كشفت الجزائر موقف تطوير اكتشاف نفطي احتياطياته تصل إلى 270 مليون برميل، في خطوة من شأنها تعزيز موقعها في أسواق الطاقة العالمية وتأمين جزء من الطلب العالمي.
واستقبل الرئيس العام لمجمع سوناطراك رشيد حشيشي، اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول (2024)، وزير النفط في النيجر صحابي عومارو، الذي يزور الجزائر في المدة الممتدة من 28 سبتمبر/أيلول إلى غد الأربعاء، مع وفد رفيع المستوى يضم عددًا من المسؤولين وإطارات مُمثلة عن الوزارة الأولى وعن قطاع المحروقات النيجري، والشركة الوطنية للنفط “سونيداب”.
وبحث الطرفان فرص تعزيز علاقات التعاون القائمة بينهما، لا سيما في مجال المحروقات من خلال مشروع البحث والاستكشاف الذي تقوم به سوناطراك في الحقل النفطي الواقع برقعة كفرا في شمال النيجر، الذي يسجل تقدما ملحوظًا.
وتخطط سوناطراك لحفر 4 آبار لتطوير اكتشاف نفطي في النيجر، بعد إعلان استئناف أنشطتها في نيامي، خلال أغسطس/آب الماضي.
سوناطراك في النيجر
تتمحور شراكة الجزائر مع النيجر حول “التكوين وتدريب القدرات البشرية بالاستناد إلى الخبرة التي تتمتع بها سوناطراك، في إطار شراكات (رابح-رابح)”.
وأعلنت سوناطراك مؤخرًا استئناف أنشطتها بمربع كفرا في النيجر، الذي توصّلت فيه لاكتشافين نفطيين خلال السنوات الماضية، باحتياطيات تصل إلى 270 مليون برميل، حسب البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة.
واتفق مسؤولو سوناطراك الجزائرية وسونيداب النيجرية على إجراء متابعة شهرية لتقييم مدى التقدم المحرز في اكتشاف كفرا، من خلال لجنة مشتركة للمتابعة، من أجل ضمان التنفيذ الفعلي للأعمال.
وفي فبراير/شباط 2022، وقّعت سوناطراك عقدًا مع الشركة النيجرية على تقاسم الإنتاج من مشروع مربع كفرا، الذي تبلغ مساحته 23 ألفًا و737 كيلومترًا مربعًا، والمحاذي لتفاسست، وهو مربع يقع داخل حدود الجزائر تستثمره سوناطراك أيضًا.
وهدف الاتفاق إلى تجديد العقد المبرم سنة 2015، لضمان تقييم أفضل للاحتياطيات المتوافرة من المحروقات على مستوى مربع كفرا، وذلك تبعًا للحقول المكتشفة في أثناء عمليات التنقيب.
وحصلت سوناطراك خلال 2005 على ترخيص بالتنقيب في منطقة كفرا، ووقّعت عقدًا لتقاسم الإنتاج في 2015 بنسبة 50% لكل من الجزائر والنيجر.
وحقّقت الشركة الجزائرية أول اكتشاف نفطي لها في النيجر بعد حفر البئر الاستكشافية الأولى “كفر 1” (KFR-1) في عام 2018، التي أظهرت بالإضافة إلى اكتشاف النفط، وجود مخزون من النفط الثقيل ذي كثافة 0.99 بحجم مثبت ومحتمل يُقدّر بـ168 مليون برميل.
وفي العام التالي 2019، حقّق ثاني اكتشاف نفطي في النيجر بعد حفر بئر ثانية “كفر إن 1” (KFRN-1) التي كشفت عن وجود 400 مليون برميل من النفط الغني جدًا بالبارافين (زيت شمعي) بكثافة تُقدر بـ0.88 عند 15.56 درجة؛ إذ أكدت الشركة الجزائرية، وقتها، أن احتياطيات الاكتشاف الثاني القابلة للاستخراج تُقدّر بنحو 100 مليون برميل.
وتأمل النيجر في استثمار الاكتشاف النفطي الذي تعوّل عليه في زيادة إنتاجها بنحو 90 ألف برميل يوميًا، لرفع معدل إنتاج البلاد من النفط إلى 110 آلاف برميل يوميًا.
التعاون في المحروقات
ناقش الجانبان خلال زيارة وزير النفط النيجري إلى الجزائر سبل تبادل الخبرات في شتى المجالات المتعلقة بسلسلة القيم للمحروقات، لا سيما الشق المتعلق بالتكرير والبتروكيماويات، فضلًا عن تعزيز التعاون في ميدان التدريب والتكوين.
وشكّل اللقاء فرصة لتقييم مدى التقدم المحرز في المشروع الإستراتيجي لإنشاء أنبوب الغاز العابر للصحراء، الذي يربط بين نيجيريا والجزائر مرورًا بالنيجر.
أُكدت أهمية مواصلة التنسيق بين الأطراف الثلاثة المعنية قصد متابعة تنفيذ وتجسيد القرارات السابقة.
وأكد المسؤول الأول عن قطاع النفط النيجري أهمية المشروع، مشيرًا إلى أنه سيمثّل دفعة كبيرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان الثلاثة، وشدد على استعداد بلاده لاستئناف المشاورات وعقد اجتماع ثلاثي في الأسابيع المقبلة.
وتضمّن برنامج زيارة وزير النفط النيجيري والوفد المرافق له، زيارة بعض المنشآت الطاقوية والتكوينية لسوناطراك، على غرار المعهد الجزائري للبترول، وقسم المختبرات التابع لنشاط الاستكشاف والإنتاج بولاية بومرداس.
كما زار الوفد النيجري وحدات نشاط الإسالة والفصل، شملت مصفاة أرزيو، ومصنع البتروكيماوات في المنطقة الصناعية لأرزيو بولاية وهران.
وكُللت الزيارة بالتوقيع على مذكرة تفاهم بين سوناطراك والشركة الوطنية للنفط “سونيداب”، وهي شركة تنشط في مجال الطاقة وتوفير المشتقات النفطية.
إذ ستسمح مذكرة التفاهم لكلتا الشركتين بإجراء محادثات حول فرص التعاون في مجالات استكشاف المحروقات واستغلالها، والتكرير والبتروكيماويات، والتسويق وتوزيع المنتجات النفطية.
ويترجم التوقيع على المذكرة طموح سوناطراك في تطوير وتعزيز الشراكة مع الشركات النيجرية، عبر برامج للتبادل المشترك، خاصة تلك المتعلقة بالتكوين المتخصص.
كما تندرج الخطوة في إطار التعاون الجزائري النيجري، ويعكس رغبة البلدين في ترقية العلاقات الثنائية والمضي قدمًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..