوليد العالمي، و40% من إجمالي انبعاثات قطاع الطاقة، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مقرًا لها.
التحديات والفرص
قالت نائبة رئيس تحالف غلاسكو المالي للحياد الكربوني، ماري شابيرو: “يُعد هذا التقرير الجديد من لجنة تغير المناخ خطوة محورية في تحديد التحديات والفرص التي تواجهها الاقتصادات الناشئة في تسريع انتقالات الفحم.
وأوضحت أن “تحالف غلاسكو المالي للحياد الكربوني عمل على دعم تحفيز التمويل الخاص على نطاق واسع، ولكن لتحقيق الإمكانات الكاملة لتمويل التحول، من الضروري أن يعمل واضعو المعايير والحكومات والقطاع الخاص معًا لتمكين التقدم بشكل أسرع”.
وأضافت ماري شابيرو: “يجب أن يكون تعزيز الإجراءات المتسقة مع توصيات لجنة تغير المناخ أولوية قصوى، في حين نحدد أولوياتنا لعام 2025 وما بعده”، بحسب موقع تحالف “باورينغ باست كول ألاينس” Powering Past Coal.
من جهتها، قالت مديرة الاستدامة والتكنولوجيا والتوقعات في وكالة الطاقة الدولية، لورا كوزي: “من المقرر أن يصل الطلب العالمي على الفحم إلى ذروته قبل نهاية هذا العقد، بناءً على توجهات السياسة الحالية، ولكن توقيت وسرعة انخفاضه مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالإجراءات التي تتخذها الحكومات”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..