اقرأ في هذا المقال
- تكلفة الحياد الكربوني لا يدركها بعض الناس
- خطط الحياد الكربوني بشأن الكهرباء تعني الابتعاد عن السيارات الكهربائية
- تقرير ينصح بتوقف كل مطارات المملكة المتحدة بسبب عدم وجود وقود طيران مستدام
- حظر تناول لحوم الأبقار والضأن والوجبات المجمدة أحد الأهداف
حذر كاتب معروف في مجال شؤون المناخ، من أن خطط الحياد الكربوني في المملكة المتحدة، التي عرض بعض مؤشراتها رئيس الحكومة كير ستارمر، في قمة المناخ كوب 29، المنعقدة حاليًا، في العاصمة الأذربيجانية (باكو)، عبثية وستؤدي إلى أثار مدمرة حال تطبيقها.
وقال الكاتب البريطاني باول هوموود، في مقال له طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقّرها واشنطن)، إن ستارمر وعد بخفض الانبعاثات بنسبة 81% في 2035، مقارنة بمستويات عام 1990، ما يعني الحاجة لخفض بنسبة 65% لتلك الانبعاثات خلال السنوات القليلة المقبلة.
ويرى هوموود أن خفض الانبعاثات السنوات المقبلة سيكون أصعب من الماضية، كونها يجب أن تتمدد لكل القطاعات الملوثة وليس الكهرباء فحسب، والتي كان التركيز عليها من قبل.
وقال إن العديد من غازات الاحتباس الحراري باستثناء ثاني أكسيد الكربون، جرى تخفيضها بصورة متواصلة، والخفض القادم سيكون أكبر لثاني أكسيد الكربون. وتابع: “سنبني مزيد من مزارع الرياح، لكن لن نستطيع الهروب من حقيقة مفادها أن انبعاثات توليد الكهرباء بمفردها لا تمثل أكثر من 10%، ما يعني الحاجة لتخفيض تلك الانبعاثات في كل القطاعات الأخرى لتحقيق الحياد الكربوني في المملكة المتحدة”.
وأضاف: “من المفترض أن يحدث كل ذلك خلال 15 عامًا.. في هذه المدة يجب أن تكون بلادنا خالية تمامًا من الانبعاثات”. وشدد على صحة “التقييم الأمين” الذي أصدرته منظمة تدعى “يو كيه فيرز” لصالح الحكومة، لكيفية تحقيق الحياد الكربوني في المملكة المتحدة، في تقرير بعنوان “الصفر المطلق”. وقال: “لقد قمت بتحليل التقرير حينها، ولا يزال التحليل ملائمًا ليومنا هذا، رغم أنه كان قبل 4 سنوات في 2020”.
تفنيد خطط الحياد الكربوني
فنّد الكاتب المتخصص في شؤون المناخ منذ عام 2011، باول هوموود، خطة تحقيق الحياد الكربوني في المملكة المتحدة، في ضوء ما عرضه رئيس الحكومة في قمة المناخ كوب29، وتحليل سابق لتقرير منظمة “يو كيه فايرز”، في مقال منشور على موقع “واتس أب ويز زات“.
وبيّن الكاتب مدى عبثية الخطة، التي قد تدفع البريطانيين إلى الوراء لعشرات السنين، قائلًا: ” إن نسبة كبيرة من الناس تعتقد أن حماية الكوكب تعني مجرد بناء مزيد من مزارع الرياح وزراعة الأشجار واستعمال خامات البلاستيك بصورة أقل، لكن الكثير بدأ إدراك أن التأثير على حياتهم المعيشية جراء تحقيق ذلك سيكون كبيرًا”.
وفي معرض حديثه عن تقرير “يو كيه فايرز”، أوضح أنه دعا إلى إغلاق مطارات البلاد بحلول عام 2050، لأنه لا وجود لوقود طيران خالي من الانبعاثات وعملي. ووفق هذا المخطط، يجب وقف عمل كل المطارات باستثناء هيثرو وغلاسغو وبلفاست بحلول عام 2030.
ويعني ذلك حظر معظم حركة السفر بالطيران، والمطارات المتبقية لن تفي إلا بحصة ضئيلة من الطلب، وعلى سبيل المثال يتنقل ربع الركاب البريطانيين حاليًا عبرمطار هيثرو.
وهذا بند واحد من المعاناة التي ستواجه الناس في مسار تطبيق خطط تحقيق الحياد الكربوني في المملكة المتحدة، وفق الكاتب والتقرير الذي خلص إلى أن التقنيات الحديثة ليس بإمكانها إنقاذ الموقف.
ويرى التقرير والكاتب، أن من يعتقد أن الاعتماد على الطاقة المتجددة سيؤدي ببساطة إلى الحياد الكربوني فهو يعيش في الوهم، لأنه بدون حساب الزيادة السكانية الطبيعية، لا تزال البلاد في حاجة لخفض استهلاك الطاقة بنسبة 40%.
لذلك “علينا نسيان الاعتماد على السيارات الكهربائية بوصفها جزء من الحل، لأنه لن يكون لدينا كهرباء كافية لتشغيلها، فتقرير المنظمة يوصي بخفض عدد السيارات في الطرق بنسبة 40%”، وفق الكاتب.
وسخر الكاتب من مقترح المنظمة الخاص بالاعتماد على السكك الحديدية في السفر والتنقل، والذي يعني -من وجهة نظره- محدودية وسائل النقل “بعد الهبوط من القطار، كيف سنصل إلى وجهتنا.. إن فكرة التخلي عن سياراتنا والاعتماد على القطار فكرة ساذجة تمامًا”.
حظر تناول اللحوم
واصل الكاتب البريطاني المتخصص في شؤون المناخ، باول هوموود، التهكم في مقال منشور اليوم، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) على خطط ومقترحات تحقيق الحياد الكربوني في المملكة المتحدة.
وقال إن الاستعانة بغلايات الكهرباء للتدفئة بدلًا من الغلايات التقليدية، قصة أخرى تطرح الكثير من التساؤلات، وأولها عن زيادة التكلفة على كل منزل بقيمة 10 آلاف جنيه إسترليني جراء هذا التحول، لكن أهمها عن ضمانات التدفئة في وسط الشتاء أو عند زيادة الطلب، “أو أن شبكة الطاقة ببساطة لا يمكنها التعامل مع هذا النوع من الارتفاع في الطلب حتى لو تمكنت من ذلك”.
وتابع سخريته قائلًا: “ربما يخططون لوضع إرشادات مفادها استعمال التدفئة وقت أقل، وفي غرف أقل، وتعويض ذلك بارتداء الملابس الثقيلة التي تمنحنا التدفئة”.
كما تناول النظام الغذائي، والذي لن ينجو من مفرمة تحقيق الحياد الكربوني في المملكة المتحدة، حيث يتعين على البريطانيين التوقف عن تناول لحوم البقر والضأن، إضافة إلى الوجبات المجمدة، وفي الوقت نفسه زيادة الاعتماد على الوجبات النباتية المزروعة، لكن لن يفوتهم ضرورة الزراعة بأسمدة أقل، ما يعني تقلص الإنتاج.
والأمر ذاته ينسحب على مواد البناء، حيث من المتوقع أن تنتهي صناعة الأسمنت، بغض النظر عن الحاجة لهذا الأسمنت في منشآت الطاقة والمنازل والمستشفيات.
وتابع الكاتب قائلًا: “يبدو أن كل ما سبق ليس سيئًا بقدر كافي، إذ يريد القائمون على الأمر وقف كل الواردات بحلول 2050، ما لم يكن هناك قدرة على نقلها عبر السكك الحديدية، وكوننا جزيرة فهذا غير مناسب، وبالطبع ليس لدينا شحن بحري خالي من الانبعاثات ولا يبدو أن هذا سيكون ممكنًا في المستقبل المنظور”.
ويتساءل عن توقعات كيفية إطعام أنفسهم بدون الواردات، “إلا إذا أعدنا نظام الحصص الذي كان موجودًا في أربعينيات القرن الماضي”.
وتوقع تأثر صناعة الإلكترونيات والكمبيوتر، خاصة في ظل عدم القدرة في الحصول على أحدث التقنيات، لذلك ستعود البلاد إلى استعمال هواتف نوكيا الصادرة في تسعينيات القرن الماضي.
وحث الكاتب في ختام مقاله على عدم تدمير الصناعات في البلاد والانجراف نحو هذه الخطط بسبب بعض الاحتجاجات من نشطاء البيئة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..