اقرأ في هذا المقال

  • • وزراء حزب الخضر في الحكومة الإسكتلندية أعلنوا “مناطق حظر الصيد” في المناطق البحرية المحمية
  • • صناعة صيد الأسماك المحاصرة في إسكتلندا أصبحت مهددة مرة أخرى
  • • بريطانيا تولّد حاليًا 1% فقط من انبعاثات الكربون العالمية
  • • مصفاة النفط غرينجموث ستغلَق العام المقبل، مع خسارة 400 وظيفة

يهدد جنون الحياد الكربوني في المملكة المتحدة، مجددًا، سبل عيش صيادي الأسماك الإسكتلنديين، وذلك بهدف إتاحة المجال لمزارع طاقة الرياح العائمة.

قبل عامين، أعلن وزراء حزب الخضر في الحكومة الإسكتلندية “مناطق حظر الصيد” في المناطق البحرية المحمية، وهو المشروع الذي تمّ التخلي عنه لاحقًا، ما أدى في النهاية إلى توترات نهائية مع الحزب الوطني الإسكتلندي، حسب مقال اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأصبحت صناعة صيد الأسماك المحاصرة في إسكتلندا مهددة مرة أخرى، وهذه المرة بسبب الالتزام بسياسات الحياد الكربوني في المملكة المتحدة وإسكتلندا، من جانب حكومتيهما.

جرّاء ذلك، ستُستبعَد المجتمعات التي اعتمدت على مناطق صيد ساحلية معينة لأجيال من هذه المناطق في حالة تنفيذ خطط مزارع الرياح البحرية العائمة العملاقة.

التناقض بين الصيد المتنقل وطاقة الرياح البحرية

حذّرت الرئيسة التنفيذية لاتحاد الصيادين الإسكتلنديين (SFF)، إلسبيث ماكدونالد، كلًا من الحزب الوطني الإسكتلندي وحزب العمال من أن الصيد المتنقل وطاقة الرياح البحرية العائمة “ببساطة غير قادريَن على التعايش”.

جاء ذلك في مقال يتناول تهديد الحياد الكربوني في المملكة المتحدة للصيادين، نشرته صحيفة “ذا تيليغراف” البريطانية (Telegraph) للعضو السابق في البرلمان عن حزب العمال، توم هاريس.

العضو السابق في البرلمان البريطاني عن حزب العمال، توم هاريس- الصورة من موقع الحزب

في المقابل، تشكّل الرؤية الخاصة بمزارع الرياح البحرية الجديدة جزءًا من خطة الحكومة لتحقيق الحياد الكربوني في المملكة المتحدة، بحلول الموعد النهائي التعسفي تمامًا في عام 2030، الذي اختيرَ لأنه (أولًا) رقم تقريبي، و(ثانيًا) يأتي قبل 5 سنوات من الهدف الذي حددته الحكومة السابقة.

وأشار توم هاريس إلى أن “الأمر كان ليكون أفضل لو حُدِّد موعد نهائي يعتمد على تقديرات واقعية لتوقيت توافر التكنولوجيا اللازمة”.

وأوضح أنه لا يعتقد سوى قِلة من العاملين في قطاع الطاقة المتجددة أن وزير الطاقة البريطاني، إد ميليباند، يمكنه تحقيق هدفه بحلول الموعد المحدد، نظرًا لعدم إحراز تقدّم في البنية الأساسية، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

بدورها، خلصت شركة كورنوول إنسايتس Cornwall Insights الاستشارية والبحثية إلى أن أفضل ما يمكن لميليباند أن يأمله بحلول الموعد النهائي التعسفي الذي حدده، هو أن توفر طاقة الرياح والطاقة الشمسية 44% من احتياجات بريطانيا من الطاقة.

استمرار ارتفاع حرارة الكوكب

قال العضو السابق في البرلمان البريطاني عن حزب العمال، توم هاريس، إن ارتفاع حرارة الكوكب مستمر.

وأشار هاريس إلى أن العلم يخبرنا أن هذا أمر لا مفر منه، طالما أن مصادر الانبعاثات الكبيرة – الهند والولايات المتحدة والصين من بينها- يواصلون إعطاء الأولوية لشعوبهم واقتصاداتهم قبل قائمة “الحلول” التي تتمنى ناشطة المناخ السويدية ،غريتا تونبرغ، تحقيقها.

وأضاف: “على الرغم من أن بريطانيا تولّد حاليًا 1% فقط من انبعاثات الكربون العالمية، فإن ساستنا من بين الأكثر حماسة في العالم عندما يتعلق الأمر بالتضحية بسبل عيش الآخرين ومصادر دخلهم”.

وأكد أن تأثير الحياد الكربوني في المملكة المتحدة الطويل أدى إلى نتائج كارثية في اقتصاد إسكتلندا، مشيرًا إلى أن صناعة النفط والغاز دعمت آلاف الوظائف والأسر وسلاسل التوريد، إلّا أن شركة إينيوس INEOS أعلنت عزمها إغلاق مصفاة النفط غرينجموث، العام المقبل، مع خسارة 400 وظيفة.

وقال توماس هاريس: “قد تضطر سفن الصيد إلى تجنّب مناطق شاسعة من بحر الشمال”، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وألمح إلى أن أحفاد هؤلاء الصيادين ربما -وربما فقط- يتمكنون من الحصول على وظيفة في شركة الطاقة البريطانية غريت بريتيش إنرجي Great British Energy التي تتخذ من مدينة أبردين مقرًا لها.

وأوضح أن غريت بريتيش إنرجي تُعدّ شركة طاقة مملوكة للقطاع العام، لن تنتج أيّ طاقة، ومن غير المرجّح أن تنجح حتى في تحقيق هدفها الرئيس المعلَن المتمثل في خفض فواتير الطاقة السنوية للأُسر.

 

وخلص هاريس إلى أن “ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات أعلى، دون أن تتأثر على الإطلاق بجهود بريطانيا لخفض الانبعاثات، يعني أن المطالبات بمزيد من التضحيات لن تنتهي أبدًا”.

مشروع طاقة الرياح العائمة كينكاردين قبالة مدينة أبردين في إسكتلندا
مشروع طاقة الرياح العائمة كينكاردين قبالة مدينة أبردين في إسكتلندا – الصورة من إنرجي فويس

واستشهد برواية الكاتب البريطاني جورج أورويل بعنوان “1984”، حيث لم يكن من المفترض أن تُربح الحرب بين أوراسيا وأوقيانوسيا و/أو إيستاسيا، بل كان من المفترض أن تكون دائمة، فإن العمل الشاقّ للوصول إلى الحياد الكربوني لن يصل إلى نقطة النهاية أبدًا.

وأكد أن “المطالبات بمزيد من التضحية بالنفس ستلازمنا دائمًا، وأن أعداد الوظائف المفقودة وسبل العيش المهدَّدة والمجتمعات المدمرة ستزداد إلى حدّ كبير”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.